الخميس، 18 أكتوبر 2018

.........

د.فنيسا روقاي
............
L’image contient peut-être : texte




يا سيّدَ القوْمِ
يا سيّدَ القومِ بلْ يا سيّدَ الكَلِمِ
ويا أميرَ الرّؤى في ثورةِ الأُمَمِ
ويا كبيراً عقدْتَ العزْمَ في مَددِ
منَ الرّجالِ لتبغي ذروةَ القِمَمِ
وقفتَ تُوقدُ للفُرْسانِ همّتَها
وتمنحَ الطرْسَ ما يُحْكى منَ القلمِ
حُيّيتَ منْ رَجلٍ ألويْتَ شعْفَتَها
وكنْتَ فيها حَصُوراً بَالغَ الحُلُمِ
وكانَ جدُّكَ بالجُلّى غداةَ عَلَتْ
ريحُ الحروبِ وفارَتْ سوْرةُ الضّرَمِ
أرْخى أعنّتَها إذْ جاءَها رجلاً
خاضَ الغِمارَ على سبّاقةِ الدُّهُمِ
دَعَتْهُ حرّى رَحى الغاراتِ صارخةً
لهُ استجابَتْ سُروجُ الخيلِ في الأكَمِ
وحينَ دارَتْ كَرَاها كانَ أوّلَها
وكانَ قطبَ الوَغى في صيْحةِ الكرَمِ
ورَثتَها كِبَراً أسْندْتَ مَيلتَها
وكنْتَ ترْقى ذُراها رافعَ العلَمِ
بكَ استجارَت رجالٌ حينما اشتجرَتْ
سودٌ الخطوبِ وزُمّ الغيظُ في الحَرَمِ
لكَ القوافي أتتكَ اليومَ نازِفةٌ
كالغيثِ نازلةٌ هَطّالةُ الدِّيَمِ
فأيُّ حرْفٍ عزَمْتُ الآنَ أطلبُهُ
يبقى كَليلاً ولا يرْقى إلى الهَرَمِ
أخرَسْتَ مَنْ جاءَ يُفْضي ما بجعبتِهِ
وكي يُعيدَ حداءَ الصوْتِ في الصّمَمِ
يا سيّدي أنتَ يا غادٍ غداةَ غدٍ
لسوْفَ يَبقى وراكَ الذّكرُ خيْرَ فمِ
فكمْ طَعِمْتَ جياعاً حينما سَغِبوا
وكنتَ نهْراً يروّي الماءَ كلَّ ظمي
للهِ فيكَ وفي آياتِهِ مثلٌ
ففيكَ إنّي أرى الإنسانَ في الشّيَمِ
لسوفَ يبقى سَنا علياكَ يُوقِدُها
ناراً تشبُّ إبانَ الرّوْعِ في الظُّلمِ
أنعمْ لمَنْ جئتَ نسلاً من أرومتِهِ
جدّدْتَ عصْراً عَفا مِنْ سالفِ القِدَمِ
فشدّ حُبّاً إلى أبنائكَ لُحْمَتِها
وظلّ فيهم تُباهي الكوْنَ في الأُزُمِ
بكلِّ قرْمٍ رعاهُ اللهُ من بطلٍ
يَمْشي أبيّاً ليُغْشي سَاحةَ العَدَمِ
يَسْعى اقتداراً وَيلوي كلّ عاتيةٍ
وما يَهابُ ويسْعى سعْيَ مُعْتزِم
يَجدّ حتّى يرى العلياءَ في يدِهِ
وَيستميتُ فتىُ في غضبةِ الحُمَمِ
تبقى نداها ويبقى الحرْفُ يَحفظُها
على السّطورِ وَترْوي نزْفَها رُقُمي
يا أيّها الأوّلُ الفادي لِعُتْمَتِها
سدِّدْ خُطاكَ وكُنْ كالليْثِ في الأَجَمِ
يا سيّدَ القومِ يا عادٍ إذا اشتعَلَتْ
إليكَ عُدّتْ سروجُ الخيلِ فاستقِمِ
أنتَ المُوَقّرُ لا شُلّتْ يدٌ كتبَتْ
خُضْرَ السّطورِ وَعانتْ رهبةَ النّغَمِ
إليكَ أُسْدي حروفا لسْتُ أمنَعُها
جاءتكَ تَمْشي على اسْتحياءِ فاحْتَكمِ
منّي إليكَ وَعَيني ما رأتك هُنا
لكنَّ ما قيلَ يُوري أبلغَ الحِكَمِ
أنتَ الرّجالُ ولا إلاكَ شاغَلُها
فدُمْ عزيزاً عميداً عاقدَ الهِمَمِ
يا أيّها الماليءُ الدنيا بسيرتِهِ
مِنْكَ الصّوابُ اسْتعادَ العدْلَ للحَكَمِ
أتيْتُ أسْعى عزيزاً طالباً رحماً
هلّا مَددْتَ يدَ الإيواءِ للرّحِمِ
جاءَتْكَ مالُكتي فاسْعفْ لمُجْترَحي
جارَ الذي جارَ واسْتعدى على نِعَمي
وَنالَ منّي الذي ما دُسْتَ حُرْمَتَهُ
وما اعَتدَيْتُ وَمَا خالفْتُ للقِيمِ
فابسطْ يديْكَ فإنّي قد بَسطْتُ يدي
لا لا تردَّ يداً ضاقَتْ منَ البرَمِ
ضَاقَتْ وأطبقَتِ الأيامُ شدّتَها
وأحْكَمَتْ غلقَها في جَوْرِها سُدُمي
فَفُكّ قيْداً رَماني في معاقلِهِ
وجارَ حتّى لوَى رأسي إلى قدَمي
طمِعْتُ فيكَ فرُدّ النّارَ عن جَسدي
إنْ لمْ تكنّي فكُنْ بَعْضي بصوْتِ فَمي
فيا أميراً مشى في لمِّ مَن كُسروا
سموتَ كبراً بحبلِ اللهِ فاعتصِمِ
غِيضَ الرّجاءُ وبابُ اللهِ أنْطرُهُ
أزِلْ بكفّكَ حَبلَ الموْتِ عن وَرَمي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق