الأحد، 13 فبراير 2022

 ..................

ربيع دهام)

.........



(صفحاتٌ تحرقني / ربيع دهام)
أخبرني
ماذا يفعل العتبْ
لمن تغيّرَ
مِن دونِ سببْ
لو إنّي قد جرحتُهُ
أو إنّي قد أذيتُهُ
سوف لن أُصدَمُ
إذا يوماً
عليّ غضبْ
أخبرني
ماذا يفعل العتبْ
لمن ابتعدَ مثل الشمسِ
وجافاني
وترك ليلَه يعبثُ
كالصمتِ بأحزاني
وحذفَ كلامَه
عن رسائلَ بريدي
وأمحا عن دليل هاتفِهِ
عنواني
حتى صوتي
ما عاد قطعاً يذكرُهُ
حتى إسمي
نسي كيف يكتبُهُ
حتى منزلي
ما عرف السلوانَ
يوم غاب عن دربه
منزلُهُ
ووقفتُ أتفرّج كالسنبلةِ
على ضياعِ أحلامي
إن أرسلتُ له السلامَ
لا يردّ إليَّ سلامي
وغرق قلبي
في قعر الفراقِ
ومثل بكاءِ الأطفالِ
بكى
وأبداً ما لقلبٍ غيره
اشتكى
صدري وحيدٌ
فأين ذاك الذي كان ينصره
يأتي إليه من خلفِ الضبابِ
وبين الذراعين يغمره؟
"كيف حالك؟"
"لماذا دمعك؟"
"لماذا حزنك؟"
"لما تبكي؟"
"لما تئن؟"
" لما تنوح؟"
أبداً ما عاد يسألُهُ
ينكرُ أياماً
بالمحبةِ جمعتنا
ويهربُ بعيداً
وبعيداً جداً
إذا ظلي منه اقتربْ
أخبرني
ماذا يفعل العتبْ
غير أنه
يوقد النارَ
تحت أعوادِ أوهامي
وأحكي ... وأبكي ...وأبوحُ
ويترنّحُ
كرجوعِ الموجةِ
كلامي
ويحرق قلبي
برودةُ الإحساسِ
في صقيعِهِ
وتضيع مثل أحلامَ المشرّدين
أيامي
صفحاتٌ
تحرقُني بماضيها
وتتيتّمُ على شواطئ الحبرِ
أقلامي
لمن أكتب...لمن أشكي
لمن أقول
فارسٌ أنا
أسقطني هو
عن صهوةِ حنينه
ثم صنع
مِن تاريخ صداقتنا
ومِن تاريخ حبِّنا
تمثالاً من عظامِ
وراحَ يحكي عني في آتونِ
الساحاتِ
وفي البيوتِ
وفي الطرقاتِ
"هنا تحدّثنا
وهنا سهرنا
وهنا لعبنا
وهنا بكينا
وهنا ضحكنا"
وهنا ...
هنا تباعدنا
وهنا افترقنا
وهنا
هنا أضعنا بعضنا
من دون ذريعةٍ
أو علةٍ أو سببْ
فيا...يا للعجبْ
أألومك؟
أأعاتبك؟
أأزجرك؟
كيف وأنا أحبكَ
كيف وقلبي المجروح منك
لا يعرف كرهاً
أو بغضاً
أو غضبْ؟
أخبرني
أخبرني
ماذا يفعل العتب؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق