الأحد، 28 أكتوبر 2018

......

.......

أُنْثَى الشَّيْطَان 
خَاطِرِه 
لِلشَّاعِر / زَغْلُول الطَّوَّاب 
........



مَا أَصْعَب أَن تَعَشَّق امْرَأَة 
تاجها الْجَمَال 
مَا أَن أبديت لَهَا غَرَامِك 
تلاوعك بِالِابْتِسَام 
فتشوقك بالدلال 
تَرَاقَص وِجْدَانِك 
 تَشْغَل أفكارك 
تَسْهَرك لَيْلِك حَائِرًا 
كالتائه الَّذِي لَيْسَ لَه مرسى 
فَتَعُود كَمَا ذَهَبَت ظَّمْآن 
أَيَا رَجُلٌ كُنّ حَذَّر 
فَلَيْسَت الْأُنْثَى 
 تَعَشَّق بِمِعْيَار الْجَمَال 
الْأُنْثَى حَيَاء وخجل 
 الْأُنْثَى عَفِيفَة اللِّسَان 
الْأُنْثَى حَسَبٍ ونسب 
الْأُنْثَى مَدْرَسَة الْأَطْفَال 
أَمَّا مَنْ كَانَتْ 
 تملكن مِن الْمَفاتِن الْعُجْب 
وَكَان معيارها الْجَمَال 
تَرَاهَا تَنْظُر لَك بِطَرَف الْعَيْن 
 بالرمش والأبتسام 
فِى أَىّ أَوَان فِى أَىّ مَكَان 
فَهِي أَدَّاه للشيطان 
تسلبك الْإِرَادَة 
فتمسى أَنْت السَّجِين 
وَتُصْبِح هِى السَّجَّان 
 أَوْ تَسْقُط فِى بَراثِن الشَّيْطَان 
فَكِلَاهُمَا مُخَادِع لَيْسَ لَه أَمَانٌ 
مَا أَصْعَب أَن تُشْعِر بِالْبَرْد 
 إِبَّانَ الصَّيْفِ 
وَأَنْت رَغِم قَسْوَة الْحُرّ 
كتائه الصَّحْرَاء ظَمْآن 
فَكُلَّمَا شَرِبَت تُنْضَح عِرْقًا 
 تَزْدَاد لَهَا شَوْقا 
كَمَا تَشْتَاق لِبِئْر الْمَاء 
حَتَّي لَوْ كَان أَعَلَيّ قِمَمِ الجِبالِ 
لَا تُسْلَك درباّ مُلَطَّخ بِالْأَوْحَال 
فَهَل تَجُود الصَّحْرَاء بالمطر 
 وَهَل يَجُود الْبَخِيل بِالْمَال 
فَتَرْجِع تلهث كَمَا الذِّئْب 
 إذَا راوغته الظِّبَاء وَهَرَبَت 
يعاودك الظَّمَأ فَتَشْرَب مِن الْبِرَك 
حَتَّى وَلَوْ كَانَ مَاؤُهَا فسدان 
تَحْتَرِق شَوْقا لِنَظَرِه 
 لِكَلِمَة حَبٍّ أَو للأبتسام 
مَا أَصْعَب أَنْ تُسْلَك درباً 
مُبَلَّل بِالْأَوْحَال 
وَأَنْت هَزِيلًا مُرْهَق ضَعِيفٌ الْبُنْيَان 
أَمَّا تُرْضَخ للذل أَو تستسلم للوحل 
 أَو تُعْلِن الْعِصْيَان 
فتتخبط فَتَسْقُط 
فِى بَراثِن رَفِيقِه الشَّيْطَان 
فَكَيْف لمُنهك يُقَاوِم الْوَحْل 
 بِدُون صَلَابَةٌ القدمان 
مَا أَصْعَب كَلَام الزَّيْف 
وَأَنْت رَقِيقٌ الْحِسّ 
مُفَرِّطٌ بِالْحَنَّان 
كنهرآ يَتَدَفَّق مِنْه الشَّلاَّل 
فَحِينَمَا يتكشف لَك الزَّيْف 
يُصِيبَك الإكتأب وَالْخَوْف 
مِنْ عِقَاب الرَّحْمَن 
وتلعن اللَّوْعَة وَالْعِشْق 
وتتمنى الْحِرْمَان 
فَتُكْرَه أَمَارَة السُّوء 
وأنصياعك خَلْف الشَّيْطَان 
مَا أَصْعَب الْقَلْب العَاشِق 
حِينَمَا يَطْعَن مَرَّتَان 
الْأُولَى 
حِينَمَا يُصِيبُه مَرَض الْعِشْق 
فَيَغْرَق فِى بَحْرٌ الْغَرَام 
وَالثَّانِيَة 
حِينَمَا كَانَ الْقَلْب يَدُقّ بِالشَّوْق 
لِقَلْب مُخَادِع حُلْوٌ اللِّسَان 
يَتَحَدَّث وَكَأَنَّه صَدَق 
وَيُقْسَم بِكَافَّة الْإِيمَان 
فشيمة أَهْل الْكَذِبِ كَثْرَة القسم 
دُون مِعْيَار أَوْ مِيزَانٍ 
شَتَّانَ مَا بَيْن النَّهْر الْعَذْب 
وَبَيْن بَحْرٌ مَاؤُه أُجَاج يُذِيب الصَّخْر 
ويبعثر الرِّمَال 
فَحِينَمَا ترتشف مِنْ مَاء النَّهْر ترتوى 
فَيَذْهَب الظَّمَأ فِي الْحَالِ 
إمَّا مَاءِ الْبَحْر مَهْمَا مِنْه تجرعت 
تَزْدَاد عَطَش وَالْأُمّ 
وَتَعُود كَمَا كُنْت ظمئآن 
وَرَد الْبُسْتَان نَاعِم الْمَلْمَس 
عِطْر زاهى الْأَلْوَان 
مِنْهُ مَا هُو شَائِك وَمَرّ كَمَا الصَّبَّار 
يخدعك كملمس الثُّعْبَان 
ظَاهِرُه نَاعِم وبداخله سَمّ قاتل 
يَفْتِك بِالْإِنْسَان 
كموج الْبَحْر 
يَغْدِر بِمَنْ لَا يُعْرَف فُنُون الْعَوْم 
فَيَذْهَب فِى خَبَرِ كَانَ 
هَكَذَا الْقَلْب الْمُخَادِع 
مَكْر دَلَّال توهان 
هاهى أُنْثَى الشَّيْطَان 
هَكَذَا الْقَوْل الْكَاذِب 
هَكَذَا سِحْرٌ الِابْتِسَام 
كَانَتْ أُنْثَى فاتِنَة الْوَجْه وَالْقِوَام 
سَاحِرَةٌ النَّظْرَة ترشُقها كَالسِّهَام 
فتخترق الضُّلُوع 
وَتَسْكُن الْقَلْب الْوَلْهَان 
تُحْمَلُ بَيْن أضلعها 
 قَلْب كَحَجَر الصُّوَان 
تَطَرَّق بِعُنْف كالسندال 
أَمَّا الْحَبّ الصَّادِق 
يَدُوم مَهْمَا طَالَ الزَّمَانُ 
فحزارى مِنْ أُنْثَى 
مَغْرُورَةٌ بِالْجَمَال 
سَيَذْهَب غُرُورُهَا 
حِينَمَا يَذْبُل جَمَالِهَا 
بِفِعْل عَوَامِل الْأَيَّام 
يُصِيبُهَا خَرِيفٌ الْعُمْر 
فَتَنْدَم عَلَى مَا هُوَ كَانَ 
لَا يُفِيد النَّدَم 
بَعْدَ فَوَاتِ الأَوَانِ 
فَكُن حَذَّر حَاوَل إلَّا تَقَع 
فَتُصْبِح فَرِيسَة لِلشَّيْطَان 
فَلَا أنثي تُشْبِه الآخري 
مِنْهُنَّ مَنْ هِي عَفِيفَة 
يَقُودُهَا الْعَقْل واللسان 
وَمِنْهُنَّ مِن تَعَشَّق الشَراَهُة 
بعنفوان 
وَمِنْهُنَّ مَنْ هِي جامحة طائحة 
كمهرة الْحَصَان 
فتريث وتمهل 
فبئرهن وَاحِدًا مَهْمَا اخْتَلَفْن 
فِي الْجَسَد والْأَلْوَانِ 
يَنْتَهِي جَمَالِهَا وتذوب كغيرها 
وَتُصْبِح ذِكْرَى أَمَّا حُلْوَةٌ أَوْ مَرَّةً 
مَهْمَا مَرّ الزَّمَان 

ٌّ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق