..........
د. ممدوح نظيم حسانين
............
رجاءٌ
نفسي تحدثُنِي عنِ الماضِي الخِفِي♥
عَنْ سركَ المكنونِ ياقلبي الوفِي ♥
وكتمتُ فيكَ السرَّ دهرا لم أذعْ ♥
لم أقْضِ حقَ هواكَ كنتُ أسوِّفِ ♥
إنِّي ظلمتُكَ يافؤادِي مُرْغَمَا♥
أخشَى عليكَ مِنَ الهوانِ المُتْلِفِ ♥
ماكانَ مِثْلُكَ أنْ يُذَلَّ بِحُبِّهِ♥
عَفْوا جرحتُكَ حينَ زادَ تَعَسُّفِي ♥
أولستَ بعضي مِلْءَ صدري خافقِي؟♥
قلقي عَلَيكَ يلوحُ مِنْهُ تَخَوُّفِي ♥
إنِّي أعيذُكَ أنْ تُهِينَ كرامَتِي ♥
فاحذرْ هوانا فيهِ بعضُ تزلُّفِ ♥
مِنْ أجْلِ ليلَى!! أنتَ قلبي لا تَهُنْ ♥
لي كبرياءٌ راعِهِ وتَعَفَّفِ ♥
لا تُبْدِ ضَعْفا يافؤادِي إنَّنِي ♥
عَفُّ المشاعِرِ لا يُشاعُ تَلَهُّفِي ♥
أنا يافؤادِي لا أُذَلُّ كَعَاشِقٍ ♥
لِمَ لا تصونُ كرامَتِي وتَعَفُّفِي؟ ♥
ليلاكَ وهمٌ من خيالِكَ وانتهَى ♥
ولكمْ نصحتُكَ لا تزالُ تسوفِ ♥
هلْ كلُّ ليلَى أخلصتْ في حُبِّها؟♥
هلْ كلُّ قيسٍ قلبُهُ لمْ يُدْنَف؟ ♥
أتحبُّ وهما أينَ مِنْكَ سرابُهُ؟ ♥
كم عاشَ قيسٌ بالخيالِ المُسْرِفِ♥
ماتَ الوفاءُ فكيفَ تَهْوَى بعدَهُ؟♥
فالكلُّ يهفو لستُ ألفِيهِ يفِي♥
لم أخلُ مِنْ خَوْفٍ عليكَ من الجَوَى♥
فالحُبُّ وَهْمٌ كالخيالِ المُرْجِفِ♥
فحديثُ نفسي لا يزالُ يؤزُّنِي ♥
قَلَقِي عليكَ لهيبُهُ لا ينطفِي ♥
أَنَسِيتَ لَيْلَى يافؤادِي والنَّوَى؟♥
كَمْ أخْلَفَتْ نَكَثَتْ عهودا لم تفِي♥
لا تُخْدَعَنَّ بِحُسْنِ ليلَى فالهَوَى♥
يُغْرِي القلوبَ وفيهِ كلُّ تَكَلُّفِ ♥
لَهْفِي عَلَيْكَ أراكَ طِفْلا لا تَعِي ♥
يُغرِيكَ قَدٌّ إذْ يميلُ فَتَعْطِفِ ♥
هيفاءُ تخطو فانبهرْتَ بقدِّها ♥
عيناءُ ترنو شاغلتْكَ وتختفِي ♥
تهفو إليها وَهْيَ وَهْمٌ زائِفٌ ♥
وَلَكَم أجبتُكَ يافؤادِي فارأفِ ♥
ماعدتُ أقدرُ أنْ أجيبَكَ عاشقا ♥
إنِّي اكتفيتُ مِنَ الخيالِ المُدْنَفِ ♥
عُدْ يافؤادُ إلى رحابي لا تفرْ ♥
فالعدلُ مِنْكَ تطيعني لو تُنْصِفِ♥
أَوَلَسْتَ قلبي خافقا في أَضْلُعِي؟♥
وأراكَ تفعلُ ما تشاءُ وتسرفِ ♥
عَجَبَا لأمرِكَ يافؤادِي ياشَقِي♥
إني أراكَ بِمَنْ يهينُكَ تحتفِي ♥
وجُموحُكَ المجنونُ زادَ مواجِعِي ♥
وأقضَّ نومِي بالجمالِ اليوسُفِي ♥
قُلْ للمليحةِ أنْ تغادِرَ مٌهْجَتِي ♥
لا تَسْفَعَنِّي بالغرامِ الأعنفِ♥
هذا جمالٌ فيهِ قَضُّ مضاجِعِي ♥
أَخْشَى تزيدُ مواجِعِي لا أشتفِي ♥
فأنا الضَّعِيفُ فَكَيفَ أملِكُ رَدَّها؟♥
إنِّي على جَمْرِ الغضا مَتَخَوِّفِ ♥
إنَّ الهوَى فيهِ الهوانُ لِمَنْ هًوَى♥
والذلُّ جرحّ لا يطيبُ فيُؤْلَفِ♥
كم قلتُ : إنِّي خائِفٌ لا أَدَّعِي ♥
أنَّي قويٌ لا أحبُّ وأكتفِي ♥
إنَّ التعلقَ بالحسانِ يخيفني ♥
منْ كانَ مِثْلِي لا يحبَّ ويصْطَفِي♥
وأقولُ : لا لكنني مترددٌّ♥
أأجيبُ قلبي لم أُحَدِّدْ موقفِي ؟♥
بالأمسِ كانَ لقاءُ ليلَى صدفةً؟♥
كانتْ كبدرٍ في السما لم يُخْسَفِ ♥
زارتْ خيالِي في المنامِ للحظَةٍ♥
وسألتُ عنها طيفَها لم يَعْرِفِ ♥
وصحوتُ من حلمِ الكرَى فوجدتُنِي ♥
حاورتُ طَيْفا مِنْ خيالٍ مُخْتَفِي ♥
ناجيتُ ليلَى هلْ تعودُ بطيفِها؟ ♥
بلْ أينَ مِنِّي طائفْ يستنكِفِ؟♥
ياقلبُ عفوا لن أعودَ لِمَا مَضَى ♥
هُوَ ليسَ ذِكْرا أقتنيهِ كَمُصَحَفِ ♥
فحذارِ مِنْ حُبِّ السَّرابِ ووهمهِ ♥
ثوبُ الحقيقةِ لا يزالُ كمِعْطِفِي ♥
كمْ كُنْتُ بالأمسِ البعيدِ أُحِبُّها ♥
ليلايَ كانَتْ نَبْتَ حُبٍّ مُتْرَفِ ♥
كم تقتُ للأمسِ الحبيبِ وطيفهِ ♥
مِنْ أجلِ ليْلَى كم تغنَّتْ أحرفِي ♥
ونَثَرْتُ شعري فيهِ عطرُ ربيعِها ♥
كانَ الغرامُ كمثْلِ وردٍ يٌقْطَفِ ♥
وجعلتُ حرفي لَيْلَكَا في حُبِّها ♥
وكأنَّ شعرِي مثلُ زهرٍ مُورفِ ♥
كانَ الربيعُ وكانَ ريعانُ الصبا ♥
كانَ الغرامُ وقيسُهُ الخلُّ الوفِي ♥
ليلاهُ كانتْ لا تخونُ حبيبَها ♥
إنْ أخطأَتْ في حقِّهِ تتأسفِ ♥
كانَتْ تعامِلُ قَيْسَها بتواضُعٍ ♥
ترنو إليهِ تَوَدُّدَا بتَلَطُّفِ ♥
لَيْلَايَ أمْسِي لَنْ تعودَ تَغَيَّرَتْ ♥
فاليومَ ليلَى إنْ هَفَتْ تتكَلَّفِ ♥
ليْسَتْ كَلَيْلَى منْذُ كُنَّا في الصِبا ♥
أضحتْ تحبُّ كما تشاءُ وتَصْطَفِي ♥
تُغْرِى بِمَعْسُولِ الكلامِ تجيدُهُ ♥
وتبيعُ حُبَّا بالكلامِ وَتَهْرِفِ ♥
لا يافؤادِي لا تُصَدِّقْ قولَها ♥
فَهْيَ الكذوبُ وَعَنْ هواها فاعْزفِ ♥
وَهْي الشَغُوفُ بِمَنْ يحبُّ جَمَالَها ♥
لا تُغْرَيَنَّ بهمسِها المُتَلَطِّفِ ♥
أنا يافؤادِي قد نهيتُكَ فانْتَهِ ♥
لا تَعْشَقَنَّ جميلةً لا تكْتَفِي ♥
الطائر المهاجر
طملاي في 26/ 3/ 2019
د. ممدوح نظيم حسانين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق