........................
محمد الفضيل جقاوة
....................
أحلام محطمة ..
.
ــ إليها في أصرح الصدود التي لا تهوي ..
.
دعيني أمارس طيشي ..
دعيني أمارس في مقلتيك جنوني
دعيني أخفّف بعض شجوني ..
دعيني أحلّق فوق مهاوي انكساري
ألاحق أحلاميَّ الشاردات ..
دعيني ..
دعيني أعيش الطفولة في ناظريك ..
رجاء حبيبة قلبي ارمقيني ..
فما ذقت طعم الطفولة يوما ..
أنا ما ركضت وراء الفراش ..
و لم اقتن الأنجم الزّاهرات ..
و لم أصغ ليلا لبعض الحكايا ..
تهدهد قبل الهزيع جفوني ..
رجاء حبيبة قلبي افهميني ..
لقد صيّروني أوان الصّبا رجلا
يدمن الصّمت جلمود صخر ..
و يقرأ في أعين الآخرين صنوف اللغات ..
يلبّي أوامرهم ومض برق ..
لكم سفها أرهقوني ..
لقد كنت آتي بها صاغرا
دون سؤْل يخفّف وخز ظنوني ..
و قال أبي ناصحا ذات بادرة يصطفيني :
على مضض قبّل الكلب في فمه
إن أردتَ بلوغ المآرب
غنّ لقرد هزيل مشين
هو النّصح في الزّمن العربي الهجين
دعيني أمارس طيشي رجاء ..
دعيني أخفف بعض شجوني
لقد كان لي في الصّبا ألف حلم جميل
و كنت أراها تموت تباعا ..
و تهوي ..
و شيخ القبيلة منتشيّا بانكسارات طفل ..
يموت التياعا للمسة حبّ ..
لضحكة عيد
لقبلة أم ..
لكوب عصير يبدّد في ليل تموز لفحي
و يبعث في النفس بعض اليقين
دعيني أخفف بعض شجوني
أنا مذ درجت ..
رآني أبي أكبر الطائشينْ
فكم مرة كان يسعى ..
يكسّر نايي ..
يراضي بفعلته الصالحينْ
و كنت إذا ما سعيت أدندن ينهرني ..
مستعيذا بربّ الورى من فسوقي
و من فعليّ الهمجي اللعينْ
و إمّا سعيت أصفّر بشرا فتلك مزامير جنّ
بها قد أصاب بنوبات صرع ..
بمسّ .. عصيّ على العارفين جنوني ..
دعيني أمارس طيشي ..
أخفف بعض شجوني ..
لكاهننا الهمجيّ معي يا حبيبة قلبي ألوف الحكايا
تعالي انظري مشتلات ندوب بجسمي
كبرت .. و لمّا تزل شاهدات
على الجرم في حق طفل بريء
أبى أن يكون ذلولا ..
يردّد كالببغاء ورود المساء
و يحفظ أشعار أسياده السابقين
و كنت أرى ما يقوله زيفا و مينا
و كنت أرى الله مثلي ..
يحبّ الطفولة ..
يرحم أبناءه الطيّبين
و يدخلهم جنّة الخلد يوم اللقا أجمعين
دعيني أمارس طيشي ..
دعيني أخفف بعض شجوني ..
و قولي: ترى ما الأمومة ..
ما شكلها ..
ما تراها تكون ؟؟
أنا لم أذق طعمها أبدا ..
صدّقيني ..
فأمّي و ربّك ماتتْ قبيل انتحالي
و كانت و ربّك كاللات ..
يسعدها أن تراني أنوح
و أذرف سمّ المعاصي مزيجا بدمعي الهتون
تحطّم ما شاده الله يوم براني
و تصنع منيَّ مسخا غريبا
له ألف شكل و لون
تمارس فيَّ انكساراتها السابقات
و تنفث من غير وعي
مآسيّ ماض شقيّ حزين
دعيني أمارس في مقلتيك جنوني
دعيني أخفف بعض شجوني
لقد كنت منذ الطفولة
أحلم أن أعتلي المجد صقرا
أصدّ الأعاديّ عن وطني العربيّ الكبير
و أقصم كل مريب خؤون
و كان لأحمد منّي حنين و أيّ حنين
لكم كنتُ تيها أراني عليّا
أراني الحسين
لـ ( ناصرَ ) كان ولائي ..
و كنت أراه امتدادا لأحلى القرون
و منه اعتنقت العروبة دينا
و كان لوحدتنا في الفؤاد فتون و أي فتون ..
يثير بليلي المواجع .. يحيي الشجون
أنا مذ درجتُ تمنّيت تقبيل ( ناصرَ ) حبّا ..
تمنّيت شربة ماء من النّيل ..
تطفئ حرّ الحنين
و كم كنت أهفو للقياك ساع الغروب
على ضفّتي دجلة الخير ..
أشدو لحوني ..
و كنت أراك هنالك في الشّام فاتنة
تستبيني ..
تحنّ إلى القدس ..
نصغي .. و فيروز صادحة للمسيح
لمسرى النبيّ الأمين ..
لكم كنتُ أرسمك خلسة
حين تزحف كسلى سدوف الظلام
على الرمل سيّدة تحتويني
ضفائرها عتمات تغطّي الجزيرة ..
تمتدّ شرقا و غربا ..
ترفّ على وطني العربي الكبير سلاما
و أرسم وجهك شمسا تضيء ربوعي
تجلي الدّياجر ..
تجلي الضباب الـ .. تراكم فوق الحزون
و أرسم صدرك عاصمة لبلادي ..
هناك أرمّم كلّ انكسارات ذاتي ..
ألملم شعث جراحي ..
أعود اليَّ ..
فيبدأ عمري ..
ألاقي سنيني ..
أعانق احلاميّ المنهكات
و قد أمنتْ عاديات الكلاب
فكم طاردتها تُراضي بمصرعها ملكا
لم يزل يشتهي آهتي و أنيني
و يرشف من أدمعي نخب عاهرة نصّبته سفاحا
فلمّا يزل رأس يحي لديها نديّا
و قد جبلت منذ نوح على الرقص
في حفلات المنون
دعيني أغنّي مواويل عشق
لصنعاء ورْدَ صباح
فمنها و ربّك بدء الحكاية ..
دعيني ..
.
محمد الفضيل جقاوة
في: 06/04/2022

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق