.................
إبراهيم شبل
...............
........ كل عام وانتم بخير .............
القطيعة بين الأخوة وذو الأرحام
في الآونة الأخيرة بدأت ظاهرة اجتماعية في الظهور على السطح بشكل مقلق وهي "تأزم العلاقات بين الإخوان والأخوات "
الأخوة ليست علاقات صداقة تنهيها حين يغدر بك الصديق ويخون ،
هي دم يجري في عروقك ، لذلك حتى لو تجاهلت وجودهم في حياتك فستصرخ كريات الدم في عروقك لتشعرك بالحنين إليهم .
فإن زرتني زرتك ، وإن أعطيتني أعطيتك ، وإن أحسنت إليّ أحسنت إليك
فمن يقيسون عطاء الأخوة بقانون الأخذ والعطاء ، لن يحصدوا سوى جفاف المشاعر وتصحر الأحاسيس وتباعد المسافات .
من الضروري أن تضع خطوطاً حمراء لزوجتك أو لزوجكِ ، ولأبنائك وبناتك حين يكبروا ، ولا تسمح لهم بتجاوزها فيما يختص بإخوانك وأخواتك ، فأغلب مشكلات القطيعة بين الإخوة تكمن في تدخل الزوجات أو الأزواج ، والأبناء والبنات ، وإيغار صدور الإخوة على بعضهم البعض .
لذلك لا تسمح لهم أو لغيرهم أن يتدخلوا في تشكيل إطار علاقتك بإخوتك ، وأن يدفعوا بك نحو طريق القطيعة والبعد .
وإذا ما سمحت بذلك فسترى المشهد نفسه يتكرر بين أبنائك والقطيعة تدبُّ بينهم وأنت تتحسر عليهم .
روعة الأخوة أن تشعر أختك أو أخاك بقيمته في حياتك ، باشتياقك له ، بأن أمره وهمومه ومشكلاته تعنيك ، بأن دموعه تنحدر من عينيك قبل عينيه ، أن تسنده قبل أن يسقط ، أن تكون عكازه قبل أن يطلب منك ذلك .
الأخوة ليست أسماء مرصوصة في بطاقة رسمية ، ولا أوراقاً مرسومة في شجرة العائلة ، ولا أرقاماً هاتفية مسجلة في هاتفك .
أنتم إخوة وأخوات ، حملتكم الرحم نفسها ، وأرضعتكم الأم نفسها ، وعشتم في البيت نفسه ، وأكلتم من الصحن نفسه ، وشربتم من الكأس نفسها ، واحتفظتم بالذكريات نفسها ، ولذلك لن تستطيع أن تمحو كل ذلك ، وحتى لو حاولت ، ستشعر في نهاية كل يوم بتأنيب الضمير ، فالدم الذي يسري في عروقك سيشعرك بالحنين لإخوة يقاسمونك كريات دمك نفسها .
فإياك ثم إياك أن تفرط بأخوتك من أجل أي شئ في هذه الدنيا ، فكل شيئ يمكن تعويضه ، ولكن إخوتك إن ذهبوا فلن يأتي غيرهم هكذا الحياة فلاتترك نفسك وحيدا في بحرها فتكون غريقا وميتا دون أدراك ومعرفة لذلك ..
فكيف لا تحبهم وقد قال الله فيهم :
﴿ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ ﴾
فشهر رمضان فرصة عظيمة لتصحيح الخطأ واستقامة المعوج والرجوع للعقل
لإستكمال الحياة لنسعد معا ونكون أحباءا
وأعوانا لبعضنا البعض لكي لانقف أمام وقد كتب في صحفتنا قاطع رحم.
ربنا اصلح حالنا بدنيانا واجعلنا من يقدرون صلة الرحم ربنا اغفر لنا وارحمنا واهدينا إلى الطريق المستقيم
وارحم أمواتنا واسكنهم جنتك أمين يارب العالمين.
كل عام وجميع أهالي مصر بخير وصحة وسعادة دائمة
كل عام والأمة الإسلامية بصحة وخير وسعادة بمناسبة شهر رمضان المبارك
مع تحياتي
إبراهيم شبل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق