الأحد، 13 فبراير 2022

 ....................

فخري محفوظ

............



تحليل( واوية حسن مغازي) / الجزء الثاني.
بقلم ( فخري محفوظ / كاتب عراقي )
يقول الدكتور (حسن مغازي) في معرض كلامه عن الشعر العربي الأصيل وضرورة الاهتمام به ( الشعر سياحة في مستويات الجمال ، والجمال يقتضي حتماً انعدام أية درجة من درجات الخطأ ، والإبتعاد نهائيا عن أية درجة من درحات القبح )
ويقول أيضا ( إن أي خروج لأي من الناطقين على القاعدة فإنه محكوم عليه بأنه خطأ مع تفخيم الطاء ، حتى لو صدر من أكبر أبطالنا )
ويقول أن الشعر هو أعلى مستويات الجمال في الكون !!)
ونحن في هذه الدراسة نستضيء بهذه الآراء التي اطلقها الدكتور( مغازي )محاولين تطبيقها على قصيدته (واوية المغازي) في ثلثها الثاني . بعد أن حللنا الثلث الأول من (واوية المغازي )التي نظمها بمناسبة عيد ميلاد السيد الرئيس (عبد الفتاح السيسي) والتي قاربت المائة بيت وهي من( فن اللزوميات) كما قرر ذلك الشاعر وبعد أن بينا كمية التفاهة ومدى التهافت والارتباك الذي عم اجواء الثلث الأول أجد لزاما علي ان اكمل دراسة الثلث الثاني من القصيدة على ان اخصص مقالا خاصا بالثلث الثالث المتبقي لاحقا
لقد رتب الدكتور مغازي هذا الثلث حسب الترتيب الأبجدي ( ابجد هوز) . ومعنى هذا أن القوافي قد رتبها الناظم ابجديا , فنجد ان الكلمة الاولى مثلا هي ( اوى) تأتي بعدها (بوى) وبعد بوى تأتي كلمة ( جوى ) وبعد جوى تأتي (دوا) وهكذا إلى آخر الحروف الابجدية . والدكتور (مغازي) يعتقد أنه بهذا قد حقق انجازا باهرا . وفتح فتحا مبينا، في عالم النظم والقصيد . والحقيقة أنه قد قيد نفسه بما لا نفع ولا فائدة ترتجى منه . وهو بفعلته هذه قد قتل روح الإبداع والتلقائية التي تميز كل القصائد الناجحة ، وقدّم نظما باردا ساذجا متكلفا . وهو لكي يحقق هذه الغاية فإنه عمد الى الكلمات التي على وزن ( دوا، نوى ،غوى ،هوى .. الخ ...) وقام بترتيبها ابجديا اولا , ثم شرع في النظم حسب الترتيب الذي رتبه هنا فجاءت قصيدته مفككة ليس فيها ترابط في افكارها . وآثار الصنعة والتكلف واضحة في جميع أبياتها وقد ساهم هذا الفعل بانحدار القصيدة الى الحضيض ، مع ملاحظة ان اغلب هذه الكلمات والتي من المفروض أنها تشكل سر نجاح القصيدة التقليدية لأنها تضم القافية والروي. جاءت زائدة و مقحمة وفي غير مكانها ،وقد افتقرت الى العفوية والتلقائية وسلاسة النظم . وهذا من الاسباب التي ادت الى السقوط المدوي لهذه التي نطلق عليها مجازا لفظ (قصيدة) . وإلا في أقرب الى الهراء منها إلى الشعر والأدب عموما.
والغاية من المدح عند شعراء العربية بدءا بالشعر الجاهلي مع مدائح النابغة الذبياني للنعمان بن المنذر، ومدائح زهير بن ابي سلمى هرم بن سنان ، ومدائح حسان بن ثابت لملوك الغساسنة ، مرورا بمدائح جرير والفرزدق والأخطل في العصر الاموي، ومدائح بشاربن برد ومسلم بن الوليد وأبي تمام والبحتري وابن الرومي والمتنبي وابن نباتة السعدي والشريف الرضي وابن هانئ الأندلسي ومهيار الديلمي وغيرهم الكثير، الى شعراء عصرنا الحديث حيث مدائح احمد شوقي وحافظ إبراهيم وعبد المحسن الكاظمي ومعروف الرصافي وجميل صدقي الزهاوي وانتهاءا بمدائح محمد مهدي الجواهري والتي كان آخرها في مدح ملك الاردن الحسين بن طلال .كل هؤلاء وغيرهم من كبار شعراء المديح يسلكون طرقا تتشابه في خطوطها العامة في بناء قصائدهم ، تجدهم يعددون الصفات الحسنة للممدوح كالشجاعة والكرم والسخاء والجود والحلم والحزم والعزم والحكمة والرأي السديد و المهابة والقوة والجلال والجرأة والإقدام والعفة والشرف والنخوة والإباء وعزة النفس والعفو عند المقدرة والعدل والإحسان وصلة الرحم وأصالة الرأي والوفاء والامانة والدهاء وعلو الهمة والانفة وكثرة البر والبيان وعدم العي وطلاقة الوجه وفصاحة اللسان والفطنة وغيرها من الصفات ويصورونها بأجمل الصياغات، وانصع التعابير، واوضح البيان ، وافخم الألفاظ ،واتم تصوير، وابدع تشبيه ، وأبلغ العبارات . ويصورون ممدوحيهم بالصور الرائعة البديعة المبتكرة ، متوسلين في سبيل بلوغ غاياتهم إلى ما عندهم من خبرة لغوية و خزين معرفي كبير وموهبة شعرية ممتازة ودقة في صياغة الأفكار ومقدرة على الغوص على المعاني العميقة وإستخراجها . مع احساس مرهف في صياغة نغم القصيدة ، والمحافظة على موسيقاها وصيانتها من النشاز والوحشي من الألفاظ والوعر من التعابير و الممجوج من الصياغات. فتكون قصائدهم مثلا يحتذى ، وتسير بها الركبان تترنم بها في طول البلاد وعرضها على مر الدهور. فيكتب بذلك الخلود لكلّ من المادح والممدوح . ولأجل هذا ترى الممدوحين يغدقون العطاء على الشعراء المبدعين .
وكذلك نجد الحاذقين من النقاد القدماء يوجهون الشعراء بالابتعاد عن الأشعار المتسافلة السوقية المتساقطة الألفاظ .فهذا ابن طباطبا العلوي ينصح الشعراء بالابتعاد عن ( الاشعار الغثة الألفاظ، الباردة المعاني ،القلقة القوافي ، والتي فيها من التكلف وبشاعة القول ما يُصدئ الفهم و يورث الغم ) ، ويقول أيضا ( ينبغي على الشاعر ان يتحرز في اشعاره ومفتتح أقواله مما يُتطير منه ، أو يُستجفى من الكلام والمخاطبات من مثل قوله : ما بال عينيك منها الماء ينسكب .
ويقول مروان بن أبي حفصة ليونس : إني ارى أقواما يقولون الشعر لأن يكشف أحدهم عن سوأته فيمشي في الطريق أحسن به من أن يظهر ذلك الشعر.
والقصيدة اللزومية الواوية التي نظمها حسن. مغازي بمناسبة ميلاد السيد رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي تشكل فضيحة مدوية كبرى لناظمها وللذين يجاملونه على حد سواء . وقد وقفنا على ثلثها الأول وبينا حجم التهافت والاسفاف والصفاقة فيها والضعف الواضح في تركيب جملها وتداعي أركان أبياتها حتى ليعجب القارئ كيف استطاع الناظم المغازي أن يحشد كل هذا القبح والمخازي في قصيدة واحدة .بل كأني بالناظم يتعمد الإساءة الى رئيس الجمهورية لأنه يصفه بأوصاف لا يجوز إطلاقها على بواب في عمارة فما بالك برئيس أكبر دولة عربية . ويمدحه مديحا هو أقرب الى السب والشتيمة وكأني به يردد مع نفسه قول المتنبي لكافور:
وشعر مدحت به الكركدن
بين القريض وبين الرقى
فما كان ذلك مدحا له
ولكنه كان هجو الورى
والذي يدفعني لكتابة هذا المقال هو وجوب كشف هؤلاء مدعي الثقافة والعلم وهم أكثر الناس فقرا علميا وأدبيا ومعرفيا .وفضح زيف ادعاءاتهم بأنهم من فرسان الشعر وانهم يمتلكون الحق في النظم والشعر دون سواهم . وهذا هو عينه المنهج الاقصائي الذي ينتهجه التكفيريون الذين يشكلون وصمة عار في جبين الامة .
يقول مغازي مفتتحا :
١/ خبير مدارات السياسة والقوى
وتدرك لأواء الخصوم وما أوى
هذا هو المطلع الافتتاحي للواوية ، وكما نعلم جميعا ان مفتتح الكلام يجب ان يكون قوي السبك، رائق النظم ، عذب الالفاظ ، مثير للإنتباه . ترى الشاعر يستخدم افضل ما عنده من أدوات لكي يعطي القارئ والسامع انطباعا بحلاوة القصيدة وجمال النسج وبداعة الأسلوب وطرافة المدخل .وما ابدع القائل ؛ إنك لن تعطى فرصة ثانية لكي تجيد خلق الانطباع الأول ! . وها هو السيد مغازي يتعثر في خطوته الاولى ، ويبدو قلقا مترددا مبعثرا وقد ظهر تشتته هذا على البيت الأول وبدا خرابة وليس بيتا !
كلمة( خبير )هي مبتدأ مرفوع وهو مضاف . وكلمة (مدارات )هي مضاف اليه .و(مدارات) بدورها مضاف و(السياسة) مضاف إليه والواو هي حرف عطف و(القوى) معطوفة أما على (مدارات) واما على (السياسة) . وهنا تنتهي الجملة . ولكننا لا نجد الخبر للمبتدأ ونتساءل اين خبر هذه الجملة . ولا مجال لجعل خبير خبرا لمحذوف تقديره (هو) اي (الرئيس) لأن هذا من التكلف والتهافت ولا يوجد مبرر للحذف هنا !
ولفظة (خبير) فهي تأتي غالبا مقترنة بالباء فنقول (فلان خبير بالسوق) و(زيد خبير بالطبخ) . وقد وردت في القرآن بهذه الصيغة : (والله بما تعملون خبير . والله خبير بما تعملون ، وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا . إنه كان بعباده خبيرا بصيرا. إن الله خبير بما يصنعون . فاسأل به خبيرا. إن ربهم بهم يومئذ لخبير. ) واذا جاءت مقترنة بصفة أخرى مثل( عليم . بصير) فهي تدل على الخبرة ايضا بكل الأشياء التي يذكرها في النص .ومثالها قوله ( وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق ويوم يقول كن فيكون قوله الحق وله الملك يوم ينفخ في الصور عالم الغيب والشهادة وهو الحكيم الخبير ) فهذا يدل على أنه خبير بكل ما ذكره آنفا . .
وهذا اول التهافت والسقوط وفقدان الجزالة اللفظية والكفاءة النحوية.
وعجز مغازي أسوأ من صدره. ففي العجز جملتان متجاورتان كأسوأ ما يكون الجار. فالجملة الفعلية ( وتدرك لأواء الخصوم) جملة تامة . ولكننا كالعادة نواجه الغموض في القول وهو تماما عكس البيان الذي علمه الله للإنسان وهو ما لم يتعلمه حسن مغازي. وإذا ما تجاوزنا الفاعل( ومغازي مُصِرٌّ على تغييب صورة الرئيس وكأنه يتحاشى ذكره لسبب باطن ، ) وحاولنا التقاط المعنى وراء هذه الجملة التي من المفروض أن تكون جملة مفيدة وليست لغوا ، فلن نجد معنى واضحا مفهوما ، فاذا اعتبرنا ان الناظم يخاطب الرئيس ويقول له انت يارئيس تدرك لأواء الخصوم . فهل هذا القول يدل على معنى؟ .اللأواء هي الشدة ، فكيف يدرك الرئيس شدة الخصوم ؟ والادراك لا يدل على المدح دائما .لأنه مشترك بين كثير من المخلوقات وهو أقرب الى الشعور فالقط يدرك الخطر وكذلك تفعل الفئران والافاعي والخفافيش وغيرها فأين وجه المدح في هذه الجملة الباهتة لفظا ومعنى. والجملة الثانية هي جملة ( وما اوى ) فلا نعرف ارتباط هذه الجملة بكل ما سبقها . فكلمة أوى يأوي و(هو فعل لازم يتعدى بالحرف إلى) معناها التجأ ورجع الى الشيء قال في القرآن على لسان ابن نوح الغريق: ( قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء). وجاءت أيضا في سورة الكهف على لسان فتى موسى ( أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة … ) . وكذلك قول الفتية ( إذ أوى الفتية الى الكهف ) .ومنها تتفرع كلمات المأوى كما في قوله ( جنة المأوى) . والفعل المتعدي منه هو آوى يؤوي فقد جاءت في القرآن في قوله ( ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه) وكذلك ( فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه) . وكذلك ( وجعلنا ابن مريم وأمه آية وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين ). والكلمات بالترتيب ( أخاه ، ابويه ، والضمير هما ) تعرب كل منها مفعولا به للفعل آوى . وهنا نسأل ما معنى ما أوى ؟ ومن المخاطب بهذه الجملة لأننا نفترض أن الجملة لها معنى وليست هراء يقال . بل هي مطلع في قصيدة الممدوح فيها هو سيادة الرئيس . فماذا تريد أن تقول يا شيخ النحو؟!
ومن القبح أيضا في هذا المطلع المتهالك هو كثرة العطف والمعطوف عليه . و خلو المطلع من أية صورة مشرقة تكون لافتة للانتباه !
٢/
ربيب قيادات القتال مجرب
وتندب أعداء نداءاتها ب"وا"
البيت هذا أردأ من سابقه بكثير . والمخاطب طبعا هو الرئيس كما نعلم . فهو المقصود بهذه الجملة : ربيب قيادات القتال . ولو رجعنا الى المعجم لوجدنا ان الربيب في اللغة هو الذي يربيه زوج أمه .فنقول إن( قالون )كان ربيب (نافع المدني )صاحب القراءة المشهورة .لأن (نافعا) كان زوجا( لأم قالون) . وكذلك وردت في القرآن (وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن ) . فهل نفهم من هذا أن قيادات القتال في الجيش المصري البطل كانوا أزواجا لأم السيسي وأن هذه القيادات قد ربت السيسي كما ربى نافع المدني قالون. وهل ان السيد مغازي يمدح الرئيس بأن يجعل قيادات القتال تتناوب على أم الرئيس المصري و يتزوجونها بالدور ؟ هل هذا معقول يا شيخ النحو؟ .
وهذا الربيب الذي هو الرئيس مجرب ، لأن مجرب خبر للمبتدأ ربيب . ولكن لم يخبرنا السيد مغازي كيف هو مجرب هل هو مجرب ك(ربيب ) أي أن يكون مطيعا لأزواج أمه الذين هم قيادات القتال ! ام هو نفسه مجرب اي اسم فاعل وهنا نسأل : مجرب ماذا ؟
والعجز كالعادة عند مغازي اسوأ من الصدر لأسباب تقنية! تتعلق بالنظم . هنا لدينا جملتان غير مترابطتين مع بعضهما . ولا علاقة لهما بما سبق وكل جملة منهما تثير تساؤلات عدة .وردت كلمة ( اعداء) بدون تعريف . فمن يندب هنا هو غير معرف . لا يعرفه مغازي وبالتأكيد لا يعرفه الرئيس السيسي والقارئ أيضا لا يعرف من هم الأعداء الذين يندبون . وبما أننا لا نعلم ولا السيد مغازي يعلم ولا السيد الرئيس السيسي يعلم من هم هؤلاء الاعداء فنحن جميعا لا نعلم أيضا ما يندبون ! هل يندبون موتاهم؟ ربما . هل يندبون حظهم العاثر؟ جائز . ولماذا لم يقل الناظم( المغازي) نداءاتهم فهل الأعداء هم من غير العاقلين ؟ . وما معنى الأعداء تندب باللفظ (وا) هل يكررون هذا اللفظ مرات كثيرة ويقولون( وا وا. وا. ) مثلا وهل هناك نوع آخر من الندب يكون بغير( وا) كأن يكون يندب بكلمة (دا دا دا) او( دي دي وا ) !
٣/ ويعتز أحباب بأنك قائد
ويفعمنا فخر ويملأنا الجوى
هذا البيت واضح السخف ركيك التركيب متهافت المعنى كالبيتين اللذين سبقاه .التعبير ( يعتز أحباب ) هو تعبير عامي سوقي لا تجد له أية صلة باللغة الشعرية التي ينبغي أن تكون متألقة ناصعة منتقاة . و الجملة ( يعتز أحباب) جملة تافهة ،مبتورة ، ناقصة الدلالة ، عديمة المعنى ، ولا علاقة لها بالممدوح وهو الرئيس يبدو العجز في نظم الشعر واضحا هنا. و الناظم استخدم الكلمة ( احباب) بصيغة التنكير لأنه مجبر على إطاعة قوانين النظم وأن خزينه اللغوي لا يسعفه في اختيار مفردات اجمل من هذه، وليست لديه فكرة واضحة عما يريد قوله . فهو في حقيقة الأمر لم يقل شيئا ذا بال .ولا وجود لأية دلالة للمدح في هذا التركيب .والمخاطب هنا لا يستشعر المدح لأن الناظم يقول له (لأنك قائد فأن احبابا يعتزون بهذا ). وهو لم يقل مثلا أن المصريين يعتزون بك قائدا . بل اننا دائما ما نجد (احبابا يعتزون بالقائد الذي ربما يكون والدهم ) وبالتأكيد فإن السيدة حرم الرئيس وبناته (وهم أحباب) الرئيس يعتزون به قائدا كان أو غير قائد . فأين وجه المدح في هذا. ولو طبقنا المعيار الذي تبناه المغازي في نقده لأحد كبار شعراء مصر، حين خاطبه قائلا ( يتوهم نفسه مادحا وهو يذم، والسبب عمق الجهالات بالمعجم ،لا نتهم النيات ) فماذا سنقول للسيد المغازي ؟ وكم هو عمق الجهالات التي ترديت فيها حتى أصبحت ظلمات بعضها فوق بعض .
وعجز البيت كعجز العجوز الهرم ، ذهبت حلاوتها وطلاوتها ولم يبق غير شرها ونتنها .ففي هذا العجز جملتان فعليتان هما : يفعمنا فخر. والثانية يملأنا الجوى .ولا رابط بينهما ولا تضيف لما تقدم اي معنى لأنه اساسا لا يوجد معنى يصبه الناظم في قالب شعري . والقول مجرد حشو خال من أي معنى واي صورة يمكن أن يبحث عنها القارئ المدقق.
ولم يخبرنا (حسن مغازي) لماذا (يفعمه )الفخر ولماذا يملأه الجوى وما علاقة هاتين الجملتين بميلاد الرئيس .
٤/ عظيم عزيز الشأن في كل موطن
لذا انت موصوف وانت لنا الدوا
انا في الحقيقة يصيبني الإحباط كلما اقرأ هذا الهراء الذي ينشره (حسن مغازي) مما يسميه شعرا وهو الى البعر أقرب . ولا ادري كيف يستسيغ هذا الرجل هذا النتاج الغث وكيف يعده شعرا لا يقدر على مثله إلا فرسان الشعر. وأكاد اتهم الرجل بالكذب والدجل والتلفيق .لأنه يخبر قراءه ومتابعي صفحته بأنه كان ايام دراسته الجامعية الأولية ( الليسانس) يحفظ آلاف الأبيات لكبار شعراء العرب وهم بالتأكيد (المتنبي وأبو تمام والبحتري والشريف الرضي وجرير والفرزدق) وأصحاب المعلقات وغيرهم من كبار شعراء العربية ، فهل يصدق مغازي بدعواه هذه ، أم يريد أن يصنع حوله هالة من الأكاذيب معتمدا على ان لا احد من قرائه من له أدنى اهتمام ويتابع ما يقول . ويكتفون بالمجاملات الرقيعة والتعابير الصقيعة . فتنطلي عليهم الكذبة ، ليصبح بين ليلة وضحاها فارس الميدان ممن لا يشق لهم غبار ولا يتوقع منهم العثار . مثلما كذب علينا بشأن تمكنه من (اللغة الفرنسية) واطلاعه على أدب كبار كتابها من أمثال ( ارنست هيمنغواي) وقد فاته ان (همنغواي) هو كاتب قصة وروائي أمريكي . ولا علاقة له باللغة الفرنسية .و لماذا اطلع السيد مغازي على نتاج ( همنغواي) بعد أن تعلم اللغة الفرنسية ، مع أن نتاج (همنغواي) مكتوب باللغة الانجليزية .وهذه من كذباته وادعاءاته الفارغة . ولربما صور له عقله أن الاسم ( ايرنست هيمنغواي) لا بد أن يكون فرنسيا . ولله في خلقه شؤون.
السيد مغازي يحشد الكلمات حشدا لا رابط بينها إلا موسيقى البحر الذي ينظم عليه واذا ما اعوزته مفردة يكمل بها البحر يأتي بها حتى وان كانت غريبة عن نسج ما يقوله ( إن كان ثمة نسج لما يقول) .
( لذا ) ؛ هي كلمة تستعمل في المقهى وعلى ناصية الشارع وفي التقرير الصحفي ولا مكان لها في الشعر ذي الطبقة العالية . أما السخافات المسماة مجازا بالشعر فهي حافلة بهذا الغث من ساقط الكلمات السوقية .
واني اتساءل بصدق ، أين الشاعرية في هاتين الجملتين : لذا انت موصوف ، وانت لنا الدوا . وهل انت مريض يا ( سيد مغازي) بحيث انك تتناول السيد الرئيس لأن أحدهم وصفه لك دواءا . واتمنى ان لا تعاني من (البواسير الشرجية) لأن دواءك سيكون حتما (تحاميل) و(فتائل) و(حقن) في عمق (المقعد) . ومن المحرج والمخجا أن تحشر الرئيس في أماكن كهذه .
٥/ تحتمس قد سماك يا فخر مصرنا
مجدو بها التاريخ والشوق والهوى
انا هنا اطالب بالبينة وبالدليل العلمي أن يثبت حسن مغازي مدّعاه بأن تحتمس قد سمى عبد الفتاح السيسي ، رغم أنه لم يقل لنا ماذا سماه . وهل اننا امام نبوءة من ايام تحتمس وتحققت في أيامنا . انك بهذا تنحدر إلى ادنى درجات الانحطاط في هذا التعبير الذي لا يدل إلا على عدم استيعاب لما تكون قد قرأته في مسيرتك التعليمية يا سيد (حسن مغازي.) وهذا مؤشر خطير على مدى تغلغل الجهل وتمكنه من عقول حملة الشهادات العالية ممن لا يستحقونها بالتأكيد .
وليتك يا فارس الشعراء الفلتة تشرح لنا الربط بين( مجدو) و(الشوق والهوى) .
انا في الحقيقة اشفق عليك وأتألم لأجلك يا سيد (مغازي) لأنك تعاني من مشاكل عميقة جدية واضطراب واضح في التفكير . والخلل واضح لأنك تفتقد القابلية على إيصال الفكرة( التي نفترض وجودها في ذهنك) إلى المتلقي. وهناك انزياح في الدلالات التي تستخدمها في كلامك .واتمنى ان تعرض نفسك على متخصص في اضطرابات اللغة والسلوك فهو بالتأكيد الأقدر على تشخيص هذه الحالة ومعالجتها .
٦/ بسردابه قد فاجأ الخصم قادشا
وأنت هنا فاجأت خصما قد انزوى
استخدام كلمة (سرداب ) وهي كلمة فارسية غير موفق ولا محبذ في الشعر لأن الكلمة تخلو من الشاعرية المطلوبة والتي يشدد حسن مغازي في ما يكتب من أن الشعر إنما هو ( معجم ونغم) . مرددا قول الجاحظ
🙁
إنما الشأن في اختيار اللفظ وإقامة النغم ) . و مستشهدا كعادته بقول ابن رشيق القيرواني بقوله ( شأن القريض رصانة المعجم وأصالة النغم) ،
وبدورنا هنا نوجه سؤالا لسعادة شيخ النحو وموسيقار الشعر العربي كما يلقب نفسه الدكتور (حسن مغازي) و نحلّفه بالله الذي يعبده ، هل فيما تقدم من ابيات أي وجود ل (رصانة في المعجم ) واين هي الألفاظ الفخمة التي تخيرتها لنا يا سيد مغازي ورصعت بها قريضك الذي نظمته بمناسبة عظيمة وعزيزة على قلبك وهي ميلاد السيد الرئيس (عبد الفتاح السيسي) . و أنت في هذا البيت السادس استخدمت حرف التحقيق ( قد) مرتين بلا سبب الا لكي تقيم الوزن ويقال عنك شاعر، واستخدمت اللفظة الفارسية سرداب ذات الجرس الفارسي الواضح وكان يمكنك لو كنت متمكنا أن تستخدم كلمة ( نفق) التي هي اكثر ملائمة لأن المقاتلين إنما تسللوا عبر نفق أو خندق وليس من سرداب .ولأنك تجهل دلالة الكلمة ( سرداب) فقد استخدمتها في غير موضعها لأن (السرداب) إنما هو حجرة تقع تحت الارض ولا تعطي معنى النفق أو الخندق ، وكذلك استخدمت الفعل( فاجأ) و(فاجأت) مرتين وكذلك كلمتي ( الخصم وخصما) ، وهذا من قبيح التكرار الذي يدل على انعدام الموهبة تماما وخلو رأس الناظم من أي خزين لغوي قد يسعفه في نظمه واعتقد ان معاناة السيد (حسن مغازي) تفوق معاناة البكر في أول ولادة طبيعية لها وكان الله في عونه. ولا اريد الاطالة اكثر في تحليل هذا البيت المتهافت ونعترض على لفظة (قد انزوى) ولفظة (هنا) ولفظة (قادش) فالحديث يخرج بنا الى ما لا نريد .
٧/ غذوت اقتصاد النصر في كل غاية
فجاء انتصار يملأ الافق قد حوى
هذا لا يجوز .ولا يصح أن نترك كل مدع سقيم الخيال ان يلوث الفضاء الأدبي بهذه السخافات التي تبلد الذهن وتزهق الروح. هذا ما لا يجوز السكوت عليه لأنه أشد خطرا من انتشار الفيروسات والبكتيريا التي تسبب الأمراض الفتاكة .هنا الخطر أشد والبلية اعظم ان تنتشر أمثال هذه التفاهات وتسمم عقول الناشئة وتخنق الابداع لأنها حتما سوف تنتج جيلا معوقا فكريا لا يعرف اين هي مكامن الجمال وكم وكيف هي درجات القبح
هذا الهراء المسمى ( شعر) يجب أن يعزل وان يعامل كما تعامل المواد الملوثة والمواد المشعة التي تشكل خطرا على صحة الإنسان . وتشتد الخطورة عندما ينشر هذه الملوثات من ينتمي إلى هيئات التعليم في الجامعات والمعاهد العلمية كما يفعل (حسن مغازي) مستغلا وظيفته (كأستاذ )ناقلا من خلالها الى الاجيال التي تتخرج من تحت يديه أمراضا خطيرة في الوعي والذوق ويحدث لهم تشويها خطيرا ومستديما في الذائقة الأدبية لا يمكن معالجته بسبب صعوبة تشخيص مثل هذه التشوهات وعزلها وهنا تكمن مشكلة من أكبر مشاكل الثقافة العربية عموما .
لو اردنا ان نحلل هذا البيت ( الهراء) لكي نصل الى ما يريده الشاعر فإننا نصاب بالإعياء والقنوط ، والسبب هو التفكك الواضح في البيت شكلا ومضمونا، وهل يستطيع عاقل أن يكتشف قيمة جمالية وشاعرية في الروث ! السيد المغازي القى بروثه في أحضاننا ، مطالبا إيانا أن نستمتع ( بعطور) ابداعاته . انه شيء مثير للغثيان ومدعاة للتقزز و باعث على الاشمئزاز .
إننا هنا أمام نظرية اقتصادية تفتق عنها ذهن وعبقرية( حسن مغازي) . فقد قسم الاقتصاد الى قسمين احدهما هو( اقتصاد النصر) ، والثاني هو (اقتصاد الهزيمة والخسارة ). وهذا التقسيم العبقري فات ( آدم سميث وديفيد ريكاردو وجون مينارد كينز وكارل ماركس وميلتون فريدمان ) ولم يكتشفوا قوانينه ، الى ان جاء العبقري (حسن مغازي ) ليسجل اكتشافه العظيم هذا و يضيفه إلى قائمة إنجازاته العبقرية .
استخدام كلمة ( غاية) غير موفق وغير صحيح ، وكان عليه أن يستخدم كلمة (وسيلة ) اذا ما اراد للمعنى أن يستقيم ، ولكي يتخلص ايضا من الدلالة الظرفية لحرف الجر (في ) . فإن الرئيس (غذى اقتصاد النصر بكل وسيلة) ممكنة . وليس في كل غاية . وهنا يتضح لنا أن( أستاذ النحو وشيخه) لا يستوعب تماما دلالات الألفاظ ، ولديه خلط عجيب و تخبط كبير في استعمال المفردات ، فهو يريد أن يقول (الوسيلة) ولكنه يعبر عنها ب (الغاية) . والفرق في المعنى بين الوسيلة والغاية بعيد بعد المشرقين . ويسيء كذلك استخدام حروف الجر ، ناهيك عن استخدام المبتذل والعامي من الألفاظ التي لا علاقة لها مطلقا باللغة الشعرية التي يفترض أن تكون مفرداتها منتقاة بعناية فائقة .
و عجز هذا البيت المتهافت أسوأ من صدره ، ففي هذا العجز ما يدل على عجز (حسن مغازي) وعدم تمكنه من النظم ، بل عدم تمكنه من صياغة جملة عربية بليغة صحيحة . في هذا العجز جملتان متجاورتان . الجملة الأولى هي: ( فجاء انتصارٌ يملأ الأفق .) والكلمة (انتصارٌ) تعرب فاعلا للفعل جاء ، والجملة الفعلية ( يملأ الأفق ) تعرب حالا ، وهنا يتضح الخلل والتهافت في صياغة الجملة وعدم ارتباطها بالمعنى بما قبلها ، الحرف ( ف) الذي جاء به السيد حسن مغازي ، ليس زائدا بالتأكيد ، لأنه يؤدي وظيفة الربط بين هذه الجملة وما قبلها ، فقد تكون هذه الفاء ( سببية ) بمعنى : أن ما قبلها سبب لما بعدها ، أي أن هنالك ارتباط بين الفعل الذي قام به الرئيس ، وهو ( غذوت اقتصاد النصر) ، وبين الفعل (جاء ) في عجز البيت ، وكان من الأفضل للناظم أن ينصب كلمة ( انتصار) على الحالية ، اما اذا أصر على أن يجعل كلمة ( انتصار) فاعلاً ،فهذا يخل بالمعنى كثيراً. لأن الفاعل هنا نكرة ولا علاقة له بما سبقه من الكلام وتكون الفاء السببية هنا لا معنى لها ولا تعطي معنى السبب ،لأن النصر الذي (غذى الرئيس اقتصاده) ليس هو (الانتصار الذي جاء و ملأ الأفق) ، ولو أن (النصر ) هو نفسه المقصود ، فمن الحري بالناظم أن يقول (فجاء النصر ) لا أن يأتي بكلمة اخرى وهي (الانتصار- وقد جاء بها نكرة -) التي هي تختلف عن (النصر) في دلالتها اللغوية . لأننا هنا في عالم الشعروالمفردات يجب ان تكون دلالاتها منضبطة الاستعمال، وليس في عالم الصحافة حيث لا يُعتنى بدلالات الالفاظ كثيرا
أما الحديث عن ( فقر الخيال) الذي يعاني منه السيد( حسن مغازي) فواضح وضوح الشمس في رابعة النهار كما يقولون ، فهو لا يمتلك خيالا يجعله يتخيل مجيء ( النصر) او( الانتصار ) الأ بأن يجعله يملأ الأفق ، كما تفعل الغيوم والأتربة والغبار ، على أن التعبير( يملأ الأفق) أو (يملأ الآفاق) هو تعبير مستهلك مبتذل لكثرة ما استعمله الناس حتى لم يعد فيه أي طلاوة ولا حلاوة.
أما الجملة الثانية ( قد حوى) فلا علاقة لها مطلقا بما تقدم ، فهي لا تضيف شيئا ولا تؤدي وظيفة إلا إتمامها للوزن ، وهذا هو العجز بعينه ، الذي يعاني منه (حسن مغازي )في كل ما قرأته له مما نشره ، يكاد يتكرر في كل بيت من أبيات قصائده التي يتبجح بها انها من اللزوميات التي لا يقدر على الإتيان بمثلها إلا الفرسان من الشعراء أمثاله! . ولو عملنا إحصاءً بهذه الذيول والزوائد التي ركبها السيد (حسن مغازي) في مؤخرات أبياته ( الشعرية) لهالنا الأمر ، وبنظرة سريعة على هذه القصيدة المؤلفة من ستة وعشرين بيتا ، نجد أن السيد الناظم (حسن مغازي) استخدم التعبير (قد+ فعل ماض) تسع مرات وهي ( قد انزوى ، قد حوى ، قد كوى ، قد شوى ، قد انتوى ، قد ثوى ، قد خوى ، قد ذوى ، قد انضوى ، ) وهذه التي اسميها (القدقدة) ) تدل على عجزه التام ، وعدم تمكنه من النظم ، وأنا هنا أقدم له النصيحة صادقا ومخلصا ، أن يترك نظم الشعر تماما لأنه لا يمتلك خصلتين هامتين يمتلكهما كل شاعر ،وهما ( الموهبة والخيال )
ولا ينفع معه أن نطبق عليه ما يقوله ويكرره دائما ، من أن(الذي يريد أن يقرض شعرا،عليه اولا ان يعود الى مقاعد الدرس من جديد ) لأن تعليم أمثال (حسن مغازي) هو مثل النفخ في قربة مقطوعة ) .
٨/ وسرداب (ماجدو) المقدس أرضها
تجاور سينا الطور يا وادي الطوى
هذا البيت يذكرني بنكتة أطلقها الفنان (عادل إمام) في مسرحية ( شاهد ما شفش حاجة ) حينما يذكر للادعاء العام أن هناك محلا لبيع المرطبات في نفق العباسية !
هنا اوجه سؤالا هاما للدكتور (حسن مغازي) : ما هي الفائدة التي يمكن أن يحصل عليها القارئ وهو يقرأ هذا البيت التقريري .
سرداب( مجدّو) يقع في أرض مقدسة تجاور (سيناء ) . ياسيدي نحن نشكرك على هذه المعلومة التي تخفى على الكثير من المثقفين ولكن نود ان تشرح لنا ما علاقة هذه الجملة بميلاد الرئيس . وما هو المغزى من ذكر هذا وأنت تمدح القائد الذي يملأ قلوبنا فخرا وجوى!
والسؤال الأهم هو كيف قلبت طور سيناء إلى سيناء الطور . طور سيناء وهو الاسم الذي ورد في القرآن يتكون من مضاف وهو طور ومن مضاف إليه وهو سيناء ، وهذا هو أسلوب من أساليب التعريف كما تعلم حضرتك لأنك شيخ النحو ولكن لا بأس فالذكرى تنفع . كلمة طور جاءت نكرة وتعرفت بالإضافة الى معرفة الذي هو سيناء ، فكيف قلبت الأمر وجعلت سيناء التي هي معرفة بالعلمية مضافة إلى كلمة طور. وهل توجد سيناء اخرى غير (سيناء الطور)؟
ولدي تساؤل آخر : اين يقع (وادي الطوى) هذا ،لأن الذي ورد في القرآن قوله لموسى ( واخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى ) ولم تأت كلمة طوى معرفة .فكيف فعلت هذا و تجرأت وقمت بعملية تحريف ما جاء في القرآن .ولماذا استخدمت ياء النداء مناديا على (وادي الطوى) .إن هذا من أعجب العجب يا شيخ النحو وفارس الشعراء.
٩/ فيا قدس أقداس الكنانة عاشت ال
كنانة ازمات ٍ وفيها نداي وا
في هذا البيت المتهاوي الأركان والمهدم البنيان يفاجئنا (حسن مغازي) ويستخدم نفس الطريقة التي يندب بها خصوم السيسي فينادي (وا) ,ولا أدري ما هو الربط بين خصوم السيسي وحسن مغازي فكلاهما يندب ويصيح ( وا وا وا وا وا).
وهنا ايضا يواجهنا الفقر الأدبي الذي يعاني منه (حسن مغازي) وعجزه التام عن تقديم بيت واحد فيه سمات وصفات الشعر .و من المؤكد أن (حسن مغازي) يوجه الخطاب الى الرئيس السيسي ويصفه بأنه( قدس أقداس الكنانة) ،ويخبره في خطابه هذا أن الكنانة عاشت أزمات ، وأن (حسن مغازي) يندب ويصيح (وا )
والسيد (حسن مغازي) يخبر الرئيس عن حصول أزمات في الكنانة ، ويبدو أن الرئيس غافل عن أن الكنانة عاشت أزمات ، فهو لا يعرف عن الأزمات التي عاشتها الكنانة شيئا الى ان سمع السيد مغازي يندب و( يوأ وئ ) . وهل يعقل يا مغازي أن تمدح رئيسك بأن تتهمه بالغفلة وعدم معرفة أزمات البلد. أما استخدام السيد مغازي للتعبير ( قدس أقداس الكنانة) فإن فيه من التقديس ما يصيب كرامة الإنسان العربي ويمرغها في الوحل ، ولا ادري متى يتخلص مثقفونا من عقيدة تأليه وعبادة الأفراد!
١٠/ عدلت موازين القوى هل أنت ساحر
تشير بخط أحمر اللون قد كوى
هنا يصدمنا موسيقار الشعر العربي بخطأ عروضي لا نقبله ولا نستسيغه من طالب في الإعدادية ، فما بالك بحامل شهادة الدكتوراه في علوم النحو والعروض ، وتقطيع البيت ووزنه كالآتي :
عدلتَ : فعولُ
موا زينل : مفاعيلن
قوى هل: فعولن
أنت ساحرن : ؟؟؟؟؟؟
ويمكن إصلاح هذا الخطأ العروضي إذا حذفنا الكلمة (هل ) ولكن المعنى سيصبح من الوقاحة بمكان أن يخاطب المواطن رئيسه ويقول له (انت ساحر)، لأن هذا التعبير قد يوحي بالمذمة الكبيرة لشخص السيد الرئيس وبخاصة إذا تذكرنا قول القرآن ( ولا يفلح الساحر حيث أتى) .ومن حق الرئيس أن يغضب على السيد (حسن مغازي) لأن هذا الأخير يعرض بالرئيس وليس من المعقول ولا من المقبول أن مغازي يقول كلاما كهذا ولا يلتفت الى المغزى من وراء كلامه لأنه شيخ النحو ولديه اختصاص دقيق في علوم اللغة وأساليبها ، وهو حافظ للقرآن بأربع عشرة قراءة ، وانا أعتقد ان (مغازي) يتعمد اهانة الرئيس بهذا الكلام الغث والهراء النتن ولكني لا اعرف الاسباب وراء ذلك .
ومشكلة العجز المستديمة عند( حسن مغازي) تظهر هنا بوضوح . السيد (مغازي) يخاطب الرئيس ويقول له ( تشير بخط احمر اللون ) والاحمر هو لون قطعا ولا يحتاج أن يفسر بإضافة كلمة اللون . وإذا لم يذكر مغازي كلمة اللون بقوله أحمر اللون فهل نفهم ان الخط يمكن أن يكون أحمر الهيئة أو أحمر الرائحة أو أحمر الملمس ؟ هذا هو العجز التام والاسفاف في التعبير . وما هو معنى (قد كوى) وما علاقتها (بالخط الاحمر اللون) ، ان عدم الترابط هذا يدل على انشطار خطير في ذهن السيد (مغازي) قد يكون مقدمة لمرض العته الحاد ،
١١ / ويأتمر الأعداء بالأمر نافذا
وتعنو لك الأعناق يا رافع اللوا
المحبط في هذه( القصيدة ) إن القارئ والناقد لا يجد فيها ما يمدحه وينوّه به ، وكلما تقدمنا في القراءة. اتضح لنا عمق جهالات السيد (حسن مغازي) وضحالة تفكيره وسذاجة نظمه وتهافت معانية وبلادة حسه وانعدام موهبته ، وهذا عجيب حقا أن يصدر كل هذا القبح من أستاذ متخصص في علوم اللغة والبلاغة والعروض !
الخطأ في فهم دلالات الألفاظ يؤدي الى كوارث في فهم اللغة واستيعاب مقاصد الكلام ، يقول الناظم هنا أن الأعداء يأتمرون بالأمر. وهذا الأمر هو أمر نافذ . وهنا تواجهنا عدة إشكالات في هذا القول ،
الاشكال الاول هو استخدام الفعل ( يأتمر ) وهو يقصد ( يطيع الأمر ) ،ولكن الفعل يأتمر لا يعطي معنى يطيع ، بل نجده يعطي معنى التآمر وتقليب الرأي لعمل شيء ما ، وقد ورد هذا المعنى في سورة القصص حيث قال ( وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا موسى إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين ) ،وهذا المعنى واضح لا يحتاج الى تفسير ، فكيف استطاع (حسن مغازي) تشويه دلالة هذا الفعل وجعله يحمل معنى الطاعة ؟
الإشكال الثاني هو ان الاعداء بما هم أعداء يكونون أشد الناس تمردا وعدم طاعة ، ولا يطيعون أمر عدوهم إلا بالقهر والقوة والإكراه
ولا تجتمع الطاعة والإكراه في نفس واحدة في وقت واحد ، والمطيع ليس مكرها ، والمكره لا يسمى مطيعا ، فهل فطن الأستاذ شيخ النحو إلى هذه الدقائق في دلالات الألفاظ ، وما فائدة شهادة الدكتوراه التي يحملها إذا لم ترتق به وتخرجه من حضيض الجهل والتخبط في متاهاته
عجز هذا البيت الذي يدل ( كما عودنا حسن مغازي) على عجز الناظم الذي يخلع على نفسه ألقابا كبيره من قبيل( شيخ النحو) و (موسيقار الشعر العربي) ، فهنا هو عاجز تماما مثل المعاق ذهنيا لا يستطيع أن يأتي بشيء مفيد ، فهو يلقي بهذه القذارة على وجوه قرائه طالبا منهم التصفيق والتهليل والتبجيل لما يقول من ساقط الكلام ومرذول الألفاظ ومتهالك النظم وسافل المعاني . يقول( تعنو لك الأعناق) ، اي أن كل الأعناق تعنو للسيد الرئيس ، ومعنى تعنو تذل وتخضع ، والأسير عانٍ ، والعاني الخاضع المتذلل ، قال في سورة طه ( وعنت الوجوه للحي القيوم ) . والسؤال هنا أوجهه للسيد حسن مغازي : لماذا تهين الناس بهذه الطريقة الفجة والتي تخلو من اللياقة واللباقة ، انت تريد ان تمدح رئيسك وهذا شأنك ورأيك لا نتدخل فيه ، ولكن لماذا تمدحه بما يجر الاهانة على الشعب المصري الكريم وعلى شخص الرئيس ايضا ، و الرئيس بالتأكيد لا يرضى أن يخضع له الشعب المصري خضوع الأسير الذليل لأنه ابن هذا الشعب ومنهم ويتشرف بخدمتهم .
١٢/ بليبيا وإثيوبيا وفي غار ظهرنا
يموء من الخط الاحيمر بالموا
هذا البيت هو وصمة عار كبيرة في جبينك اولا يا سيد (مغازي) ، ووصمة عار في جبين كل من يطبل لك وينعتك بأنك (شيخ النحو) وفلتة الزمان التي لا يجود بمثلها ،
اولا هناك خطأ عروضي في بداية البيت فقد قلت ( بليبيا) , والبيت يجب أن يبدأ بالتفعيلة ( فعولن أو فعولُ ) ولا يتحقق هذا إلا إذا نطقنا الاسم بلا ياء هكذا ( بلبيا ) وهنا تتضح ضحالة معلوماتك في العروض وفي الشعر بصورة عامة ، والأمر نفسه يتكرر مع كلمة إثيوبيا التي يجب أن تحذف الواو منها وتستبدل بضمة لكي يستقيم الوزن ، أما التعبير ( غار ظهرنا ) فهذا لوحده حكاية !
وناتي الى العجز الذي يذكرنا بمؤخرة القرد الحمراء ، وهذا العجز بلغ الغاية في التفاهة و الاسفاف والانحطاط الأدبي ، لقد قلت آنفا أن الرئيس( يشير بخط أحمر اللون) ، فلماذا هنا صار( الخط الأحمر خطاً أحيمراً ؟) و التصغير في اللغة يؤدي وظيفة تحقير الأشياء وتقليل شأنها .اقول اذا اردت تحقير الشاعر شويعر كما قال ابو الطيب المتنبي :
(أفي كل يوم تحت ضبني شويعر
ضعيف يقاويني قصير يطاول). فماذا تقصد يا سيد مغازي في استخدامك التصغير في وصف الخط الأحمر الذي أشار به الرئيس إلى خصومه وأعدائه ؟ هل تريد التقليل من شأن هذا الخط الأحمر الذي رسمه الرئيس لكي لا يتعداه خصومه وأعدائه ، وهل أنت واثق أنك تمدح الرئيس أم تذمه يا رجل؟
وما حكاية ( يموء بالموا )هذه ؟ هل انت مقتنع بينك وبين نفسك أن هذا شعر ؟ ( ينبغي إعمال السياط في قفاك ) مهما كانت الشهادة التي تتبجح بالحصول عليها لأنك لا تفهم ما تقول وتهرف بما لا تعرف ! وكان الله في عون تلاميذك المظلومين .!
١٣/ وتقصم أعداءاً وتحيي أحبّة
كأنك تمر بابلي بلا نوى
إذا كان البعض يتطير من الرقم( ثلاثة عشر) معتقدا أنه رقم مشؤوم يجلب السوء لصاحبة ،فإن الدكتور( مغازي) يعزز بهذا البيت التافه هذا الاعتقاد بشؤم هذا الرقم . هنا في هذا البيت لا يوجد شيء يشبه شيئا ، ولا يجد القارئ فيه سوى البؤس وضحالة التفكير وسقم الخيال وفقر المعنى وتهافت النظم ، السيد( حسن مغازي )لا يستطيع أن يتوقف عن التدهور والانحدار الذي تورط فيه ، فهو لا يجد فكرة ناصعة ولا صفة طيبة ولا خصلة محمودة يمكن أن يصوغها ويقدمها شعرا للسيد الرئيس بمناسبة عيد ميلاده ، وهو لا يكتفي بهذا ، بل يتعمد الاساءة الى شخص السيد الرئيس بما ينظمه من مرذول اللفظ وسوقي العبارة ومنحط الفكرة ، وهو يسبغ عليه صفات لا يصح أن تطلق على رئيس محترم لشعب محترم ،
و الرئيس في نهاية المطاف هو موظف يخدم شعبه ويحرص على تنفيذ ذلك بإخلاص وليس جبارا ولا فرعونا ولا ساحرا ولا ربا لكي يخاطبه السيد حسن المغازي أنه يحيي ويميت وبأنه قدس أقداس الكنانة وأنه ساحر وما الى ذلك من الالفاظ والصفات التي تسيء الى الرئيس اولا وتسيء إلى الشعب المصري الكريم ثانيا .
وكل هذا يهون أمام سخافة الوصف الذي أطلقه السيد حسن مغازي على الرئيس معللا قدرة الرئيس على قصم الأعداء وإحياء الأحبة ، لأنه يشبه التمر البابلي ( المنسوب إلى بابل وهي مدينة تاريخية تقع بالقرب من مدينة الحلة الحالية في وسط العراق) ، فما الرابط بين قصم الأعداء وإحياء الأحبة بالتمر البابلي ، وما هي صفات هذا التمر البابلي الذي أعجب به حسن مغازي بحيث شبّه به رئيسه ، ومن هذا السخيف الذي أقنعك بهذا وجعلك تبتلع الطعم غافلا عما في هذا التعبير من إساءات بالغة للرئيس ، وكيف اهتديت لهذا الاكتشاف العجيب بأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وهو القائد العام للقوات المصرية المسلحة ورئيس أكبر دولة عربية هو يشبه التمر البابلي المنزوع النوى ، وهل يخاطب عاقل رئيسه بمثل هذا الكلام الساقط ، و احمد ربك أن السيد السيسي ليس مثل الرئيس العراقي صدام حسين الذي لا يتورع عن قطع لسانك عقابا لك على هذه الإهانة لو وجهتها إليه ،
١٤/ فأنت لنا استثناء فعل وقالة
نقول هنا غيرٌ نقول هنا سوى
هذا البيت مضحك الى درجة عجيبة ! وتافه إلى درجة أعجب ، فيه من التفاهة ما لو قسمت بين سكان الأرض لما سلم من التفاهة أحد ،
هنا يحاول أن يستثمر معرفته النحوية وتوظيفها في صياغة هذا البيت إلا أنه سرعان ما يتعثر مكبّا على وجهه مجللا بالخزي والعار فاضحا عمق جهالته . يستخدم الدكتور( مغازي) مصطلح الاستثناء بمعناه النحوي بدليل استخدامه أداتين من أدوات الاستثناء هما ( غير ، و سوى ) وهو بهذا لا يعطينا الفرصة لتأويل هذه اللفظة ( الاستثناء ) وتوجيهها بما يحفظ له ماء وجهه .
يخاطب الرئيس ويقول له أنت استثناء فعل . ما معنى هذا ؟ وهل الاستثناء يتعلق بالأفعال أم بالأسماء ؟ هل سمع أحدٌ من العرب بذلك ؟ وما معنى (استثناء قالة )، وهل تعلم يا شيخ النحو معنى القالة ؟ الست تدعي أنك تحفظ ألف حديث صحيح بأسانيدها ألم يبلغك قول الرسول محمد مخاطبا الأنصار وقد وجدوا عليه ( ….فلمَّا اجتَمَعوا أتاهُ سَعدٌ، فقال: قد اجتَمَعَ لكَ هذا الحَيُّ من الأنْصارِ، قال: فأَتاهُم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فحَمِدَ اللهَ وأثْنى عليه بالَّذي هو له أهْلٌ، ثُمَّ قال: يا مَعشَرَ الأنْصارِ، ما قالَةٌ بَلَغَتْني عنكم، وجِدَةٌ وَجَدتُموها في أنْفُسِكم؟!......الحديث ) والقالة هنا هي القيل والقال ، فما معنى أن الرئيس السيسي هو استثناء من القيل والقال ؟ وما معنى عجز البيت الكسيح هذا وقولك ( نقول هنا غيرٌ نقول هنا سوى) .وهل تمدح الرئيس بأن تعدد أدوات الاستثناء في عيد ميلاده؟ هل تومئ من بعيد الى أن الرئيس ربما يحتاج دروسا في قواعد اللغة العربية لأنه غالبا ما يخاطب الناس بلهجته العامية المصرية ؟
ولماذا نوّنت كلمة ( غير) يا محترم ؟ هل تقدر أن تأتينا بشاهد شعري أو أية قرآنية تكون فيها كلمة ( غير) منوٌنة .؟ وأنا أعلم أن الذي ألجأك إلى هذا هو كي يستقيم الوزن ويقال انك شاعر. ولكن لماذا اخترت هاتين الأداتين من أدوات الاستثناء دون غيرهما ؟ إقامة الوزن والتضحية بالمعنى هما السبب . أ ليس كذلك يا موسيقار الشعر العربي ؟
١٥/ وليس أمام الخصم إلا اختيارنا
وإلا فصوت الخصم تلقى الصليف وا
يا سيد (حسن مغازي )أقولها لك وبكل أسف لو أنك خلعت سروالك وكشفت عن عورتك لكان هذا أهون علينا من سماع هذا الهراء الذي لا طائل من ورائه ، الا تخجل من نفسك بادٌعائك انك فارس من فرسان القريض وأنت تتفوه بهذه السخافات التي لا تصدر إلا من معتوه متخلف؟
أين التعبير الشعري في عبارة ممجوجة مستهلكة ( وليس أمام الخصم إلا اختيارنا!)،
هل تقدر ان تشرح لي الهراء هذا الذي تتفوه به
( وإلا فصوت الخصم تلقى الصليف وا ) في قصيدة من المفروض بها أنها معدة للسيد الرئيس لتهنئته بيوم ميلاده ، و احمد ربك ثانية لأن الرئيس لا يدري بهذا الهراء ولم يخبره احد للآن . فإنه بالتأكيد سيتخذ إجراءاً شديدا ضدك لأنك لا تصلح أن تكون معلما للأطفال وليس أستاذا في جامعة مصرية وأن الاساتيذ المحترمين لن يقبلوا بينهم أمثالك . ألم تلاحظ يا شيخ النحو أنك كررت لفظ (وا) ثلاث مرات في خمسة عشر بيتا؟ ما هو سر ولعك بهذا اللفظ (وا) ؟
١٦/ بنيت وأحكمت الأساسات واثقا
وارشدت كل العالمين إلى الصوى
هنا يبرز( حسن مغازي) مقاولا يستخدم خبرته في فحص الأساسات التي بناها( الرئيس السيسي) و يعطيه شهادة نجاح فحص اختبارات هذه الأساسات منوها بأن الرئيس قد استخدم وبفعالية علامات الإرشاد لكل العالمين لكي ينتظم سيرهم ولا تتلكأ حركة السابلة وهم يمرون جنب البناء الذي قام ببنائه السيد الرئيس ( ملاحظة صغيرة : الصوى هي كلمة قديمة ، وهي تعني العلامات الإرشادية وكانت تُتخذ من الحجارة ومثالها اليوم : علامات المرور)
١٧/ و أعليت شأن الجند من جند أرضنا
و صيرتهم في العالمين لنا القوى
يبدو أن السيد (مغازي) فتش كثيرا وأطال البحث والتنقيب لكي يجد صفة حميدة( كالكرم والشجاعة والعفة والاقدام والفصاحة والأمانة وحسن التدبير وسلامة الدخيلة والصدق والمروءة والنخوة وإغاثة الملهوف ونظافة اليد وجمال الطلعة وحسن الهيئة والمهابة والحكمة والمهارة والفروسية والبطولة وسداد الرأي) وما يتفرع منها من حميد الصفات التي يستحضرها الشعراء في مدحهم ، ولكنه يعجز عن الإتيان بمثل هذه الصفات ويعجز عن صياغتها شعرا رائعا لو وجدها ، لذلك نراه يعمد الى صفات لا تنطبق على الرئيس بخاصة يخاطبه بها ، فهذا البيت يصلح أن يخاطب به (وزير الدفاع )مثلا أو (رئيس اركان الجيش) فهما على تماس مباشر مع الجيش وإعداده الإعداد الصحيح والإشراف على تدريبه وتسليحه بما يرفع من شأنه ، وهذا الكلام ينطبق أيضا على البيت التالي وهو البيت (١٨) إذ ان( مغازي) لم يضف شيئا جديدا ذا بال بل نراه يعيد نفس الصياغات ونفس العبارات الممجوجة،
١٨/و خير جنود الأرض عادوا الى العلا
لترتيبهم في العالمين لنا رَوى
هنا نلاحظ التفكك في صياغة الجملة التي من المفروض انها تصاغ بأعلى درجات البلاغة و بأفخم مفردات اللغة الشعرية ، ولكننا نتفاجأ بالجمل الركيكة التقريرية التي تذكرنا بلغة الصحف المحلية ، فتعبير ( خير جنود الأرض) ليس فيه حلاوة الشعر ، ولا رونق النظم ،وكذلك الامر مع الجملة
🙁
لترتيبهم في العالمين ) ٠ أما الحشو الزائد وغير الضروري والذي ليس له من اهمية الا لإتمام وزن البيت ( لنا روى) ، فهذا من معايب النظم عند من لا يحسنون قول الشعر، ولم تتدرب سليقتهم على الجيد من أشعار العرب .
وأظن الناظم يريد أن يقول : ان خير جنود الأرض عادوا الى العلا، الى ترتيبهم في العالمين وهذا ما رواه (الرئيس السيسي) بسنده ، وهذا من العيب الفاضح ان تجعل الرئيس راويا للأخبار. وأنت عزيزي القارئ اللبيب ترى الاضطراب واضحا في جميع اجزاء البيت هذا.
١٩/ وتعليمنا تحديثُ كل دقيقة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق