الخميس، 17 فبراير 2022

 ................

يحيى محمد سمونة -

................



لغة راقية [ 37 ]
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
فيما مضى كانت الثقافة عبارة عن علم و فكر و أدب و فن و معرفة - و كل هذه كانت تتسم بكثير من جدية و أصالة و سلامة وصحة و دقة و عمق، إضافة إلى ما كان فيها من صدق و جاذبية و جمال و رونق و عظمة و بهاء -
□□□
أيها الأحباب:
لم تعد الثقافة هي هي و لم يعد القارئ هو هو
فالثقافة غدت قوامها: دجل و سياسية و منفعة، و تلبيسات ساحر، و فلسفة عربيد !! [ الساحر هو: المرء يعتمد الخفة و الشطارة و التدليس و التلبيس و المخادعة، و إنه ما من حقيقة في قول و فعل الساحر على الإطلاق ]
□□□
أيها الأحباب:
و أما "القارئ" فقد غدا اليوم - حسب قوله - في عصر الوجبات السريعة! [ أقصد الأعم الأغلب ممن يقرأ و على الأخص منهم جيل الشباب ] لذا فهو لا يهتم بنوع المادة التي يقرأ بل حسبه المادة التي تنسجم مع رغباته و مزاجه و انفعالاته، و حسبه أنها تختصر له الزمان و المكان - حتى و إن كانت خالية من كل علم و فكر و معرفة و ثقافة ! -
□□□
أيها الأحباب:
البعض يقول بأن التخصص في مجال من مجالات العلم هو أهم من ثقافة عامة يكون عليها المرء
غير أنني أقول بأن الثقافة الحقيقية تشمل ألوان العلم و الفكر و المعرفة المغلفة بلبوس فن و أدب بكل ما في ذلك من تخصص و بحث و بكل ما اشتملت عليه من دقائق علم و فكر و معرفة، و من رؤية عميقة الجذور واضحة المعالم
□□□
و لهذا: لا بد لنا - من أجل وعي حقيقي غير مزيف - من كاتب يضع نصب عينيه ثقافة حقيقية، و من قارئ يجهد و يستميت في طلب ثقافة حقيقية صادقة دون التفات منه إلى كتب و مقالات عبثية تجرح رؤيته للأمور و تفضي به إلى بلاهة و خفة و سفاهة
- وكتب: يحيى محمد سمونة -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق