................
محمد البكرى
..................
!!!!!!!!!! { رواية .. جسر الموت الكئيب } !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
::::::::::::::::::::::::: ( الفصل الرابع ) :::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
{بهذا الفصل ستعرفوا كيف تتم المؤامرة ومن ينفذها ، رغم 40 عاما مضت على كتابتها }
لم يكن "علاء" معتاداً أن يقوم من نومه متلهفاً على سماع الإذاعة ، لكنه فى صباح هذا السبت ، وهو لا يزال نصف نائم فى سريره ، كانت يده تبحث بين محطات الإذاعة عن أى خبر لما جرى بالأمس .
فى كلمات مقتطبة بإذاعة الإسكندرية المحلية كان المذيع يعلن للناس ثانى البيانات قائلاً :
: " أعلن السيد محافظ الإسكندرية ، أنه وبعد أن أنتهت أحداث الأمس المؤسفة ، والتى وقعت من جراء سواء الفهم ، الذى نشب بين الأشقاء المسلمين والمسيحيين فى منطقة "اسبورتنج" ، وبعد أن تمت تسوية الموقف بروح الإخوة بين الجميع ، فقد تقرر إلغاء حظر التجوال الذى أعلن مساء أمس ، والذى تحدد بالمنطقة مسرح الأحداث فقط ، هذا وقد تقرر أن تعمل كافة المصالح الحكومية والجامعات كالمعتاد ، ودون أى إخلال ببرامج العمل اليومية فى كامل المحافظة ، ونهيب بكل المواطنين أن يكونوا على مستوى المسئولية ، والتى يضاعف من تحملنا لها سوء النية الذى توافر لدى البعض ، من الموتورين والمرفوضين من مجتمعنا المسالم .. هذا وقد أعلن السيد/ مدير الأمن بأنه قد تم إلقاء القبض على مثيرى الشغب ، وجارى التحقيق معهم ، وستعلن نتائج التحقيق فور الانتهاء منه " .
إنتهى البيان ليتصل صوت المذيع بصوت "أم كلثوم" ، تشدو بأغنيتها التى خلدها وادى النيل ، وبصوتها الذى يصعًد بالقلوب إلى السماء .. "بالسلام بالمحبة الدنيا تحيا .. ليه تكونوا ناس فى ناحية وناس فى ناحية .. مهما كنا .. ومهما كنتم من حقوقنا إحنا وأنتم .. الحياة والسلام" .
******************************************************
كان عقل علاء ولسانه يرددان نفس السؤال ..
: ليه تكونوا ناس فى ناحية وناس فى ناحية ؟!!
أحس الحيرة تدخل نفسه وهو يحاول أن يرى بعقله سنوات طويلة مضت ، ومنذ أن بدأ يعى العالم من حوله . إنه يعرف بنظرته العلمية التى اكتسبها خلال دراسته أن لكل شيئ أصل .. وساءلته نفسه ..
: ما أصل تلك الخلافات ؟!!
: ومن أوجدها ؟!!
: هل هم أشخاص يحيون بيننا ن ويكرهوننا إلى هذا الحد ؟!!
: أهو الصراع الأذلى بين البشر ؟!!
: ألم يجد الصراع غير أحط أشكاله ليصب نفسه فى قالبه ، ويجلب القبح لكل ما هو ناضر وجميل وراقى ، عاش به المصريون فى واديهم بأمان !!
كانت الأفكار المضطربة والقلق والتوجس ، أشواك ترشق روحه وهو يرتدى ملابسه على عجل ، ليخرج إلى الشارع ويرى ما يجرى للدنيا ، وبعد دقائق كان يقف كالمعتاد ، ينتظر الأتوبيس ويتلفت حوله يبحث عن إيمان ، ولكنها لم تقبل تعدل من وضع شعرها خلف ظهرها ، كما اعتاد أن يراها دائما .
ذهب إلى الكلية يحس الوحدة ، وصوت بكائها يتردد فى أنحائه ، فيملأ الكون من حوله . مشى بمحاذاة السور الذى يضم مجموعة كليات الطب ، والذى بنى بارتفاع أكثر مما أعتاده الطلاب فى الكليات الأخرى ، يحبس داخله طلاب الطب والصيدلة وطب الأسنان ومعهد التمريض . أحس أن هذا المربع سجن كبير يوشك أن يصبح مكانا مغلقا ، لامكانا مفتوحا يلتقى فيه الباحثون عن الحقيقة ، أسفل الميكروسكوبات ، ودون وعى منه كان يمر بإصبعه على جدران السور كما كان يفعل فى لهوه صغيرا ، وكأنه أعمى يتحسس طريقة بأصابع يده .
بدت له قوالب الطوب المرصوصة فى نظام وكأنها تشعر بالغضب ، لتلك القيود التى تُفرض عليها ، وتحلم بالحرية ، ومن بينها كانت تبرز لواصق الأسمنت المضغوط تحت ثقل الأوزان المضنية ، وكأنها تصرخ من ألم فوق احتمالها ، وتود لو إنفلتت من قسوة ما فوقها وما أسفلها .
كان يرى كل ما فى السور ساخط على أشياء تزعجه وتؤلم روحه ، ولا يملك لسانا ليبوح به للدنيا وأحيائها .
تراخت خطوات علاء وهو يدخل من بوابة الكلية يدفعها أمامه ، لتصدر صوتا كصرير الأسنان ، وكأنه صوت أحتجاج ترفض به الانضمام لتلك الأسوار .
كان علاء يشعر أن كل شيئ فى الحياة حتى الجماد والأشجار يصرخ بألم .
************************************************
لم ينتظر"الأسانسير" كما تعود ، ليحمله إلى الطابق الأخير حيث "الكافتيرا" . ارتقى درجات السلم وعيناه لا تهدأ فى تجوالها هنا وهناك وهو يرهف السمع ، كمن يتوقع أن يرى أو يسمع شيئاً . قابل الكثيرين من الطلاب فى طريقه ، كانوا يتحركون فى عصبية لم يعهدها فيهم ، كما جد عليهم هذا الصمت الذى بدا على الجميع ، وجعله يستشعر أنهم ليسوا كمن لا يجد شيئاً ليقوله ، ولكنهم كانوا يبدون كمن يخاف الكلام !!
وجد "علاء" الركن الذى اعتاد أن يجلس فيه مشغولاً بآخرين . كانت "الكافتيريا" مزدحمة فى ذلك الوقت من الصباح على غير المعتاد ، فسحب أحد المقاعد الخالية إلى الرواق المواجه للكافتيريا . نظر حوله ليرى مجموعات متفرقة من الطلاب ، كل منها يلتف حول نفسه يتحدثون بصوت خفيض ، ويقلبون عيونهم فيما بينهم وبين المجموعات الآخرى ، وكلهم كما يبدو من نظراتهم يتساءلون عن شيئ ما لا يجدون له جواب .
تساءل علاء بينه وبين نفسه ..
: ترى لماذا يتهامسون ؟ وإلى أى شئ سينتهى هذا الهمس !
لم يغب عن علاء أن يلحظ أن هناك بعض المسيحيين ، ممن اعتادوا أن يقفوا فى وسط مجموعات من الطلبة المسلمين ، قد تركوا مجموعاتهم ليشكلوا مجموعات مسيحية فقط ، كذلك فعل بعض المسلمين حين تركوا أصدقاءهم المسيحيين ليخالطوا جماعات تخلو منهم ، وكأن الطلبة كانوا خليطاً من الماء والزيت امتزج فى شبه تجانس بالرج المستمر ، ثم عاد ينفصل مرة أخرى .
ووسط الجميع كان أعضاء أسرة الصحافة والطلاب المعروفون بميولهم الخاصة يموجون هنا وهناك ، يحملون بأيديهم بعض المجلات المعدة للنشر وبعض الملصقات .
كان التوتر يسود كل الأوساط ، يحس هذا أى عابر ، من دخان السجائر الهارب من نوافذ الكافتيريا ، وكأن شيئا يشتعل فى داخلها .
***************************************************
جلس علاء يتصنع الهدوء وهو يغلى بداخله ، يحاول أن يُقَدر ويتخيل ما حدث ليلة أمس !
كان صمت الطلاب من حوله يزيد من توتره ، فلو أن الأمر كان عادياً لتكلم الجميع بصوت مرتفع ليناقشوه ، ويختلفوا فيه ما شاء لهم دون حرج ، أما وقد التزم الجميع الصمت .. فربما كان الدور على الفعل ، الذى قد يأتى غير متوقع فى مثل تلك الظروف .
نظر حوله يتساءل فى صمت ، لعله يجد جواباً فى عيون الآخرين عما ينتون فعله . ظل على حالته تلك والذهول يسيطر على عقله ، حتى رأى الدكتورة "عفاف" عميدة الكلية قادمة من المكتبة ، وهى تنظر بعيون متلصصة إلى الشبابيك المفتوحة بطول الكافتيريا ، وكأنها تبحث عن شيئ بين طلابها . تذكر أن المحاضرة الأولى لها ، فأسرع بالنزول خلفها ، وبالمدرج وسط الطلاب كان يستمع إليها بأذنيه ، أما عقله فكان فيما يمكن أن يكون والحال هكذا .
كانت عيناه تبحثان عن إيمان بين الجميع فلا يجد لها أثراً ، ليرتد بصره حزينا إلى القلم الذى أمسكه ، يكتب به كلمات متفرقة وهو يؤدى فقط شكلاً اعتادته يده ، حين يكتب خلف الأساتذة ما يقولون .
أحس المحاضرة طويلة مملة ، وشعر بالندم لأنه لم يتغيب عنها . كان السأم يكاد يذهق روحه وهو يشعر بسقف المدرج ، يطبق على صدره حين خلا من إيمان ، التى لا يعرف ماذا أصابها ، وقد تركته وأبوها حين كان نعيق الرصاص يلف المنطقة .
وأخيراً أنتهت الدكتورة "عفاف" من محاضرتها لتطلب من أعضاء أسرة "الكريزى هورس" ، الاجتماع بها بعد انتهاء اليوم الدراسى ، ثم غادرت المدرج ليدخل على إثرها واحد من أعضاء الجماعة الإسلامية بالكلية ، يعلن أن صلاة الجنازة على الغائب ، ستكون عامة بين طلاب "مربع طب" ، وأنها ستقام بحديقة كلية الطب المقابلة للمشرحة ، وأن صلاة جنازة أخرى عامة لطلاب جامعة الأسكندرية ، ستقام بملاعب الجامعة فى الغد ، الثانية عشر ظهراً .
كانت تلك الكلمات كافية لكى يشعر الطلاب ويتأكد فى أذهانهم ، أن ما حدث بالأمس نتج عنه ضحايا ، ولم يكن شغباً أو خلافاً بسيطا كما قالت الإذاعة المحلية فى الصباح .
****************************************************
انتشرت الهمهمات بين الطلاب ثم أرتفع صوتهم ، وقام البعض لا ينتظر المحاضرة الثانية ، ومع المنصرفين كان علاء يصعد إلى الكافتيريا ، وهناك بأحد الأركان جلس وهو لا يفكر فى شيئ محدد . كان ينتقل من توقع إلى غيره . تكالبت عليه ظنون كثيرة ، أفضلها كان يبعث على اليأس والقنوط .
مضى الوقت بطيئاً ورجاءه فى أن تأتى إيمان يخبو شيئاً فشيئاً . قام لا يعرف له وجهه يقصدها ، تسوقه قدماه بين مختلف الكليات فى المربع الحزين ، حتى توقف عند نادى أعضاء هيئة التدريس بأسفل المبنى الحديث بكلية الطب ، والذى يطل بواجهاته الزجاجية على الحديقة التى ستقام عليها الصلاة التى أُعلن عنها بالمدرج .
جلس ينتظر ويخمن كيف يمكن للناس أن يفكروا إذا داهمتهم الأحداث ؟!
وإلى أى حد يمكن للعقل أن يتدخل فى وقت سوف يغرق فيه فيضان المشاعر كل شيئ ؟!
أحس بسخرية القدر وهو ينظر حوله ليرى أعداد غير قليلة من أعضاء هيئة التدريس تجلس بالمكان ، وكل منهم يختلس النظر إلى الآخر ، وكأنه يتوقع منه شيئاً مريبا . وجد نفسه يردد بصوت خافت ..
: لو كان هذا حال من أشرفوا على تربية طلاب هذا المربع .. فعليه العوض فى الطلبة !!
أحس علاء بالغربة حتى عن نفسه ، وهو يشعر باليأس يداهمه وشئ يوسوس له .. قائلا :
: لا فائدة !! لن تستطيع شيئاً حيال ما يحدث والنفس البشرية تظهر من ضعفها ، أكثر مما تبديه من جسارتها وثباتها فى مثل تلك المواقف ، وفى خضم الصراع صعب أن يبقى إنسان على حياده ، صعب حتى على من ابتكر مفاهيم التعقل والحياد !
أى تعقل وأى حياد والموت يتخطف الناس فى الشوارع والبيوت ودور العبادة دون اسئذان أو تفريق !
أى بصيرة الآن وقد خبا ضوء العقول وأمسى الليل ضاربا أطنابه .. راخيا سدوله !
سأل نفسه وأعياه السؤال ..
: ماذا يمكننى أن أفعل ؟!
لم يجد جواباً شافيا ، وإن كان صوت من بعيد فى أعماق نفسه يردد قول شاعره المفضل المتنبى :
وإذا لم يكن من الموت بد فمن العجز أن تموت جباناً
لم يمض وقت وطويل حتى نادى المؤذن ، وأقبل الطلاب يتراصون وقوفا بأحذيتهم للصلاة ، وأدرك علاء أنها صلاة الجنازة .
*****************************************************
هناك فى الصف الأول كان "عاصم" يقف خلف الإمام ، الذى ما إن انتهى من التكبيرة الرابعة حتى استأذنه "عاصم" فى الكلمة ، ووقف خطيباً بين زملائه يحرضهم فى لؤم على إتخاذ موقف موحد .. ومحاولة الاتصال بالعمال ، وفئات الشعب الأخرى ليكونوا معا قوة مؤثرة ، ثم بدأ يشير بأصابع الاتهام إلى المسئولين بالدولة ، ويطالب بضرورة البدء بتطهير المحافظة من مسئوليها ، وكذلك مديرية الأمن . أخذ يلوح بفشل المسئولين وعجزهم عن الحفاظ على أمن البلاد ، وانتقل حديثه إلى أحداث وقعت بمحافظات أخرى ، وقبل أن ينهى حديثه أتت مجموعات من الشباب ، على أنهم مندوبون من تلك المحافظات ، وشهود عيان على ما يحدث بها .
استشاط كل الموجودين غضبا لما سمعوه ، وبدأ الطلاب يتجمعون فى أعداد كبيرة ، حتى لم يعد علاء يرى شيئاً مما يحدث أو يسمع ما يقال ، وقد أختلط لغو الجموع التأثرة .
كانت موازين كثيرة تختل أمام عينيه ، ووجد يده تزحف إلى قلمه لتسجل أحساسه بخيبة الأمل والقلق على بلاده وعلى عقيدته ، التى أحبها وأحب من خلالها عقائد الآخرين .. والتى يرى ويحس من لا ينتمون إليها وهو يحاولون ركوب موجتها ، ليقودوها إلى ما يأمر به الشيطان !
وجد نفسه يكتب كلاماً يحاكى الشعر فى شكله وبنائه .. كانت تلك هى المرة الأولى التى يكتب فيها مثل هذا الشيئ .. إنه كثيراً ما يقرأ الشعر ، ولكنه لم يتصور أن يأتى يوم يحاول فيه نظم الكلمات .
وتساءل بينه وبين نفسه ..
: أيكون الشعر دوماً بكاء الشعراء ؟!
كان يحس هموماً تثقل وجدانه .. فكتب ليحدث من تقاتلوا ، مع أنهم جميعا على دروب الإيمان ، ولكن خدعهم الشيطان ، ووقف ينتظر أيهم سيبقى حياً فى النهاية ليفصل له قبراً هو الآخر ،
وعاد يسأل نفسه ..
: من الذى قال أن اليد التى أطلقت الرصاص من داخل أسوار الجامع كانت مسلمة ؟!
والذين ردوا عليهم من سطح العمارة المجاورة للكنيسة من قال بأنهم مسيحيون ؟!
ومن الذى فجر الكنيسة ؟!
جز على أسنانه وهو يقول بصوت مسموع ..
: رحمتك يا خالق السماء .. أن الذى فعل كل هذا وسيفعل ما سيكون غداً .. شخص واحد !!
***************************************************
قام ليعود الى كُليته .. وفى طريقه كانت أصوات ترتفع من تجمع طلابى آخر ، يعرف أعضاءه الذين طفقوا ينشرون مجلاتهم على الحوائط ويجمعون من حولهم الآخرين ، يديرون معهم ما يسمونه حوار فكريا .
كان يعرف الكثيرين منهم وقد حدثوه من قبل ، ولكنه نَفَر منهم وهو يحس أن حبهم للفكر الشيوعى فى روسيا ، قد فاق حب الروس أنفسهم لبلادهم وفكرهم وعقائدهم !
وهناك وفى الوقت الذى كانت فيه مخلفات المصانع والإنسان وعوادم السيارات تلوث البيئة على أرضنا ، كانت أفكارهم التى لا يدركون ولا يفهمون الكثير منها ، تلوث عقول الصغار ، وتدلس عليهم منطقاً غريباً ، ليسوقوا عقولهم قسرا ويصيرونهم ضياع المجتمع ، وقد تمزقت أرواحهم بتلك الأفكار ، التى انتشرت لسوء حظ البلاد فى أوساط العاملين بفرع مهنة الطب ، والتى فقدت الكثير من معانيها الإنسانية ، حين انكمشت إنسانية القائمين عليها وأصابهم التلوث .
*************************************************
وبالكلية كانت الدكتورة "عفاف" تجتمع بأعضاء أسرتها ، وأعداد أخرى ممن يحاولون معرفة ما يحدث .
كانت تقف مقطبه الجبين ترسل كلماتها لتأتى معظمها فى صورة إنذارات وتهديدات للطلبة ، وهى تلوح بأن الكلية ستضرب بعنف كل من يحاول أثاره المشاكل ، أو حتى تلوح منه إيحاءة توحى بأنه يريد أن يقول شيئاً .. أى شيئ ..
نظر علاء الذى كان حاضراً الاجتماع حوله ، ليرى الغضب وقد بدأ على وجوه الجميع ، حتى من أتو هادئين بادئ الأمر .. كان الكل يخشاها فاختزنوا الغضب فى نفوسهم وكأنهم يوفرونه لشيئ آخر ، وهكذا تحقق لها ما تريد وهى تسيئ أكثر إلى الموقف ، وتحيط الأمور بغموض أكبر بكلماتها المبهمة ، ثم وقامت تخرج فى هدوء لتترك المدرج ، مليئ بغضب وفوضى ، كانت حريصة على أن تزرعه بكلماتها المسموة وسط الطلاب ، والتى بدت كأنها كلمات حق ، لكن أُريد بها باطل !!
................................................................................................... د / محمد البكرى
* رقم الإيداع ( 7502 / 97 )
* الترقيم الدولى ( 7 - 0644 - 08 - 977 )
{ الإسكندرية - كازينو الشاطبى } ( تمت فى 13 / 3 / 1982 م )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق