...........
كَامِل عبد الحُسين الكَعْبِي
....................................
جَنازَةُ الليلِ تمخرُ عُبابَ الزَمَنِ ..
.............................................
.............................................
تتملكُني رغبةٌ عارمةٌ لاقتحامِ أَسْوارِ ذاتي أُفتشُ في خَباياها عنْ أصدافٍ ضاعتْ منِّي في زحامِ الطريقِ وضجيجِ المسافاتِ عَلِّي أَفُكّ بها شَفَراتِ كنوزي الضائعةِ وأُداوي تلكَ العيونَ التي تَتَجهمُني وتتفحصُ ملامحي المُبهمة بَيْدَ أنّي غيرُ مقروءِِ التفاصيلِ وغيرُ منزوعِ الحجابِ ليتَني أُوغلُ في تلكَ التفاصيلِ فأستخرجُ كنوزاً أودعتْها يدُ الأَيّامِ وفقدتُها على حين غفلةٍ من كرورِ الزمانِ وتعاقبِ ليالي الصقيعِ الحالكةِ وهي تحملُني نعشاً وتطوفُ بي على سواحلِ الغُربةِ ومرافِئِ النسيانِ كَجنازةِ الليلِ تمخرُ عبابَ الزمنِ المُوغلِ بالإلتياعِ ثُمّ تَرميني جثةً هامدةً على ضفافِ حلمٍ يأبى أنْ يزولَ وتأبى تلكَ الأفكارُ الناسجةُ في خلايا العقلِ والروحِ أنْ تنفكَ وتكفَ عنْ البحثِ والسُوآل ، ثََمَةَ ما يُغري ويُمنِّي النفسَ بالوصولِ ولكنْ كيف أفتحُ أبوابَ الطلسمِ وقدْ خَذَلَتْني المفاتيحُ وكيف أفكّ أُحْجيةَ المَتاهاتِ وقدْ ضاعتْ منِّي خارطةُ الطريقِ في مُنعرجاتِ السَرابِ ، لا زالتْ الخطوطُ المتعرجةُ لا تحسنُ فَنّ التعبيرِ ولازالتْ النبضاتُ المُختنقةُ بَكْماء يعبثُ بها صفيرُ الريحِ وأتهاوى في دروبِ الحيرةِ والذُهولِ فتلتقطني مَحَارةُ الشروقِ كَعَصفٍ عِيثَتْ بهِ الزفراتُ وتطايرُ غبار خيولي الجامحةِ واللاهثَةِ نحوَ بوابةِ العُبُورِ وما كانَ لي منْ ذَنْبٍ في كُلِّ هذا الشقاءِ سوى أَنّي أبتغي ترياقاً في فضاءٍ مَوبُوءٍ وأنشدُ الصدقَ في زمنٍ كَذُوبٍ .
العِراقُ _ بَغْدادُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق