الخميس، 30 يونيو 2022

 ......................

د.محمد حلمي البراجه

......................




فى بعضِ الدروبِ لقيتها

والوجه فيها مستورٌ بلثامها

على استحياءٍ حدثتنى

فسمعت أذنى صوتها

دنوتُ مِنها مُنصتاً

فأبصرتْ عينى عُيونَها

ومابين طرفةِ عينٍ وانتباهها

أدركَ القلبُ قبل العقلِ شخصَها 

سألتنى إن كانَ دَربى دربها

وبجوارى في إطمئنانٍ إتخذت مكانَها 

عن حالها فى الحياةِ سألتُها

فكانَ الحمدُللهِ على كلِ حالٍ رَدها

وفى لحظاتٍ إنتهينا إلى بيتِها

فشكرتنى وفى أمانِ اللهِ ودعتُها

وجدتُ نفسي أفكرُ فيها بعدها

ولايفارقنى في لحظةٍ طيفها

فبدأتُ فى خجلٍ أبعثُ لها

متحججاً بالسؤال عن أخبارِها

صار قلبى مطمىٔناً حينَ ذِكرها

وسكنت روحى بسلامٍ إلى روحِها

يوماً بعد يومٍ تَمَكَّنَ منى حبها

وأصبحتُ لا أرى في الوجودِ غيرها

فى خجلٍ منى غازلتها

على أملِ كسبِ وِدها

ثم فى جرأةٍ صارحتها

طالباً منها يدها وقربها

فكانَ الجوابُ على طلبى رفضها

قائلةً بأنَّ ظروفى لاتُناسب ظرفها

كل هذا وعينى لم ترى وجهها

وَيَدِى لم تُصافح يوماً يَدَّها

ولكن نفسى تحيا بنبضِها

أخاف عليها حتى من نفسِها

صفيةٌ نقيةٌ والأخلاقُ رأسُ مالها

عفيفةٌ يُضربُ المثلُ في خجلِها

حَنونةٌ عَطوفةٌ لاترى مِثلَ صِدقها

لاتبتغى في الدنيا سِوى رضا رَبِها

السماحةُ والسلامُ من صِفاتِها

نادراً مايجودُ علينا الزمانُ بمثلِها

كم كنتُ أتمنى أن أحظىٰ بقلبها

وأن يَعلو مَقامى وقدرى عندها

تتخذنى سَنداً  وحِصناً لها

فواللهِ مافى الوجودِ مِثلى يعزها

لاغيرى في الحياةِ يعرفُ قدرها

حتى لوكانَ كلُ الخلقِ حولها

أنا مَن أحزنُ من كلِ أذى يَضرها

وأنا أسعدُ الناسَ لخيرِها وسَعدِها

لا أبتغى من كلِ هذا قُبولها

وإنما هذا هو إحساسي بها 

لقد ظلمتنى فرفضتنى بعقلها

ولم يكن لى شفيعاً حتى قلبها

عاندتنى فزادنى قهراً عنادها

وإستعصمت بما في تفكيرها

فلن تلفت إلى نبضاتِ فؤادها

ولم تركن إلى إطمئنان روحها

قست والقسوةُ ليست طبعها

تجاهلت وهو ليس من خِصالها

مالى حقٌ يوماً فى عتابها

فأنا من فرضتُ نفسي على حياتها

مالى سبيلٌ سوى رجاىٔى للهِ بحفظها

يُبارك  في عمرها ويُطمىٔنُ قلبها

مع مَن ترتضيه شريكاً لها يُسعدها

وسأبقى مادامَ نبضى بالخيرِ أذكرها

د.محمد حلمي البراجه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق