الثلاثاء، 31 مايو 2022

 ..................

أ. حيدر حيدر

.....................



ركوب الخطر..!
************
حبيبتي..
رأيت في أعماق عينيك
صفاء بلادي..
وخضر الروابي..
وضوء القمر..
ومن بعيد..
تراءت لي..
في عرض البحر
سفن، مشرعة صواريها
فدنوت من شواطئهما
سألني بحار راحل..
هل أنت مغادر..؟؟
حبيبتي..
وعلى عجل..
حزمت أمتعتي،
وأبحرت في بحور عينيك
نحو المجهول..
نحو الخطر..؟؟
(2)
وبيديّ الواهنتين..
حملت زوادتي..
وعلى ظهري المقوّس..
شقلت..
صرّة أحزاني..
وكيسَ بريدٍ سميكٍ
من الكدر..
ثم غادرت على عجل..!!
(3)
جلت فيهما...شطآنا كثيرة
وحطيّت بعيداً في جزر..
ونزلت في موانىء
لا أول لها..
ولا آخر..
وزرت بلداناً كثيرة
ومدنا ..
هي في الجمال ..
أجمل من جنة عدن..!!
(4)
حبيبتي..
وبعد لأي،
ونأي طويلين..
تعبت..
و أجهدني السفر..
فجلست ..
عند أول منحنى،
لأقرأ شاخصة تقول:
توقف..!!
حذار الإعصار..
حذار الغرق..
(5)
حبيبتي..
لم أبال..
غصت في أعماقهما
لأجد..
أنّ ظلال الرسوم
المبحرة في عينيك
المزركشة،
بشتّى الصور
هي أجمل..
من كلّ مارأيت..!!
لأنها ظلال بلادي..
عند أطراف الغيوم..
تنتظر..!!
(6)
حبيبتي..
عانقتك..
وعانقت فيك..
وطني ..
آه ياوطني المنتظر..!!
ابصرته..
ملفوفاً بغلالة القلوب
محزوناً..
شابه غمّ، وكدر
يغني المواويل..
و يشجو..
لعزف الرباب..
وترجيع الناي..
وتقاسيم الوتر
(7)
لكنّك..
ياوطني الحزين..
رغم المآسي..
ورغم الخطر..
كنت في عيني...
حبيبتي...
هالة من الحبّ
عشقا أبديا
لايهاب ركوب
الموج..
لا يخشى ركوب
الخطر..
كنت.. عشقاً
متجذراَ في الأعماق
صلباً، قويا
كجذع سنديانة..
ثابتاً ..حتمياً
كالقضاء..والقدر
أ. حيدر حيدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق