....................
مدحت رحال ،،،
...................
نظرة في آية
__________
دقة التعبير وعمق الدلالة في القرآن ،
(( ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الارض ،
تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة ، والله عزيز حكيم )) الأنفال ٦٧
هذه الآيات من سورة الانفال تتحدث عن معركة بدر وقتال المشركين ،
ونلاحظ ان هذه الآية تخاطب الرسول عليه الصلاة والسلام ب/ النبي وليس الرسول ،
وكما نقول دائما بأننا إذا اردنا أن نفهم آية سواء من حيث التفسير أو البلاغة والبيان فعلينا أن ننظر إلى ترابط الآيات ودلالاتها ،
وبنظرة إلى ما سبق هذه الآية وما تلاها نرى أن الخطاب الرباني للرسول عليه الصلاة والسلام جاء بلفظ / النبي ،
ذلك بأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان في هذه الآيات بصدد قتال المشركين ولم يكن في موضع بلاغ وان الآيات السابقة واللاحقة لهذه الآية كان الخطاب فيها : يا أيها النبي ،
فجاءت كلمة ( النبي ) في هذه الآية منسجمة مع تلك الآيات ،
هذا من حيث توافق الألفاظ ،
وفي الآية ملمح بياني آخر :
ذكرنا في منشور سابق الفرق بين الرسول والنبي ،
وقلنا : إن كل رسول نبي
وليس كل نبي رسولا
هذه الآية تقول :
( ما كان لنبي أن يكون له اسرى حتى يثخن في الارض )
ولو قالت : ما كان لرسول أن يكون له أسرى
لفُهِم من ذلك أن النبي الذي ليس هو برسول يمكن أن يكون له أسرى ،
فجاءت كلمة ( النبي ) لتشمل الرسول والنبي غير الرسول ،
وهذا من دقة الإستعمال لدلالات الألفاظ في القرآن ،
والحمد لله رب العالمين
مدحت رحال ،،،

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق