الأحد، 5 أغسطس 2018

.........
عبد الكريم الصوفي
.........


(  ويشتعل الغروبُ  شوقاً لَها  )

والدُروبُ  تَشتَكي  ... 

كَم  شاقَها خَطوُُ  عَليها يَعبُرُ

والشُجَيراتُ  في  رَوضِها  تَنحَني  أسَفاً

أينَ التي طالَما لامَسَت  غُصونَنا  تَكبُرُ

وباسِقاتُُ من الأشجار  ... كأنٌَها الأسوار

من  حَولِهٍ  كوخٌها  تُنشِدُ  في وَقار

لَحنَها ذاكَ الحَزين ... ولِلظِلالِ تَنشُرُ 

توحي لِمَن في المَشهَدِ  ... بَل هِيَ تُخبِرُ 

أنٌَ  ( غادَتَنا  ) في غَدٍ  تَحضُرُ 

حينَما تُشرِقُ الشَمسُ أو لِلخُيوطِ تُرسِلُ

يَدفُقُ ضَوؤهُ الصباح كَدَفقِها الأنهُرُ

لَم أنَم في لَيلَتي  ...  فَفي غَدٍ  تَأتي  حُلوَتي

ويُشرِقُ النَوٌَار  ... في الرَوضِ والدِيار

قَد غادَرَ لَيلُنا  ... رَحَلَ ذاكَ الظَلام 

يا لَهُ من ضِياء  ...  قَد أشعَلَ الحَماسَةَ في النَهار

من خَلفِها الأسوار  ... قَدِمَت حَبيبَتي

وعلى خَطوِها  تَفَتٌَحَت في دَربِها الأزهار

تَبَدٌَلَ لَونَهُ الإصفِرار  ...  وإكتَسَت دِيارَها بالخَضار

ولَم يَعُد يَنهَقُ في الدِيارِ حِمار 

ولا حاقِدُُ غَدٌَار

بَل تَغاريدها الطُيور 

بَلابِلُُ ... تَصدَحُ في حُبور ... قَد أتى آذار

مَرحى لَها حينَما  تُرعِدُ الأقدار

تَغسِلُ رُبوعَنا من تِلكُمُ الأقذار

مَرحى لَها نَقيٌَةً تِلكُمُ الأمطار

عانَقتها  ... مَحبوبَتي  ... يالَهُ الإقتِدار

سألتَها  ... هل إنتَهى بِكِ المَطاف ؟...

وتُؤثِرينَ  الرُكونَ والإعتِذار ؟؟؟

تَبَسٌَمَت ... وأردَفَت  ... وكُلٌُها إصرار

لَن يُظلِمَ أبَداً بِنا النَهار

وفي المَساء ... سَتَلمَعُ الأقمار

وتَرسِمُ لَنا المَسار

سوريٌَتي  ... يا حُلوَتي  ...  لِنُكمِلِ المُشوار

المحامي

عبد الكريم الصوفي

اللاذقية     .....     سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق