.........................
محمد المطاوع تونس
.....................
كالبدر صورتها
كالبدر صورتها زهريّة الخدّ
مليحة بُعدها بُعْد على بُعدِ
نور تدفّق من إشعاع نظرتها
هوَى كصاعقة من قاصف الرّعد
أصاب من كبدي في العمق لوّعها
و القلب محترق و الصّبر لم يُجد
كالدّرّ بشرتها كالصّبح طلعتها
منارة وقدَتْ في ظلمة تهدي
أنيقة سحرت عقلي فحنّ لها
و بات يبني لها صرحا من المجد
لو كنت أعرفها بالقرب أُلبسها
تاجا و أهدي لها فلّا كما أهدي
لها الورودَ و أهدي ما يناسبها
و ما أرى أنّه مستأثَرٌ عندي
أهدي لها باقة من نبض أوردتي
أهدي لها منتهى الأشواق و الودّ
اِنساق لمّا تجلّى حسنُها قلمي
يهذي و خالفني لم يحترمْ وعدي
عاتبته غاضبا لم يعتبر غضبي
و قال : عذرا أنا باقٍ على العهد
لو لم تكن سببا ما خضت ملحمة
و لا جرَتْ دمعتي مستنزفا جُهدي
أشهدتّ محبرتي قالت : أسانده
في الحقّ لا أسْتَحي في الهزل و الجدّ
و أنت يا كنّشي هلّا تناصرني
فلامني قائلا : بالرّأيِ لا أبدي
و ضاحكا مدّ لي مسودّة حملت
خطّي و ختمي فلم أقدرْ على الرّدّ
أنا الأسير و حكم الأسر أيّده
قلبٌ معنّى بما يلقاه من صدّ
لا من يعادلني في الحزن منزلة
أصارع الهمّ في زنزانتي وحدي.
محمد المطاوع تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق