..................
محي الدين الحريري
.................
بـعـد أن تـخـرجت مـن بـلـغـاريــا ذهبت إلـىٰ الـسعـوديــة للعمـل مـؤقـتـاً هنـاك عـلـىٰ أن أعــود لاحقــا بعـد أن تتحسن ظروفي الـمعيشية وكـان أن تـعــرفـت بـفتـاة مـن حائــل وأصبحنـا صديـقيـن لـفتـرةٍ وجيـزه ..
كـانت .. فـائـقــة الـجـمـال ! واسمـهـــا
أَروىٰ ...عــدت ، بعدهـا إلـىٰ بـلغـاريــا التي يـربـطـني فـيـهـا ربــاط قـوي
أروىٰ ... فـتـاة مـن حـائــل
هيفاءُ كنخلة ممشوقـة الـقـدّ
سمراءُ بشعر كشلال الحريـر وعباءة تخفي جسداً مياسا...
تـبـاركت يـدُ الصانع الـقديـر
حوراءُ بعيونِ الـمـهـا تشدّ...
وثاقـاً حول رائيـها كالأسيـر
وجيـدٌ يحاكـي جيـدَ الـعنقـاء...
ويسمـو بـه فـوّقَ الأساطيـر
وثـغـرٌ كـرطبٍ دانيـة ينساح...
منه الشهدُ ممزوجاً بالعبيـر
* * *
قلت...أروىٰ قالت .. اُرويكَ
مـادمتَ حـبيبـاً لـديَّ كالأمـيـر
لن تفترش الأرض فصدري
لـك فـراشٌ كـالمـهـد الـوثـيــر
إنّـك إن تـجدب الـصحراءُ..
واحةٌ وشهـدكَ ماؤهـا النميـر
ورضابـك سُقيـا حانـةٍ توقظ...
في نـفسي هـيامـا كالسعيـر
لا يطفيء النار المتأججة إلّا...
تساقي الهـوىٰ في حر الهجيـر
فـترىٰ الـطـلَّ يكسونـا بـرَداً..
والأُسـودُ تـمـو ء بـعـد الـزئيـر
* * *
وجاء يوم.....
قـالَـت. أَرىٰ أنـّـك تــشـدّ
الـرحال فإلى أين تجد بالمسير
أجبتها خجلاً منكسراً الىٰ..
بـلادٍ بـالـغة الـبرد والـزمهـريـر ليس فيها صحراء صافية...
بـل تمـور بالأمـطار والأعاصير
بلاد لا تتعرّىٰ أرضها أبدا ..
فـدائمـا بـثـوبٍ أخضـر نضيـر
أو بـثوبٍ أبـيض كـثوبٍ ..
الملائكة بـجـوٍ مـثلـجٍ ومطيـر
لي هناك وديعة وأمـانـي..
لـحب وأفـواه تـثغـوا بـحبــور
كـانـت تـعـرفُ أنّـي لـست لـهــا
ولابـد يـومـا مـن نـزوح أخـيــر
فكما الدمقس عندها لا يشغلني
هنـاك تنتظرنـي مكامـن الحريــر
قالـت اذهـب .. فـأنـت لـست
أهـلا لـمحـراب حبـي .. الـكبـيــر
وعـاد الـمـهـاجـر بـعـد غيـاب
بـآثـام تـمـور بـطيشـه الـمـريــر
محي الدين الحريري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق