الأحد، 29 مايو 2022

 ...................

نظير راجي الحاج

..............



على رقعة شطرنج
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
قلت لها:_تعالي..
لنلعب لعبة الشطرنج، فلا تتعالِ..
قالت:_
هي لعبة أصحاب السيادة والمعالي..
الكل وعلى الدور ينتظر الموت، فقط.. من هو التالي!
المهم يا صديقي، ان يبقى الملك في اللعبة بالعلالي..
يهمه الإحتفاظ بالصولجان والهيلمان، وبي لن يبالي..
وعندما يموت البيدق الغلبان.. سيقول:_وانا مالي!
وهكذا انت.. مازلت تمثل دور الملك المتعالي..
قلت:_
بل هكذا انتِ، تتحصني دومًا ببرج عالي..
قالت:_
لكن اللعب معك، مثل لعبة نرد..
خسارة في لمحة، مثل لحظة برق ورعد..
او مثل إضاءة ومض..
واختفاء عبق ورد!
أو كمثل اللعب تحت المطر، فكم هو ممتعًا، مع علمنا مسبقًا
بأننا سنصاب بنزلة برد...
أو مثل لعبة الروليت الروسي، فالأمر صعب..
يا صديقي. لقد كبرنا عن اللعب، وقلبي إنفطم عن الحب..
قلت:_
لا يتوقف الناس عن اللعب، لانهم أصابهم الشيب.
بل شابوا لأنهم توقفوا عن اللعب.
قالت:_
لا أريد أن أكون مثل فراشة زاهية الألوان بورقها، صادقها طفل فعشقها، أراد ان يلعب معها، فرأى النار، لحقها فحرقها
لن أغامر بالغيب.
قلت:_
صحيح ان قلبي إبتدا، ثم عدا، ثم إعتدى، ثم إقترف وغرف..
لكنه إستحى، ثم إنتحى، ثم إعترف.
سامحيني على ما سلف..
كان مثل فعل خرف..
لقد عاملتك مثل فيل هاجم متحف خزف..
إغفري لي خمري وحزني وكلماتي..
وعمري وفكري وآناتي وآهاتي..
قالت:_
لقد جربتك بمجاراة..
عاملتك مثل الحكم في مباراة..
عندما كنت تخطيء بحقي، كنت ارفع لك بطاقة صفراء..
أما انت فعاملتني مثل رواية، فيها فلسفة الحقيقة الغراء..
لكنها عرضت لمراقب سلطة فاشية عمياء.
أعمته الحقائق والحكايا، فصادر المرايا والرواية..
وصرح بعدها:_حريتك سقفها الفضاء!
ولغبائي صدقته، لقد وصلت فعلا للسماء.
لكن معلقة ومصلوبة في أسايا..
أستجدي نسمة هواء، لقد ألبستني بدلة حمراء.
يا صديقي..
اللعب معك، كاننا في رقعة شطرنج بلا حركة..
أو ملعب تنس بلا شبكة..
أو بدون أم، بلا فرح ولا بركة..
كانت اوقات منهكة متهتكة.
أنا يا صديقي ملكة. بل جناح ملائكة..
سؤال:_هل تقبل ان أحويك؟
لن أعيش على رقعة شطرنج، اكون انا البيدق الجندي،وأنت المليك.
الحب لا يكون بالتمليك.
لعبة الشطرنج، تريد خصمًا شرسا..
هي تعتمد على عثراتي، لا بد ان أكون متمترسا..
أنا ضعيفة امام سلطة رجلا متغطرسا...
دعني في لعبة الشطرنج، اكون القلعة فقط، وقابلني يا بن الذوات.
قلت:_
لماذا القلعة بالذات؟
قالت:_
كل من معها باللعبة ذكورا، إلا هي. هي الأنثى الوحيدة التي تغريهم بالذات..
سأهزم ملكك بأنوثتي، فهل تقبل؟
لن تقبل الإنتحار!
صحيح ان في الحياة ليس لي عمومية حرية الإختيار.
هناك قطع بالشطرنج لا بد ان تتحرك، ولا تحتاج إلى قرار..
سواء أحببت أنت هذا، او لم تحب، فلا هروب ولا فرار.
يا صديقي....
لعبة الشطرنج.. مثل لعبة القمار، والأقدار.
قدرنا ان نقامر ونفترق، سامحني. تعب عندي المشوار..
___
هلوسات
نظير راجي الحاج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق