.................
الحبيب دربال
.............
بمناسبة عيد الأمّهات أهدي الجميع قصيدة موسومة ب:
لَأَنْتِ العِيد
أُحِبُّكِ يَا مَلاَذَ الرُوحِ يَفْضَحُنِي
أَرِيجُ الفُلِّ بَيْنَ الكَــرْمِ وَ التِيـــــــنِ
هُنَاكَ أَرَاكِ تَخْتَالِينَ شَامِخَــــةً
أَرَى قَلْيًا كَثِيرَ العَطْـــــفِ وَ اللِينِ
فَأَلْهُو مِثْلَمَا الأَطْفَالُ مُغْتَبِطًا
وَأَهْوَى أَنْ أَرَى أُمًّــا تُنَاجِيـــــــــــنِي
تُدَاعِبُنِي وَ تَمْضِي فِي مُدَاعَبَتِي
فَأَنْسَى أَنَّنِي كَهْـــــــــــلٌ إِلََى حِيــــنِ
وَ أَدْعُونِي إِلَى أَحْضَانِهَا طَرِبًا
إِلَى صَــــــــدْرٍ بِهَذَا الدِفْءِ يُؤْوِينِي
لِأَحْيَا كُلَّ ثَانِيَةٍ عَلَى نَغَـــــــــــمٍ
لَطِيفِ الوَقْعِ يَسْرِي فِي شَرَايِيــــــنِي
فَأَنْتِ الجَنَّةُ المَأْوَى إِذَا قَذَفَتْ
بِيَ الأَرْيَاحُ فِي صَحْرَا الثَعَابِيـــــــــنِ
وَ أَنْتِ النُورُ لاَ تَخْبُو أَشِعَّتُـــــهُ
وَ أَنْتِ الحِصْنُ لاَ يَنْفَـــــــكُّ يَحْمِينِي
وَ أَنْتِ العِيدُ يَا أَوْفَى مُكَرَّمَــــةٍ
وَ أَنْتِ الشِعْرُ مَا غَابَـــــتْ دَوَاوِينِي
أَنَا لَوْلاَكِ مَا شَرَّعْتُ أَخْيِلَـــــــةً
وَ لاَ اخْتَالَتْ ـ كَمَا أَهْوَى ـ مَوَازِينِي
وَ مَا غَنَّيْتُ أَشْعَارِي عَلَى فَنَنٍ
وَ لاَ انْسَابَتْ مَعَ اللُقْيَا تَلاَحِيــــــــنِي
وَ مَا ضَمَّخْتُ بِالحِنَّاءِ أَجْنِحَــــــتِي
فَلَوْلاَكِ أَنَا لاَ شَىءَ يَعْـــــــــــــــــنِينِي
فِدَاكِ القَلْبُ يَا اُمَّاهُ سَيِّــــــــدَةً
تُبَارِكُ فَيْأَهَا أَمْطَـــــارُ تِشْرِيــــــــــنِ
لَأَنْتِ العِيدُ مَا أَنْفَكُّ أَعْشَقُـــــــهُ
فَأَهْتِفُ مِنْ ذُرَى دُوزٍ إِلَى الصِينِ:
" إِذَا جَفَّتْ عُيُونُ الأَرْضِ قَاطِبَةً
وَ هَمَّ اليَأْسُ كَالإِعْصَــــــارِ يَثْنِينِي
فَلِي عَيْنَاكِ يَا أُمَّاهُ بُوصَــــــــلَةً
مَتَى يَجْتَاحُنِي عَصْـــــفٌ تُنَجِّينِي "
الحبيب دربال
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق