.........
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
...............
ًا
سَيْلَ الـمِيَاهِ بِمُسْتَوِي الفَلَوَاتِ
سَأَلَتْ بَنَاتُ الشِّعْرِ نَفْسِي، عِنْدَمَا
سَمِعَتْ دَوِيَّ الـحَقِّ في الظُّـلُـمَاتِ:
مَـاذَا أَصَـابَ القَـابِـــعِينَ بِلَـيْلِـهِــمْ ؟
مَـا هَـذِهِ الأَنْـوَارُ فِــي العَـتَـمَـات؟
مَـاذَا أَصَـابَ السَّـاكِـنِينَ فَـرَدَّدُوا
لَـحْـنَ الـحَــيَـاةِ، بِـعِـزَّةٍ وثَـبَاتِ؟
مَا بَالُ ذَاكَ الحُكْـم عَـرَّجَ لِلثَّـرَى؟
مَا بَـالُ هَــذَا العِـزّ عَـانَقَ ذَاتِـي؟
فَـأَجَـابَـهَا مِنْ دَاخِـلِـي نَـبْـعُ الــوَفَـا
حُرَّ الكَـلَامِ وهَـادِئَ النَّبَضَاتِ:
قَــــدْ آنَ لِــلَّـيْــلِ الــــبَـهِـيـمِ زَوَالُــهُ
لِيَـشِيعَ فَـجْـرُ الـحَـقِّ فِي الفَلَوَاتِ
قَــدْ آنَ لِلْـقَـيْـدِ الشَّدِيدِ بِـثِـقْـلِــــهِ
أَنْ يُسْـتَـزَالَ، مُكَسَّـرَ الحَلَقَاتِ
لِيَقُـومَ شَعْبُ الـمُخْلِــصِينَ مُغَرِّدًا
مِثْلَ الطُّـيُـورِ، مُسَرَّحَ النَّـغَـمَاتِ.
قَـدْ آنَ لِلـنَّـوْمِ العَـمِـيـــقِ جَـلَاؤُهُ
"أَيْدِي سَبَأ" لَا رَاجِـعَ الـخَـطَـوَاتِ
قَـدْ آنَ لِلشَّـوْكِ الـمُـــعَـرَّصِ قَـلْـعُـهُ
فَـأْسُ الــتَّـمَـرُّدِ نَــاشِــلُ البَــــذرَاتِ
قَـدْ آنَ لِلْـخُـرْسِ انْطِلَاقُ هُتَافِهِمْ
لِـيُـرَدِّدُوا : بُـعْـدًا لِكُـــلِّ طُـغَـاةِ...
قَدْ آبَ، بَعْدَ الصَّوْمِ، عِيدُكِ ضَاحِكًا
عِـيـدُ الــعُـلَا، يَــا تُونِـسَ البَـرَكَاتِ...
قَدْ عَـادَ، بَعْدَ القَحْطِ، زَرْعُكِ أَخْضَرَا
وجَـرَتْ مِـيَـاهُكِ، سَـمْحَةَ الصَّفَحَاتِ.
وأَتَــى رَبِـيـعُ الشَّـعْـبِ، بَـعْـدَ شِـتَـائِـهِ
مَـأْتَـى رَبِـيعِ الــدَّهْـرِ فِي الـفَـلَـوَاتِ ...
فَـتَـكَـاتَـفُــوا وتَـعَـاوَنُــوا وتَـوَحَّـــدُوا
وتَـجَـمَّـعُـوا، قَـصْـدَ البِـنَـاءِ الــذَّاتِي.
وتَـزَوَّدُوا بِـالـعِلْـمِ، خَـيْـــرِ مُـنَـــفِّـذٍ
لِلْـقَـصْـدِ والأَعْــمَــالِ والآيَــاتِ...
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس)
"خواطر" ديوان الجدّ والهزل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق