الأربعاء، 16 فبراير 2022

 ...............

عواطف فاضل الطائي

.................



(نقطة النهاية)
بكل جوارحها ادركت انه تعدى كل الخطوط وتجاوز كل الحواجز وأوصلها نقطة اللاعودة .
كانت عاجزة عن التفكير في ما ستقوله ..
تهمس لنفسها بصوت خفيض "لا فائدة من التأجيل" ٬ "لا مفر من المضيِّ قدماً"
بحر ازرق هائل من الفراغ يسكن قلبها، يملئ روحها ، يغشى نظرها
تريد ان تنهي ما بدأته من زمن طويل ، فهل حان الوقت الآن؟
قالت لنفسها .. الامر ليس بهذه البساطة ولا هو بأعلى من قدراتها
فإمكانية النجاح تبقى قائمة ، احست بيد باردة تقبض على قلبها وهي تُقَلِب خياراتها
عادت بها الذكريات لأيام شبابها وطموحاتها وقوة إرادتها ،
لكنها لم تجرؤ بالغوص أكثر ..
حاليا تفكر بالامكانات المتاحة للنتائج المتوقعة لقرارها
كيف ستتدبر امور الحياة إن هي تركته .. وهل الانفصال أمر غير قابل للتجنب
انها تواجه معادلة صعبة ، وعليها حسم الأمر في عقلها الآن وإلا سيستمر ترددها حتى فوات الأوان ..
هي لا زالت قليلة الحيلة .. فهل ستكون معركتها خاسرة معه؟
"لا" قالتها بصوت مرتفع وهي تنهض ،
كانت على وشك الخروج عندما راته وهو يهم خارجا ..
رمقته بنظرة ذات معنى وقالت : سأذهب لاحظار الاولاد من المدرسة
وبعدها لديَّ متسع من الوقت لك فانتظرني
عادت ولا زالت الذكريات تدور في رأسها وهي تعلم ان الامل ضعيف لتغيره
كانت تعزه كصديق ترتبط اسرتيهما بوشائج الجوار والصداقة ..
تقدم لها .. بعد فترة خطوبة قصيره ، قبلت ..
لم يكن هناك فتى أحلام لتنتظره ...
اليوم سأكون حاسمة بما يكفي لاتسلح بكل ما املك من الحزم للمواجهة.
في المطبخ وجدته جالسا ، كان كل شيء هادئ
سألت بجفاف : هل تريد فنجان قهوة .. اومأ موافقاً
جلست قبالته وهي ترتشف قهوتها.. ارادت الكلام ، تحجرت الكلمات في حلقها ، تلعثم لسانها وشلت الحروف وتبعثرت في دائرة صمتها الحزين.
ألا تزال عصبيته وانفعالاته الهوجاء تخيفها؟ وهل سيقيدها الخوف ثانية؟
يجب ان تتخلص من هذا الخوف ..
لتستجمع شجاعتها وتمضي في طريق المواجهة حتى النهاية ، فإن لم يكن من اجلها فلأجل اولادها
عنفه اصبح لا يطاق ، قد تجاوز الصياح الى الضرب ، لتضع حدا لهذا .. تعرف ان اتخاذ القرار صعب ، ولكن الاصعب هو ترك الامور على حالها وكأن كل شيء طبيعي
لقد اخذت قرارها اليوم عندما اخذ يكسر ويركل كل شيء امامه ، كان الاطفال مصعوقين من المنظر .. حاول ضربهم ، فسارعت بأحتضانهم فضربها بقسوة وخرج وصفق الباب وراءه بقوة.
كانت ثورته تلك هي القشة التي قصمت ظهر البعير ..
فكان قرارها النهائي بتركه لتنجو بنفسها واولادها من نهاية لا تحمد عقباها.
العالم ليس حكاية خيالية ، بل هو واقع نعيشه بكل افراحه واتراحه .. هذا ما راود خاطرها ، لِمَ حياتها معه اتراح فقط؟ والى متى ستبقى تنتظر الافراح التي تبدو سرابا معه ..
كان يجلس قبالتها هادئا وكأن شيئا لم يكن .. استفزها هذا الهدوء المغلف بالتجاهل
هل ستندثر بقايا احلامها وتبقى تحلق في انكساراتها .. هل سينتصر خواء روحها ، فالجرح لا زال يكشر عن انيابه ...
لتحاول لملمة ما بعثرته ايامها معه
ربما ستعاني في البداية ، لكنها لن تندم ابدا ..
فمخاضها يجب ان ينتهي ولتكن نقطة اللاعودة
تنظر بتصميم ، لن تدع تصميمها يموت بعد ان رأى النور وبتنهيدة غرست بها كل اوجاعها ، بدأت كلامها
مليء بالاخطاء انت ، فَلِمَ اخادع نفسي ..
انت ترفض الاصغاء .. ترفض الأعتراف .. ترفض التغيير
كتلة من الرفض أنتَ
والآن حان دوري انا للرفض
أرفض أن تتحول عائلتي الى ارقام .. واكون الرقم الثاني فيها
ارفض عصبيتك ، صياحك ، ثوراتك
ارفض اسلوبك في التفكير
كثيرا ما نصحوني ، لا تكوني ساذجة ، لا تسمحي له بالتنمر عليكِ ،
تهاونت في البداية .. وها نحن وصلنا الى ما وصلنا اليه
لست الملام الوحيد .. فانا ايضا ملامه
اما الآن ، فالقرار نهائي .. لم تشفع له كل التبريرات والوعود
اخذت اولادها وخرجت .. فلربما ان راجع نفسه ، قد يكون هناك كلام ثاني.
#عواطف فاضل الطائي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق