الجمعة، 25 مارس 2022

 ....................

أمجد عواد

................




طلّقْتها في الحلم دون نيّةٍ
وهل طلاق الحلم ليس خالعُ
ساءلتُ شيخاً ما جواب هذهِ
وهل منامي في الحياة واقع
أجابني بعد السؤال أنت قلْ
ماذا تجيب أيّها الموادعُ
فقلتُ لو أصبحتُ شيخاً مفتياً
ما جئتُ أيّها العجوز الضائعُ
قد كان فيما مرَّ علمٌ نافعٌ
واليوم صاد العلمَ عقلٌ طامعُ
ما جدَّ في علمٍ ولا في نقله
والحُكْمُ يصنع اللِحى يا راكعُ
منذ متى الجمهور قاده الهوى
أمِن عصور الجنّ يا جوامعُ
أين رجال الدّين إلّا في سجو...
ن ٍ أقبرتْ أصواتهمْ إذ مانعوا
لم يبقَ إلّا كاذبٌ أو خائنٌ
أو جاهلٌ أو قاتلٌ أو خانعُ
أين العقول نائمةٌ يا سامعٌ
فالناس تحت الجهل قد تنازعوا
يا بنت أعوج التي تدافعتْ
ما نَفْعُنا لو مات فينا الدافعُ
عذراً عذراً يا أبا عبيدةٍ
قد أصبحتْ يرموك لا تصارعُ
ماتتْ غداة مُتَّ دون إذنكَ
والأرض دكّتْها ضحىً مدافعُ
والعُرْبُ أغرقوا العلوم والحمى
في نفطهمْ ثم اكترانا الطامعُ
وكلّ طفلٍ مسلمٍ من الشما...
ل والجنوب ضامئٌ أو جائعُ
وكلّ من يأبى انصياعاً لا يُرى
إلّا عِظاماً حين يبنى الشارعُ
قد قطّعوا الأيديْ بلا تُهمةٍ
ثمّ ادعوا إنّ القضاء بارعُ
في أرضنا المُجْنى عليه خائنٌ
والمعتدي على دمٍ مدافعُ
لم يصبحِ الخوّانَ إلّا بعدما
جثتْ على أحكَامِنا المراجعُ
والشعب مخنوقٌ بحكّامٍ حنوا ،
في خَنقهمْ و عيشهمْ تقاطعُ
في موطني بيت الحمام صاغرٌ
لو طيره ناح غزاه المانعُ
كم دمعةً في عينه تسرّبتْ
لأنّ خصْم العُرْب خصْمٌ ناصعُ
نراهُ ليلاً أو نهاراً ماشياً
وجيشنا أحلامه يباضعُ
لإنْ سألْتَهُ عن الحمى بكى
وقال إنّ الله من يدافعُ
ونحن جيشٌ لا نريدُ فتنةً
والحُكْم لله القويِّ راجعُ
ذريعة الأشبال ذلّتْ أمّةً
لذا وذا تأتيهمُ الفواجعُ
فمن يردْ حرباً يُقِلْ عِلّاتهُ
والموت دون العِرض موتٌ رافعُ
نأبى الهوان قبل حطِّ سوطه
فإنْ جُلِدْنا جِلْدُنا يطاوع
والحاكم الجهول يعلي شأنهُ
حين يرينا كاتباً يخادعُ
فأين المقالع التي ما أُقْفلتْ
أم أين تلك الدور والمصانعُ
أو هل فتحْنا في البلاد معملاً
حتّى نقول أُغلِقتْ يا راقعُ
تنْمية الأوطان عهدٌ ما انجلى
عند بني الأصفر يا ضفادعُ
وفي بلاد النفط إنّهُ مضى
أو لم يكنْ واسْألْ رجالاً بايعوا
ألفاظنا عاشتْ يتيمةً وما
نظّم أخبار النضال ساجعُ
ماذا نقول لو أتانا حاصدٌ
يحصدُنا أو حامتِ النوازعُ
راياتنا غاراتنا قد أُغْفِلَتْ
وقوّضَ المواضيَ التنازعُ
ومات علم المسلمين خائفاً
حين تولّى أمرَنا مزارعُ
ماذا نرى يا موطني سوى الثرى
فالمُنتدى كأنّهُ البلاقعُ
لا عالمٌ أو جاهلٌ أفادنا
والحقُّ في كَبْد السماء ساطعُ
والعلماء الأتْقياء قُطِّعوا
حتّى بكتْ أشلاءهمْ مدامعُ
أين ابن خلدون الذي أنارنا
أو أين أمثالهُ هلّا تابعوا
أو أين مالكٌ وابن حَنْبلٍ
أو مَن علومهمْ حذوا وضارعوا
أو أين عقل الشافعيِّ مخبِرٌ
ومن أبو حنيفة المضارعُ
أين ابن حيّان معلِّم الورى
ما الكِيْميَاء إذ نُهاهُ راجعوا
ماتوا جميعاً فانتهى بموتهمْ
سَنامنا واستفحل المخادعُ
إنّ الصحيح أن نرى طريقنا
ونُرجِعَ العِلْمَ ومَن يطالعُ
ونملأ الساعات جِدّاً واسعاً
ونقهر العادات أو مَن خادعوا
فالليل ليلٌ حيثما رأيْتهُ
مثل النهار والنهار نافعُ
فَسِرْ نهاراً واسترحْ ليلاً ولا
تسمعْ مقالة الذي يقاذعُ
وكنْ كليثٍ يعتلي أعداءهُ
أو فيصلٍ لفَصْلِ مَنْ يقارعُ
ذا ركْبُنا ما زال تحت شمسنا
ولن نراهُ فوقها يا سامعُ
ما دام فينا حاكِمٌ كحيّةٍ
يلدغ رأسنا ولا ندافعُ
وجاهلٌ يعلي بيوت جَهْله
وعالمٌ في سجنه يبايعُ
فالعلم فخرٌ أينما أدركتَهُ
والجهل ذُلٌّ أينما يوادعُ
فكنْ فتىً علّامَةً تهوى العلا
أو مُتْ كما مات عدوٌّ لاذعُ
لولا العلوم ما رأينا بعضنا
ليلاً وما رآكَ خصمٌ خادعُ
فالناس إمّا عالمٌ منعَّمٌ
أو جاهلٌ مخشوشنٌ أو خانعُ
خير الثلاثة العليم إنْ قضى
والآخرون لو كتاباً طالعوا
ثمّ تعلّموا حدود الملتقى
ثمّ مشوا خلف الهدى وتابعوا
جميع الحقوق محفوظة
أمجد عواد
25.03.2022


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق