................
علاء العتابي
................
أعداء يوسف
لا أعرف يا جداه! لطالما حلمًا يراودني ؛ طيور البوم تلقي علينا مخلفات تحملها مناقيرها؛ ما أن تقع علينا حتى نشم رائحة العفن فيها! مازالت تهاجمنا منذ شهرين ونصف الأسبوع!
تزداد سطوتها بعد غروب قرص الشمس بتعامد الكوكب الأحمر مع قمري زحل والمشتري!
وعند بزوغ شعاع الشمس تغادرنا لتحل مكانها خفافيش الظلام؛ تلقي على رؤوسنا صغار الفئران و تلقم بأفواههم ما جمعته طيور البوم مِن قبل!
ومن الضحى وحتى الأصيل تنعق في مسامعنا طيور الغربان ذوات الريش الأبيض وتحوم فوق ربوعنا؛ تهاجم محاصيلنا الزراعية ويشتت نعيقها قطعان الإبل والماعز ويسكت ضجيج صوتها تناغم مكائن الحصاد! وريح تعصف بلحاء الأشجار وتجرد جذوع الأغصان من أوراقها بعد تغير صفار لونها كأنها تقطر دما! ومياه آسنة تدفعها شوائب طعمها فتحرق بلمسها جذور النباتات؛ تميت بسميتها براعم ثمار الأشجار!
ونحن مابين ذا وذا نسير بلا وعي؛ كلا تسيرنا أيامنا بالرغم منا، ويلوم بعضنا البعض، قومًا قد سيطرت طيور البوم على عقولهم، وقوم جعلوا من نعيق الغربان شواخص لأهدافهم! وقوم يجملون بأقلامهم سواد خفافيشهم جاعلة من شعاراتهم؛ قيما يحتدون بها! وقوم تطير الريح أهوائهم فتارة تحط بهم على حبال الغسيل وتارة تنزلهم الحضيض!
جداه لا نستطيع البوح بامنياتنا؛ خوفا من كابوس أحلامنا يطعمها صغار أمالنا، ويذل من عزيمتنا تحت كبرياء اهاتنا.
ويلوي بجبروته تطلعات أجيالنا.
أستقلت الثقة أول قطار وغادرت شوارعنا، وجعلت مِن خواء محركها وقودًا تشق به عنان السماء ؛ حتى أغلق الجميع امامها أبواب العودة والمغادرة؛ فانطلقت بلا عودة!
أكلت عثة الفساد صور رموزنا ، فشوهت ملامح ضحكتها حتى بأن عبس تفاصيل وجوهها، نقنع بصيرتنا بأنها نضرة ولكنها مجبرة!
أصموا أذان الحقيقية بسدادة الخديعة والبهتان؛ ما أن يعتلى الناطق منطقه؛ حتى يعاتب لسانه منطق حديثه.
حجبوا الثقة من بين تضاريس خارطة آمالنا ؛ ما أن يمعنوا وضوح أهدافنا؛ حتى اصابوها بدقة دهائهم.
بني نم قرير العين، يومًا ما سينجلي كابوس طيفك!
قد مررنا بها من قبل:
وَظُلمُ ذَوي القُربى أَشَدُّ مَضاضَةً……….عَلى المَرءِ مِن وَقعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ.
علاء العتابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق