.................
أَبُو عَلِيٍّ الصُّبَيْح .
..............
الْعَنْقَاء أَبُو عَلِيٍّ الصُّبَيْح .
أنـا العنقــــاءُ خـــابَ رَجَــــا عِداتــي
وبـعـضُ بَـنِــىَّ إنْ عَبَثـــوا بِشـــاني
من كُلِ بحرٍ سوف أقطفُ موجةً
وعلى سفينِ الراء حرفي يبحرُ
ثملتْ شفاهٌ بالغرامِ وسُكْرها
بوحُ التلاقِ غيث شوقٍ يُهْمَرُ
ذاتَ النِقابِ خبرتْ بحنينها
مِنْ حِينها والقلبُ شوقاً يقطرُ
حرفي يصولُ في القوافي أنجماً
وبصدقهِ من رحقها يتعطرُ
والحسنُ تاجُ الناعسات عيونها
رمشُ الدلالِ بكل سهمٍ يفخرُ
والوصلُ شهدٌ والفراقُ مرارةً
وأعوذُ نفسي أن أذوقَ وأُسعرُ
قد حاطَ قلباً مهجتي بغرامهِ
فكسى حياتي بالمحبةِ يغمرُ
أنتَ الذي قدمتَ قربانَ الهوى
فلما أراك ساخطاً تتذمرُ
أولستَ من قال القصيدُ هي أنا
وأنا الربيعُ وزهر ثغري مُسكرُ
أولم تقل للبحرِ أني شطهُ
فعلامَ تتركُ عُشَ عشقٍ يُهجَرُ
وأنا التي أعطيتُ شدوكَ لحنهُ
ودمُ القصيدِ كان قبلي مُهدرُ
فقَيَّــضَ لـــي الإلــــهُ أعــزَّ جُـنْـــــدٍ
جَــرَى بلسـانِهِــــم عـذْبُ البيـــــانِ
قـلـيــــلٌ غيْــــرَ أنَّهُـــــــمُ كـثـيــــــرٌ
أداروا القــــوْلَ مِــن دُرَرِ المَـعــانـــي
كتـــــابُ اللهِ يحــفَـظُـنــي إذا مــــــا
أحــــال عَلَـــىَّ غِربـــــانُ الـزَّمــــــانِ
ولي بالشِّــعْـرِ عَبْــرَ الدَّهـــرِ حِصْــنٌ
مَنيــعٌ ، لا أُبــالـــي مَــن رمــــانــي
ولـي فــى القــوْلِ إيجـــازٌ ومَعْنَـــى
وحَـرفــي راقِـــصٌ فـــوْقَ اللســــانِ
وفـى لُغــةِ العلــومِ يَـبـِيـنُ فَضلـــي
لِكُـــل مُحَـقِّــقٍ فَـطِـــنِ الجَـنــــــانِ
أنـــــا المِــــرآةُ تَعكِــس رُوحَ قوْمــي
وتُـبْـــرِزُ وجـهَــــهُــــم فــــى كلِّ آنِ
وأحْـفَــظُ فــــى وِعــــائــــي كلَّ زادٍ
أتانــي الأهـلُ من خَيــرِ المَجـــاني
رمــــانـــي الحــاقــدون ومــــا أرادوا
سوى هَدْمي ، فهل عَقِلوا مكاني؟
أَضَلّـــوا من أصــاخَ لَــهُـــم ، وضَلّــوا
وأيـن الـقَـفْــــرُ مِن رَوْحِ الجِنـــــانِ؟
أُعـــابُ وليــس بــي عَجْــزٌ ولكــــن
أرادونـــي إلــــى جُــــبِّ الهَــــــوانِ
ولــوْ صَدَقــوا ارْتَــوُوا من عَذْبِ نهري
وعـــادوا بالنُّضـــــارِ وبـالجُـــــمــــانِ
إذا مــا العَيْــنُ غَشَّـــاهـــا اعْتـــلالٌ
فليس العيْــبُ فى وَجـــهِ الحِسـانِ وما صَحا
مُتأَلِماً من هجرِها مُتَقَرِّحا
وثوى بقارعَةِ الصُدودِ مُوَلَعاً
مُتَلَفِعاً منها خَيالاً جامِحا
لو كنتُ أعلمُ أَينَ يَرقدُ بدرُها
لأَتيتُهُ مُنذُ التَوقُدِ مُصْبِحا
وكسَوتُهُ قلبي لِيسمَعَ نَعيَهُ
وبأيِّ إسمٍ في الظلامِ تَوَشَحا
يا مُتلِفاً قلبي عليكَ بنَبضِهِ
فبدونِهِ لنْ تستفيدَ وتَربَحا
ولقد تَعبْنَ من التَأَوِّهِ أَحرُفي
والشوقُ في حَبلِ الخَيالِ تَمَرجَحا
والذكرياتُ تمورُ وَسطَ مَحاجري
وبَنَيْنَ أَعوامي الحَزينةَ مَسْرَحا
ولقد شَربتَ من المشاعِرِ رَيِّها
وأَكلتَ حِساً بالزلالِ مُمَلَحا
يا مُنْعِشاً كُلَّ المَعاني بِنَظرةٍ
وتُعيدُ منها ما تَدَكدَكَ وانمحى
لن يَستطيعَ الدهرُ خلعَ مَودَتي
قسماً بفجرِكَ والهواجسِ والضُحى
فلحاظُ عينكَ لا يُفارِقُ مُقلَتي
وبهِ أَرى قلباً إِليَّ مُلوِّحا
حَذَّرتُ أقلامي وقلتُ لدفتري
لا يَذكُرا أَمراً لغيرِكَ مُفْرِحا
فتَوَقَفا عندي وَقالا مَوْثِقاً
عن كُلِّ ما شاءَ الهَوى لنْ نَبْرَحا
تَركَ الهوى بين العبابِ مَشاعري
وأَنا بَقيتُ على الضِّفافِ مُطَوَحا
سَلْ كُلَّ أَيامِ اللقاءِ مَنْ الذي
يَهفو لصاحبِهِ ويَشدو مُصفِحا
ولأَنَّكَ المَعشوقُ تَفتَعلُ القلى
لتميسَ ما بينَ القوافي وتَمْرَحا
قد كن أسلحتي التواضع والشذى
ومن التكبرِ كنتَ انتَ مُسَلَحا
وتَغَنجاً تَحلو بعينِكَ دَمْعَةٌ
وأنا دقيقٌ يَستَطيرُ مِنَ الرُّحى
فمَتى تزورُ الأمنياتِ برقَّةٍ
لتكونَ ما بيني وبينَكَ مْصلِحا يا لطيفَ الوَصلِ إنِّي قاطِعٌ
وصلكَ البَدرُ ولَيلي قد سَجى
فأَنرْ روحي فروحي قَدَّسَتْ
روحكَ العُظمى ويَهواكَ الحِجى
يا كريمَ الصفحِ لَيلي مُقرِفٌ
فَعسى صُبْحُك آتٍ أَبلَجا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق