....................
طارق منور
..................
#للشيطان زميل الحلقة إثنان و سبعين
وصلت الشرطة و رجال الاسعاف الى شمعون و قد غمرته الخرسانة وسط الشاحنة و قد كانت متروكة على طرف الطريق السريع بعدما انتبهت لها الشرطة المتحركة ....حتى انهم حين عاينوا المقطورة و اكتشفوه في قالب خرسانة و قد نشفت على جسده و مات مخنوقا ....عانوا كثيرا كي يخرجوا جسده منها.....كان منظرا مريعا اتت على ذكره كل الصحف والقنوات التلفزيونية ...وقد نظمت له حاخامات اليهود في مارسيليا جنازة رسمية حضر لها وزراء رجال اعمال و اشخاص مرموقين في المجتمع و من بين الحاضرين ...نبيل ....نعم انه نبيل الصريطي !!! هو بالذات ...لم تمت هاته الشخصية الوهمية و قد كتب لها ملاكمنا مشاهد اخرى لم نكن نعلم ما هي ....لكنه ٱثر ان يواصل بتوظيفها مع...نعم هي بالذات ..مع المراة الشريرة المدعوة حياة السرسوبي ......حياة تلك البنت ذات الاصل المغربي مثال للنجاح الدراسي فقد كانت شعلة طاقة ملتهبة لكن أراد لها القدر ان يتوفى ابوها وهي في المدرسة اثر مرض عضال ....ولقلة حال امها ارتأت ان تعيد حياتها و تتزوج ومن هنا تغيرت حياة حياة .. التي رغم نجاحها في دراستها فقد اراها عباس زوج امها النجوم في عز الضحى .
كان جزارا مدمنا على الخمر يعود لبيته مترنحا فيبدأ مسلسل كل يوم شجارات مع زوجته يضربها و يضرب حياة ...ثم تعدى من الضرب الى التعذيب حتى جاء البوم الذي ترصدت له حياة وانقضت عليه وهو يدخل ثملا فذبحته من الوريد الى الوريد و بكل برودة مسحت السكينة الطويلة من الدم وخرجت وهي تحملها صوب مركز الشرطة لتسلم نفسها ...قضت سبع سنوات في سجن تولون درست في السجن ...نجحت و تعلمت في زنازينه الارذل و المليح ...حتى صارت جسدا بلا قلب ...اعضاء بلا احساس واصبحت ترى هاته الحياة لعبة قذرة يتحكم فيها الرجال لهذا وجب عليها السيطرة على كل رجل يقابلها والا وجب ان تمحي وجوده.
نزل نبيل من سيارته الفخمة في مدخل المقبرة اليهودية ...ثم تقدم لجمع الحاخامات اليهود...قدم عزاءه لهم و بقي يتفحص الوجوه الواقفة هناك امام صندوق الميت...كان متأكدا انها ستأتي و تقف لتودع و لو من بعيد من كان رئيسها و محركها في كل الجرائم و العمليات القذرة ...ضف الى ذلك ان حكاية الصولجان حتما ستجعلها تعقد اتفاقا مع رجل اعمال ٱخر للحصول عليه او لنقل ان تعمل لحسابها الخاص ....رغم ان كل المحيطين بشمعون و بها قد ماتوا و لحق بهم شمعون لكنه احس أن هاته المراة ليست من ينسحب حين اول دوي لاااااا ....نفسها طويييل و مازالت لم تلعب مشهدها مع عبد القادر وهذا ما يريده هو ...يريد ان يجذبها لميدانه حتى يقارعها .
كان واقفا يسمع كلمة تأبينية طويلة عريضة القتها سيدة يهودية مرموقة ..حتى التفت ليرى رأس المراة الشريرة حياة قد تراءى من بعييييد وسط الرؤوس ....لقد تذكر ملامح وجهها رغم بعض التغييرات ....يوم جاءت تبحث عن سيرتا في الكافيتيريا ....مازال جمالها أخاذ ....ومازالت نظراتها سالبة ...كان لزاما على عبد القادر ان يلاقيها و يرمي الطعم ...حين تمت مراسيم الدفن سارع في خطواته كي يتقاطع معها بعد ان اسرعت هي خطواتها بحذاءها الاحمر ذو الكعب العالي....كان وراءها بمتر او مترين حين نطق لها : معذرة سيدتي....فالتفتت هي ونظرت إليه وردت : نعم سيدي ..ما الامر ؟ ...ابتسم عبد القادر و رد : لا المكان و لا الموقف مناسبان لما سأقوله لكني مجبر أن اقوله ...ابتسمت بدورها و قالت : تفضل قل ماعندك فانا مستعجلة ....عبد القادر : نبيل الصويري صاحب شركات الصويري ....و مد يده لمصافحتها ...فترددت قليلا ثم مدت يدها على استحياء فامسك يدها نظر اليها ثم طأطأ رأسه و قبل يدها ....واضاف : سمعت عنك انك كنت ذراع المرحوم في تسييير شركاته و أعماله و لم يلحقني عن سمعتك إلا طيب الكلام....قاطعته المراة الشريرة بنبرة العجولة : اشكرك سيدي لكن يكون افضل أن تختصر كلامك فقد اخبرتك انني مستعجلة ولدي ارتباطات .....عبد القادر: لن أطيل عليك إذن لكن بودي ان نلتقي في مكان هادىء لنتاول العشاء معا...ثم ادخل يده في جيب السترة الداخلي واخرج بطاقة ..فيها ارقام هواتف ....و اضاف : هذه ارقام هواتفي ..يقولون ان في الدائرة الخامسة لمارسيليا ...مطعم مكسيكي ...وددت لو تتذوقين معي أكله ....ابتسمت امسكت البطاقة ...ثم فارقته بينما بقي هو يتأمل في مشيتها و ينتظر و كأنه كان متأكدا انها ستلتفت لتمسحه بنظراتها الساحرة ...نعم التفتت ...رمقته بعينيها وابتسمت ثم انصرفت .
كان عبد القادر يتعامل معها كأنه يعرفها منذ سنوات ... وحين كان يتحدث اليها كانت صورة سيرتا تقفز بين جنباتها ....حتى احس ان يده ستندفع لتخنق هاته الشريرة التي قتلت حبيبته ..لكن صوت الروية فيه كان يؤزه و يقول كما قالت جدته : بالرزانة تباع الصوف يا عبدالقادر ....لا تستعجل امرك و فكر ...فكر كيف تجعلها تقع في شركك حينها اختر لها ميتة مناسبة تليق بجمالها و تليق بشناعة فعلها .
من جهتها تلك التي اسمها حياة المراة الشريرة ...لم تبد اي انجذاب لهذا الرجل حتى لا يطمع لكنها حين سكنت لحالها ..خمنت و فكرت ...رجل انيق لطيف ...يبدو انه من ذوي العز و المال . لم لا اقتحم حياته و ارى ما يخفي في جعبته و لم لا ...ربما سيكون طريقي للوصول الى الصولجان ....وربما ...!!! ربما ماذا ؟ ربما يحتضنه قلبك و تعيشين معه قصة حب !!! .... ماذا تقولين ؟ الحب !!! اي حب يا مخبولة العقل ؟؟ لا دواخلك توحي بان لك شيء اسمه احساس ولا ماضيك الوردي يجعل الرجال يتقاتلون في طابور على بابك ....لماذا ؟ أليس لي حق في حب رجل وتكوين اسرة ...رغم ان سن الاولاد قد مضى و فات ...اسمعيني جيدا ...انت لحم وعظام ليس فيك مشاعر و لا نصيب لك في سوق الرجال انسيت ...ما فعل عباس في امك وفيك ؟؟ انسيت ضربات حزامه الجلدي ؟؟ أنسيت كيات سيجارته التي رسمت خريطة في جسدك ؟؟ أنسيت عبوديتك لشمعون ؟؟ أنسيت ازدراءه لك رغم انك قتلت لأجله رجالا و نساءا ...بالمختصر انت كارط محروووووق.
لم يكن عبد القادر مستعجلا على مكالمة المراة الشريرة خصوصا بعد ان هاجت و ماجت كل فئات المجتمع في مارسيليا لموت البارون شمعون و قال في قرارة نفسه سألهي نفسي بإعادة تهيئة الكافيتيريا لاعادة فتحها بعد ان اهملتها لاسابيع ....وكما فكر فعل كلف مقاولا ومهندس ديكور للترميم و بقي يترقب مكالمتها مرت اسبوع واثنين ...وقد عود عبد القادر نفسه ان يخرج بالوجه الجديد و اذاع خبر شراء نييل الصويري للكافيتيريا من عبد القادر الذي غادر للأبد ...رغم ان دوريات المحققين جاءت للمحل تسأل و تستقصي إلا أنه اوقف فضولهم ببعض الورقات من فئة مئة فرنك فكفوا عن زيارته ...وحين اتم الشهر والنصف كان مع المقاول و مهندس الديكور يتفقد الكافيتيريا و يمتع ناظره بوجهها الجديد ..فقرر ان ينظم حفل لافتتاحها و ان لا ينتظر مكالمة حياة الشريرة ....فستأتي...نعم حتما ستأتي لأنها تعرف المكان.
بينما سيدتنا الانيقة الشريرة ترتشف قهوتها في الشرفة قبالة البحر و تتصفح الجرائد فإذا بعينيها تقع على إعلان ضخم
افتتاح كافيتيريا jolie coin ليلة يوم السبت الدعوة للجميع
فتسمرت عليه...أليست هذه كافيتيريا نعوم التي تركها لعبد القادر !!!!! ....يتبع
طارق منور
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق