...................
(محمد رشاد محمود)
.......................
( سِنَةٌ وصَحو ) ـ (محمد رشاد محمود)
ذ اتَ يَومٍ من شِتاء عام 1975 ـ وكُنتُ طالبًا بالجامعة ـ استصحَبتُ زميلًا للتمشِيَة قريبًا على النيل بالزَّمالك ، فجعلَت السماءُ تَكفَهِرُّ والشمسُ تَغيمُ وتبدو ، وعلى إثرِها ، معَ إيقاع الخطوِ ، راحت الأبيات تَجيشُ في صَدري وتنساب على لساني ، وصاحبي في عَجَبٍ ، إلى أن صارت قصيدةً طويلَةً ، كان منها :
الشَّمسُ تُمعِنُ في السّحُبْ
والــنَّهـــرُ ســـيَّـارٌ لــجِـبْ
لـمَـعَـــتْ ثُــرَيَّــاتٌ بــــــهِ
مـنهـــا تَـرَقرَقُ بالـحَـبَـــبْ
تَبـــدو فَيَــمــرَحُ ضاحِـكًــا
وتَغـيـبُ عنـــهُ فيَكــتئِــبْ
عَذراءَ تَمـتَـشِــقُ الــحِجــا بَ وتَسـتَدِرّ جَوَى النَّصِبْ
فَيَــظــلُّ يُمــعِنُ فـي الأـى
وتَظَـلُّ تُوغِـلُ فى الطَّـرَبْ
غَنَّـتْ زَرافـــاتُ الــطُّيـــو
رِ لــــهُ فلَــم يَجْــنِ الأرَبْ
نَشـــوَى تَرَدَّدُ في الــفـضا
ءِ كَــــــأنَّهُ مَــــوجٌ يَثِــــبْ
وكـــأنَّهــــا الأفكــــارُ تَبــ
ـرُقُ في الرُّءوسِ وتَغتَرِب-
تَــبـــغي الـــرِّيـــاحُ نزاءَهُ
فـتَـــفِـرُّ منــــه وتَـقتَــرِبْ
أوراقُ آجـــــامٍ جَــنَــحـــ
ـــنََ معَ الرِّياحِ إلى اللَّعِبْ
أجْمِــل بذاكَ الحُســنِ كـم
شَـدَهَ الـجَمالُ فَمَ العَجَـبْ
في الـقلــبِ ذاكَ ووَصفُـهُ
ذَيَّـاكَ مِن فَــمِنا الــوَصِب
واهًـــــــا لِأنَّــاتِ النَّســـيـ
ـمِ علَى المزاهِـرِ مِن كَثَب
واهًـــــا لِـــرَقراقِ الــنَّميـ
ــرِ ولِلــخَلاعَةِ والــصَّبَب
مَــن لِـلــحَبيــبَةِ والــمثــو
لِ فـذا السَّليبُ وذا السَّلَب
أوَ كُـــلَّــما حَرَّكـــتُ طَــر
في في الطَّبــيعَةِ فانتَهَـب
كــــرَّت شُـفافـاتُ الحبيــ
ــبِ بِهــا وأعقَبَهـا النَّصَب
يــا قُـرَّةَ الـــرُّةحِ المَهـــيــ
ـضِ إلَى ذُرَا الغيدِ انتَصَب
ألاءُ رَبِّـــــي صُــــوِّرَت
في ناظِــرَيكِ وذا عَجَــب
شَـــفتاكِ أضمَرتا الــرُّضا
بَ فلَـم يُمَـسَّ ولَـم يَحُب
ولَـــقَد عَفَفــتُ عن الـرُّوا
ءِ وعَنَّفَ القلـــبَ الـــذَبَب
ذاكِ التَّـــأوُّدُ في الــغصو
نِ وذا التَّرَفُّعُ في السُّـحُب
تِلكِ الــوداعَةُ في الــنَّسـيـ
ــمِ وذي الطَّرافَةُ في الرُّطُب
داكِ الـــتَّوَرُّدُ في الــــزُّمُـر
رُدِِ والــتَّـوَقُّدُ في الــذَّهَــب
دُوري بِمُهـــــجَةِ شـــــاعِرٍ
دَورَ الـــفـراشَـــةِ بالـحَرَب
يهـــــواكِ مــا عاشَ الــفؤا
دُ وإن كَــلَــلــتُ إذا وَجَــب
(محمد رشاد محمود)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق