الأحد، 13 فبراير 2022

 ...................

عثمان زكريا محمد

....................



لقاء عند الغروب
قالتْ أراكَ مع الغروب هناكَ
حيث التقينا فرحتي ومناكَ
حيث الربيعُ يفوح مني عطرُه
والبدر يخبو ضَوْئَه بسناكِ
إذ مولدٌ للحب يجمع بيننا
يُمنايَ تمسكُ كفَّها يمناكِ
ونصير بعد الحب شخصاً واحداً
عينايَ تبصرُ ما ترى عيناكِ
أنتِ الغنيُّ بما وهبتكِ قَلْبِي
سبحان من بي في الهوى أغناكِ
وأنا كذلكَ غنيٌ وهنيٌ
هَنّا فؤادِي فيكِ من هَنّاكَ
إن كنتِ عبلةٌ إنني لكِ عنترَ
أو كنتِ لبناكَ إنني لكِ قيساً
أو كنتِ أياًّ كنتِ إنك مُهْجَتِي
والقلبُ إذْ تَعَلَّقَ إليكَ عَناكِ
سبحان من أدناكِ في درب الهوى
منّي وأدنى السعدَ إذ أدناكِ
ورناكِ مِن عليائه فأراكني
وأراكِ فِيني الخيرَ حين رناكِ
أثْناكِ عن غيري فقدَّرَ حِكمةً
وثَناكِ صَدْرِي ثم بي ثَنَّاكِ
أحْناكِ نحوي فَانْبَرَيْتِ بخافقٕ
تحْنو عليَّ فجلَّ من أحْناكِ
مَنَعَ الورى عنّي كتاباً مُحْكَماً
نَحّى جميعَ الخلقِ واسْتثْناكِ
ورماكِ في دربي قَضاءً مُبْرَماً
فَرُزِقٍتِ بي سبحان من أقْناكِ
يا حُسْنِ أخلاقٍ وحسنِ خليقةٍ
أغْرى فؤادي بالهوى حسناكِ
فَمَلَكْتَني وأسَرْتَ بالحُسْنى كِيَانِي
فَارْتضى بالأسْرِ من حُسناكِ
أسْكَنْتَني في وارِف ٍ مِنْ خافقٍ
وجَعَلتُ مَحْضَ حُشاشَتي سُكْناكِ
حَمداً لمن أسْنى هواكِ بمهجتي
أسْماكِ في قلبي وبي أسْناكِ
قد جَعلَ فِكْري في مَوارِدَ ثَرَّةٍ
واشْتَقَّ معْنىً لاحَ مِن معْناكِ
وشَدا به مُتَغَنِّياً مُتَرَنِّماً
وقدِ انْتَشى بالحب إذ غَنّاكِ
وتَمَهَّلتْ صُبْحٌ هنالك بُرْهةً
قالتْ رُوَيْدَكَ ما أُريدُ عَناكِ
أَضَناكِ أبْغي؟ لا حَييتُ إذنْ أنا
أَمُوَلِّهي لا عاشَ مَن أَضْناكِ
إنّي سمعتُكِ إذ تقول مُلَبِّياً
بُشْراكَ قبْلَ تَميزُها أُذُناكِ
مالي ولِلُّقْيا ولم تكُ فرقةٌ
وأنا وأنتِ يضُمُّنا مَغْناكِ
وتقول صبح والهوى في قولها
قولاً يُزيلُ عَنِ القلوب ضِناكِ
نحن الحبيبان اللذان توحَّدا
إذْ أتَانِي يا مهجتي وأناكِ
عثمان زكريا محمد
رسول الإنسانيه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق