الأحد، 27 فبراير 2022

 ..................

عبدالحميد بن سعيد هويشي تونس.

...................



* غروب عند الظهيرة *
فضيلة أجمل فتيات القرية...يفوق جمالها الشمس حين تشرق...وجه وردي ساحر تلونه حمرة الخدود...عينان واسعتان تحضنان سواد المقلتين تلمعان في الضوء كما في الظلام ...رقصة الأهداب ترتفع بالشموخ و تنزل بالحياء...موكب حلولها بعين الماء في حجر القرية مهيب ... خاشع...الجرة على الظهر بغير تقوس... رشيقة المشية... متهادية...
كل شبان القرية يتطلعون الى قلبها لعلهم يفوزون بذرة اهتمام ...هي المتمنعة تمنع الغزال ...المدللة دلال الجمال... لم تتجاوز العشرين ربيعا... و فاز بها محمد ...ابن احد الاثرياء بالقرية...كان دائم المرور بمحاذاة سكناها حاملا بندقية الصيد و الجوارب ...تلك أجمل المظاهر أن تكون صيادا ...أحبها بعنف و طلب ودها و تزوجها...
محمد له اختان تقدمتا في السن و لم تتزوجا...فضيلة احتضنها بيت تملؤه غيرة النساء...الزوجة الشابة الجميلة حاصرتها العيون القاتلة و النظرات الحاسدة...
لم تمر على زواجها سوى أشهر قليلة ...كان يوما حزينا في القرية....انتشر خبر انتحار فضيلة...كان الوقت ظهيرة...محمد منهمك مع البناء في تشييد بيت جديد...حين بلغ مسمعه تصويت و نواح ...هرع الى الباحة فاذا بالزوجة الحبيبة الفاتنة مسجاة تحضن التربة بلا روح...بل روحان صعدتا الى السماء ...و ما هي الا ساعة حتى ملات الارجاء اصوات منبه سيارة الاسعاف...تشق الدوار شقا...لم يصدق الناس خبر انتحار الزوجة الشابة...فهي حامل بجنينها الاول و هي الحالمة بالبيت الجديد ...رحم الله فضيلة ابنة العمة....
عبدالحميد بن سعيد هويشي تونس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق