الثلاثاء، 27 نوفمبر 2018

………
بقلم عبدالحكيم المتعشق
……..

Aucun texte alternatif disponible.


عبدالحكيم المتعشق
**بين العاصفة وشجرة عمري**
مرت العاصفة يوما بشجرة عمري
كانت لينة شيئا ما
فبادرت للشحرة قائلة
وكانت اﻷخيرة كئيبة حزينة
قالت: مابك مهمومة قلقة؟
فلم تجبها شجرتي..سوى
أنها اكتفت بأن تنتفض
تنتفض معلنة عن أحزانها وغضبها
كانت العاصفة سعيدة..
وهي تمر بكل مايحويه الوجود
وهي تجمع في أكنافها هموم التعساء
لتذهب بها بعيدا...وتنثرها عبر اﻷتير
كانت سعيدة
ﻷنها تجوب أقطار العالم
وتطلع على كل ما يهمه من أسرار
كانت تبدو فرحة تذهب وتنآى كما يحلو لها
وتشاهد ماخفي عن اﻵخرين
تمر بالبحار لتحيلها ضبابا صاخبا
تمر بالصحاري لتزرع الروح في ذرات رمالها
وتحيل الصمت والهدوء والرهبة.....حركة ووجودا
تمر بعالم اﻻنسان ..لتحيله حيا يقظا بوجوده
تزرع في عقله خﻻيا اﻻحساس باﻷنا
تمر بعالم النبات لتوقظ فيه جلجﻻت الحياة
لتهمس في آذانه بأصوات مكوثها ومابصيتها
كانت هذه الريح سعيدة وفخورة
فخورة بجوﻻتها حول العالم
فما بالها هادئة شاحبة...ﻻتبدي حراكا
وكأن بها منية
همست لها الريح اللطيفة برفق
علها تخرجها من صمتها--وتزرع
في مكبها هي اﻷخرى الطمأنينة
لكن شجرة العمر كانت مصرة على صمتها الﻻمتناهي
ومازالت معها تلك الريح الرفيقة
ولكأنها صديقتها...
كانت الشجرة أعند من أن تبدي حراكا
حينئذ:::ثارت العاصفة لجمودها
وغضبت هي اﻷخرى من تصرفات الشجرة المميتة
ثارت تلك الريح الصغيرة لتصبح عاصفة هوجاء
فكأنها صفعت تلك الشجرة التي انتفضت
فجأة....وكانت تلك الصفعة قد
أزاحت عنها شيئا ثقيﻻ
بدا على مﻻمحها.....بكت الشجرة!!
من قسوة الريح الصديقة عليها أخيرا
بكت ....ﻷنها شهدت في الريح
صديقتها الكذب وعدم الثقة
بكت ﻷن هذه اﻷخيرة:
وجهت لها صفعة حاسمة في حياتها
وكأنها بذلك تنهي تلك الصداقة الرائعة بينهما
فلم تجد تلك الشجرة بدا من أن تنتفض وتزيح
بعضا من أوراقها عنها
علها ترتاح وتعرف السبيل لرشدها..........


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق