الاثنين، 28 فبراير 2022

 ..................

سعيد عزب

...............



عوده الفهم والتفاهم
لقد كا ن هناك محاولات مستميته خلال القرن الماضى من كثير من الوطنيين والمثقفين من استعاده الوعى ، ولكن كان الجهل والأنا والصمت البائس عن قول الحق وادراك الصواب يقفان حائلا داءما من وصول الوعى لعموم الناس او الشعوب فى المنطقه العربيه ،مما اتاح الفرصه على طبق من ذهب للأنظمة الفاسده من تثبيت دعائمها وكان ايضا سببا رئيسيا فى استمرار التدخل الاجنبى فى كل شؤننا الداخليه وللاسف مازال هذا الامر قائما حتى الان .
وعندما قامت الثورات العربيه كان مقصدها اعاده التوازن الى المجتمعات والتقارب وإلغاء الطبقيه ، ولكنها لم تستمر طويلا فى تحقيق أهدافها ، والثوار أنفسهم من انقلبوا على أهداف الثورات واعادوا الأمور إلى نصابها الأول، ولكن مع الفارق بأن وضعوا أنفسهم على رأس الهرم فى المجتمع ليكون لهم كل المزايا ، انه عبث الثوار بمصير الشعوب ،
الوعى
لقد كان غياب الوعى أمرا متعمدا من كثير من الانظمه التى حكمت المنطقه وكان ذلك نتيجه طبيعيه للأنظمةالتى كانت تعتقد أن ذلك يعظم كثيرا من مصالحها وليس مصلحه دولها ، وايضا لضعف الاراده
والاحساس بالهوان ،
أضف إلى ذلك تدنى مستوى التعليم وتزييف الحقائق التاريخيه بالتزوير ، وتعمد التجهيل للشعوب كى لاتجارى العالم المتقدم فى العلوم والتكنولوجيا، وذلك لان كل الانظمه تخشى على نفسها من عوده الفهم للشعب،
وللاسف مازال حتى الان هناك عنصريه تعليميه تمارس فى كل شعوب العربيه ، وذلك لزياده الفجوه بين الطبقات وممارسة العنصريه من فئات الشعب لبعضها البعض ، فهناك لايقل عن عشر مستويات من التعليم ، ولايقتصر الامر على المستوى المادى وتكلفه التعلم ، بل أيضا هناك فارق كبير جدا فى المواد التى يتم تدريسها ،
مما يخلق حاله من التباين الشديد بين الناس ويصعب عمليه التقارب بينهم وكذلك الفهم ،
هذا الاختلاف الشديد فى مستويات التعليم قد ضاعف المسافه بين تفاهم وتلاقى الأفراد فى المجتمع مع بعضهم ،
هذا من ناحيه ومن الناحيه الأخرى هذا التباين العلمى الحاد خلق وساعد على ايجاد الطبقيه الوظيفيه والتى تاصلت فى مجتمعنا واصبحت لها قواعد وقوانين تحكمها وتحميها ولايجروء احد على تجاوزها او اختراق حدودها ،
فأصبحت تقريبا كل المهن يتم توريثها فالضابط لابد ان يورث ابنه البدله الميرى والقاضي لابد ان يورث ابنه منصه القضاء والمعلم يورث ابنه السبوره والمتسول يورث ابنه ناصيه الشارع الذى يتسول منه ......الخ ،
وهكذا أصبح المجتمع به تباين شديد وصراع طبقى حاد بين افراد المجتمع مما يصعب عمليه التفاهم او التلاقى لان كل منهم أصبح حريصا على مكتسباته بصرف النظر عن مصالح المجتمع ،ويأبى التحدث حتى مع الاخر او من هم خارج طبقته لعدم القدره على التواصل العقلى،
واخيرا لايجوز ان تقيم سباقا للعدو لاتتساوى به المسافات بين جميع المتنافسين ، فأن هذا يخلق نوعا من الفوضى الاخلاقيه والإرهاب الاجتماعى واللجوء الى افكار متطرفه لاستعادة الحقوق المسلوبه،
بسم الله الرحمن الرحيم
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )
سعيد عزب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق