..................
د.صالح العطوان الحيالي
...................
من وصايا الصديق رضي الله عنه لقادته
------- د.صالح العطوان الحيالي
وصايا الخلفاء الراشدين لمعيتهم سواء كانوا قادة الجيش أو قضاة أو عمال على الأمصار كانت كلها حكم شاملة لامة بكل المواضيع ومن هذه الوصايا وصيته إلى يزيد بن ابي سفيان الذي كان اول قائد من قادة الجيوش الاسلامية الاربعة التي جهزها الصديق رضي الله عنه الى الشام ، وهذه الوصية تحتوي على حكم رائعة في مجالي الحرب والسلم ، وأثناء توديع الجيش اوصى الصديق رضي الله عنه يزيد وقال له : " إني قد وليتك لأبلوك وأجربك وأخرجك ، فإن احسنت رددتك إلى عملك وزدتك ، وإن أسأت عزلتك ، فعليك بتقوى الله فإنه يرى من باطنك مثل الذي من ظاهرك ، وإن اولى الناس بالله اشدهم توليا له ، وأقرب الناس من الله أشدهم تقربا بعمله ، وقد وليتك عمل خالد ( يعني خالد بن سعيد بن العاص ) ، فإياك وعيبة الجاهلية ( يعني التعصب ) ، فإن الله يبغضها ويبغض اهلها ، وإذا قدمت على جندك فأحسن صحبتهم ، وأبدأهم بالخير وعدهم أياه ، وإذا وعضتهم فأوجز فإن كثير من الكلام ينسي بعضه بعض ، واصلح نفسك يصلح لك الناس ، وصل الصلوات لاوقاتها بإتمام ركوعها وسجودها والتخشع فيها ، وإذا قدم عليك رسول عدوك فأكرمهم ، وأقلل لبثهم حتى يخرجوا من عسكرك وهم جاهلون به ، ولا ترينهم فيروا خللك( يعني لا تطلعهم عى عيوبك ) ، ويعلموا علمك ، وأنزلهم في ثروة عسكرك ( يعني يروا قوة المسلمين ) ، وامنع من قبلك من محادثتهم وكن انت المتولي لكلامهم ، ولا تجعل سرك لعلانيتك فيخلط أمرك ، وإذا استشرت فأصدق الحديث تصدق المشورة ، ولا تخزن عن المشير خبرك فتؤتى من قبل نفسك ، واسمر بالليل في اصحابك تأتك ألأخبار ، وتنكشف عندك ألأستار ، وأكثر حرسك ، وبددهم في عسكرك ، وأكثر مفاجأتهم في محارسهم بغير علم منهم بك ، فمن وجدته غفل في محرسه فأحسن أدبه ، وعاقبه في غير إفراط ، وأعقب بينهم في الليل ، واجعل النوبة الاولى اطول من ألأخيرة ، فإنها أيسرهما لقربها من النهار ، ولا تخف من عقوبة المستحق، ولا تلجن فيها ، ولا تسرع اليها ، ولا تتخذ لها مدفعا ، ولا تغفل عن اهل عسكرك فتفسده ، ولا تجسس عليهم فتفضحهم ، ولا تكشف الناس عن اسرارهم ، وأكتف بعلانيتهم ، ولا تجالس العباثين ، وجالس أهل الصدق والوفاء ، وأصدق اللقاء ولا تجبن فيجبن الناس ، وأجتنب الغلول فإنه يقرب الفقر ، ويدفع النصر ، وستجدون أقواما حبسوا أنفسهم في الصوامع فدعهم وما حبسوا أنفسهم له "... لله درك يا ابا بكر الصديق رضي الله عنك وارضاك ......
المصادر
فتوحات الشام
حياة الصحابة
أبو بكر الصديق
الطريق الى دمشق
الكامل في التاريخ
تأريخ الرسل والملوك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق