الاثنين، 29 أكتوبر 2018

........
مجدي متولي 
......


كلنا أخوه            
مكث الحاج موسى بالفرنده بجواره زوجته تمتم متمنياً 
: لو الشقة التى بجوارنا يسكنها رجل صالح لصار الدور الذى نقطنه اكثر ألفة ومحبة.                         
ذات يوم سمع جلبة عالية, وصوت سيارات تقتحم الشارع تحمل منقولات وتقف أمام المنزل المكون من أربعة طوابق.. حيث يقطن الحاج موسى بالطابق الثانى.. فلما سأل عن الوافد الجديد, قال جيرانه بالشارع أن الوافد رجل طيب ويعمل بالنقل العام.. هز رأسه واثلج قلبه بما سمع.                                           فى اليوم التالى.. خرج كعادته لصلاة الفجر ومكث بالمسجد بعض الوقت حتى شروق الشمس.. ثم ذهب إلى المنزل لتناول وجبة الفطور مع أسرته.. بينما يصعد درجات السلالم بهدوء وقف صامتا, تسمرت قدماه, وعيناه تحدقان باللوحة المعدنية, اصطدم بأول شهقة استغراب, كأن رأسه شج بفأس, شفتاه ترتجفان وهو يقرأ الاسم المدون على باب الشقة المجاورة لشقته الأستاذ ميلاد رزق.. تمتم حزينا             
: ياألهى يقطن بجوارى رجل مسيحى !!                                                اندفع للداخل وهو يضرب كفا بكف.. مكث داخل حجرته يندب حظه ويلعن اللحظة التى قرأ فيها اللوحة المعدنية, احس كأن الشارع يضيق, والمنزل يختفى طابقاً تلو الآخر. بدا عليه الحزن والشرود.. تطوف برأسه مئات الصور والذكريات, يتنقل داخل حجرته صامتا ًكل حين وآخر يهز رأسه, أخيراً اهتدى إلى فكرة صائبة.. قد سمع عن رجل ساحر من الذين يطلق عليهم لقب دجالون له شأن فى هذا المجال.. دون تردد.. اندفع مسرعاً.. عندما طرق الباب اصطدم به هز كل منهما رأسه.. نظر الساحر وطال النظر ثم تمتم  
: متى تزف أبنتك ؟                
: الشهر القادم.                                                                           : حسناً سأ فعل ما تريد.                                                                وقف الحاج موسى متاثراً يلوم نفسه
: ما الذى جاء بى إلى هنا.. أقف على باب دجال كالتمثال, وماذا كنت سأفعل تجاه جارى؟                                       
بمجرد ما أعلن الحاج موسى عن موعد زفاف أبنته اندفع الأستاذ ميلاد واختفى لفترة لم تكن طويلة, وعاد وخلفه سيارة نقل كبيرة محملة بالفراشة والمقاعد, وأمر العاملين بتعليق الزينة وبسط المقاعد ورصها بجوار بعضها البعض.. نظر الحاج موسى حوله وعيناه تحدقان بأعمدة الإنارة التى تتعلق بها الزينة حتى نهاية الشارع دون شعور منه بسط  ذراعيه واحتضن الأستاذ ميلاد وضمه إلى صدره وهو يقدم له الشكر والعرفان.
همس الأستاذ ميلاد
: ياحاج موسى أبنتك مثل إبنتى, وما يسعدك يسعدنى,  ومايؤلمك يؤلمنى.                                                                                   احس بكثافة الحزن والليل.. اشرأب عنقه إلى السماء فرأى الغيوم تفرج عن القمر وتطلق سراح النجوم تنهد, وابتسم متطلعاً بوجه الأستاذ ميلاد.. احس بيد حانية  تربت عليه وقبلة على صدغه, وصوت يهمس بأذنه
 : الف مبروك.      
هدأ الحاج موسى واخذا يستقبلان المدعوين جنباً إلى جنب والابتسامة تملأ وجوه الجميع. انتشر المارة على صوت الغناء وكلمات الحب والتهنئة على السنة الجميع .. اقتحم المكان الرجل الساحر بقامته الطويلة وبشرته السوداء اطلق صرخة عالية انخلع لها قلب الحاج موسى, وارتعد لها جسد الأستاذ ميلاد.. شق صفوفهم .. تطلع اليهما فاختلط المشهد عاطفة.. بسط الساحر يده للأمام وأمر الحاج موسى فبسط يده, وطلب من الأستاذ ميلاد فبسط يده هو الآخر.. التحمت الأيادى وتشابكت همس الساحرأمام الآخرين
: كلنا أخوة.. كلنا أخوة.
مجدى متولى إبراهيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق