.............
عادل الطرابلسي
..............
- دُمُوعٌ مِنَ الْيَاقُوتِ –
شعر: د. عادل الطرابلسي/ ديوان "عبير الروح"
يَا ذَارِفَ الدَّمْعِ، تَبْكِي صَاحِبًا غَدَرَ
إِنَّ الدُّمُوعَ عَلَى الْأَوْغَادِ خُسْرَانُ
هُمْ جَمَّلُوا الْوَجْهَ بِالْبَسْمَاتِ أَقْنِعَةً
وَجَوَى الْقَلُوبِ مِنَ الْأَحْقَادِ بُرْكَانُ
أَنْتَ الْمَلاَكُ إِذَا أَضْحَيْتَ تَسْمَعُهُمْ
وَإِذَا ذُكِرْتَ، فَمَكْرًا، أَنْتَ شَيْطَانُ،
تُبْكَى الْأُسودُ الَّتِي صَانَتْكَ صَادِقَةً
كَيْ لاَ يَطالَكَ، في ذَا الْكَوْنِ عُدْوَانُ
وَغَدَتْ لِأَجْلِكَ فِي الْهَيْجَاءِ ضَارِيَةً
وَالنَّارُ تَقْدَحُ فِي الْعَيْنَيْنِ، عُنْوَانُ
وَذُؤَابَةُ السَّيْفِ مِثْلُ الْجَمْرِ تَلْتَهِبُ
تَحْمِي حِمَاكَ، فَلاَ إِنْسٌ وَلاَ جَانُ
أَمَّا القَوَارِضُ، لاَ أَسَفٌ إِذَا انْدَثَرَتْ
هَلْ تَسْتَحِقُّ عُطُورَ الْوَرْدِ جُرْذَانُ
قَدْرُ الدُّمُوعِ إِذَا مَا قُورِنَتْ بِدَمٍ
أَغْلَى وَأَعْظَمُ مِمَّا نَزَّ شِرْيَانُ
فَاحْفَظْ دُمُوعَكَ لاَ تَبْخَسْ لَهَا ثَمَنًا
أَتُهِينُ دُرَّكَ تُهْدِيهِ لِمَنْ خَانُوا
دَمْعُ الْكِرَامِ، كَمَا الْيَاقُوتُ مَنْزِلَةً
هَلْ يَجْمَعُ الْرَّمْلَ وَالْيَاقُوتَ مِيزَانُ؟
إِنَّ الْيَوَاقِيتَ بِالْقِيرَاطِ تُحْتَسَبُ
وَالرَّمْلُ وَزْنُهُ، عِنْدِ النَّاسِ أَطْنَانُ
فَاشْكُرْ إِلَهَكَ، قَدْ نَقَّاكَ مِنْ دَنَسٍ
وَاذْكُرْ لِرَبِّكَ، فَضْلاً، أَنَّهُمْ بَانُوا
وَاحْمَدْ إِيَاهُ بِأَنْ أَشْفَاكَ مِنْ سَقَمٍ
أَنَّى تَنُوحُ زَوَالَ السُّقْمِ أَبْدَانُ
تَهْمِي الدُّمُوعُ عَلَى مَنْ وِدَّنَا حَفِظُوا
أَمَّا اللِّئَامُ، فَسُحْقًا، لَيْتَ مَا كَانُوا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق