.....................
باسم العراقي
................
قراءة تحليلية عجولة في نص ادناه للشاعرة السورية " سارة سليمان"
النص :
(( أعاتب شوقي
المنثور ك كحل
في عيون غزالة
وعطر حبي
يمدُ نشيده
من وجعٍ قديم
إلى عمرٍ
مخضب بالتعب
وفي براري
القلب
ينمو شوقه
ك نخلة،، وك قبلة
ما بين أعشاب
البيادر،،،،
والدروب تفرُ
من قدمي
صوب بلادٍ
بعيدة . ))
القراءة :
بنية النص الظاهرية :
ـ اللغة هادئة الوقع بلاتكلف لولا تلك ( الواو ) العاطفة قبل الاشارات ( وعطر ، وفي ، وكقبلة ، والدروب ) مثلت انعطافات في مجرى انسيابيتها ، ادت الى شئ من الحد في تدفقها ( قبل / بعد) النطق بها ، كما انها اظهرت جسد النص وكأنه مركب من 4 اجزاء وهذا غير ماهو عليه، فالنص اذا ما اغفلنا تلك الواو هو صورة معنوية واحدة مشكّلة من اربع صورة فرعية متلازمة ( حس مكانياً ) بتماسك دلالي متين غير محتاجة لرابط ظاهري كتلك الواو بمعنى ان النص ظاهريا هو مسرحية من فصل واحد في احداثه وسيرورة قصديته ، جعلتها الواومن 4 فصول لا لشئ الا لان الشاعرة حرصت على عدم ايقاع القارئ في ضبابية فهم الانتقال من صورة فرعية الى اخرى ،
ـ الدلالة المعنوية للاشارات اللغوية :
البنية المعنوية للغة تتوزعها
اولا ـ اشارات حسية ( وهي ذات دلالة نفسية تعتمل في اعماق الشاعر ولها اسقاطاتها على واقعها الحياتي ) ومن هذه الاشارات :
( اعاتب، شوقي ، المنثور ، كحل ،عطر، حبي ، نشيده، وجعٍ قديم ، التعب ، قبلة )
كلها ذات معاني تدور حول مفهوم البعد ، الحنين ، العزلة وهّذه تكافؤمفهوم الغربة
ثانيا ـ مكانية ( غزالة ، براري ، اعشاب البيادر ،الدروب ، بلاد بعيدة )
وهي ترسم ملامح مكان غير ثابت المعالم ولا الحدود ، يقبع خلف المجهول :
( الدروب تفرُ
من قدمي
صوب بلادٍ
بعيدة . )
ودلالات هذه الاشارات تكافؤ دلالة الغربة المكانية
وبتجميع الدلالتين المكافتتين اعلاهما للغربة:
غربة نفسية + غربة مكانية = غربة وجودية وهي ماتعاني منها الشاعرة.
باسم العراقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق