الأربعاء، 24 أكتوبر 2018

..........

بقلم ~ فتحي الحمزاوي/تونس
............


L’image contient peut-être : fleur et plante


العنوان ~ بين السّؤال والسّؤال
بينَ السّؤال والسّؤال أُسرعُ الخطى
أَعُدُّ أرقامَ الذين هاجروا
من وطنِ الأجوبةِ الفارغةِ
وخلّفوا وراءهم لغاتِهم
تُقاومُ الرّمضاء والبيداء وحدها
وتنظمُ المراثيَ الطّويلةَ
في الأنبياءِ الرُّحَّلِ.
بين السّؤالِ والسّؤالِ أجرشُ الأسى
أَلُفُّ أحلامَ النّساءِ في قصيدتي
أنهارُ كالمساءِ في دُموعهنْ
لم يبقَ في قصيدتي مساحةٌ
تحتملُ الهروبَ من مدينتي.
بينَ السّؤالِ والسّؤالِ أسكنُ
وتسكنُ الحقائبُ المُعَدّةُ
للسّفرِ الطّويلِ في مسالكِ الجوابْ
وفي تحاعيدِ الوجوهِ اليابسهْ
وتسكنُ النّوافذُ المُطِلّةُ
على الشّوارعِ التي تقودُ للفراغْ.
بينَ السّؤالِ والسّؤالِ معبرٌ
تحوطُهُ الأشواكُ والأسلاكُ
يعبرهُ الصّغارُ والكبارْ
في رحلةِ البحثِ عن الجوابْ
وعن مقابرِ المعاني في السّجونْ.
بينَ السّؤالِ والسّؤالِ مرفأٌ
يرتادهُ الجائعُ والمسكينُ
لا ماءَ فيه لا رغيفْ
لا شيئَ غير الزّنكِ والحديدْ
يقطنهُ الفرعونُ والجنودْ
يقطنهُ الخُفّاشُ في الظّلامْ.
بين السّؤالِ والسّؤالِ هِرَّةٌ تموءْ
تندبُ حظّها
بينَ الكلابِ والذّئابْ
تحلمُ باللّحومِ والأسماكِ
في بلْدةٍ خاليةٍ من الحياةْ
لا شيئَ غير الزّنكِ والحديدْ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق