.................
الجزء الاول من جن المقابر مرسي علي الغلاف الروعة يا أمل
# سحر الكابلا عند ال ي هو د
أتمني تعجبكم
تلبدت السماء بالسحب وتوارت خلفها الشمس بدا من مظهرها أنها ستمطر بشدة، وقفت (نوال) خلف الستائر تراقب الطقس وعينها تنظر تارة إلى بندول الساعة وتارة أخرى تعود وتنظر من خلف الستائر إلى تلك السحب التي ظهرت حبلى بالأمطار، بدت عليها علامات الشرود؛ كان يقف بجوارها ابنها (آدم) وهو ينادي "أمي أمي" ولكنها لم تنتبه له حتى اقترب منها وتعلق بطرف ثوبها حينها انتبهت إلى وجوده فنظرت له وارتسمت ابتسامة على وجهها وقالت له في صوت يملأه الحنان:
- نعم يا (آدم) ماذا تريد يا حبيبي؟
قطب حاجبيه ورد عليها وقد بدأت علامات الخوف جليه على وجهه:
- لقد ناديت عليكِ كثيرًا ولكنك لم تجيبي.
رتبت بيدها علي رأسه وقالت:
- عذرا يا (آدم) لم أنتبه لكَ.
امتلأت عينها بالدموع وجالت بنظرها إلى السماء وفجأة سمعت صوت ينادي عليها، انتبهت للصوت ونظرت إلى مصدره فوجدته (مصطفى) زوجها، ارتسمت ابتسامة على وجهها وقالت له:
- منذ متى وأنتَ هنا؟
رمقها (مصطفى) بنظرة حزن وقال:
- إلى متى يا (نوال) ستظلين هكذا، إلى متى ستكلمين نفسك!
صمتت (نوال) ثم قالت:
- أتظن أني مجنونة!
أجابها (مصطفى):
- هوني عليكِ حبيبتي، لستِ أول أم تفقد ابنها.
تلقف قلبها تلك الكلمات فأشعلت النيران فيه وأصابتها نوبة من البكاء وهى تقول:
- ولكن كيف أنا أراه دائمًا، أشعر بأنفاسه.
أرتمت بين زراعي (مصطفى) وهى تبكي، اختنق صوته وهو يقول لها:
- حبيبتي هوني عليكِ إنها إرادة الله أن يموت هكذا فمنذ أن دفن وأنتِ لا تكفين عن البكاء، لا بد وأن نرضى بقضاء الله.
رمقته بنظره حزينة وتركته وذهبت إلى غرفة أبنها (آدم)، منذ رحيله وهي تذهب إلى غرفته تشتم رائحه ملابسه وتقوم بتنظيف غرفته كل يوم، جلست على السرير وضمت ركبتيها إلى صدرها وراحت تزرف الدمع حتي غلبها النوم وعندها رأته كان يقف على باب حديقة غناء ولكنه لا يستطيع الدخول، لها نادت عليه ولكن صوتها لم يتجاوز حنجرتها، حاولت مرارًا أن تقترب منه ولكن كلما اقتربت تشعر بأن هناك شيء يعزلها عنه، وكأن هناك حجاب بينهما لا تستطيع تجاوزوه، استيقظت من نومها وهي حزينة لا تعلم ماذا تفعل، عندما رأتها الخادمة في هذه الحالة حاولت أن تخفف عنها وراحت تسألها عن ما يؤرقها، حكت لها عن ما رأته في منامها، استمعت لها الخادمة وما لبثت أن قالت لها:
- هوني على نفسك يا سيدتي وسوف أقص رؤيتك لشيخ يقطن بالقرب من منزلي.
تهلل وجه (نوال) وبدت علامات الارتياح عليه وقالت لها:
- أتمنى أن تحكي له عن تلك الرؤية التي أراها في منامي وفي يقظتي، فأنا أراه دائمًا وطيفه لا يفارق خيالي.
ابتسمت الخادمة ووعدتها بأنها ستحكي له عن كل شيء وفي الظهيرة توجهت الخادمة إلى منزل الشيخ سيد وما أن دلفت إلى الحجرة التي يجلس بها وحكت له عن ابن السيدة (نوال) الذي تم اختطافه وبعد رحلة بحث استغرقت أكثر من أسبوع تم العثور عليه مذبوحًا وملقي بالقرب من مقبرة، الجريمة كانت بشعة لم تتحمل السيدة خبر وفاة ابنها الذي تم ذبحه كقربان للشياطين، بدأت تتحدث معه بعد وفاته بل وتقسم أنها تراه، رمقها الشيخ (سيد) بنظرة ثم ضيق عيناه وقال لها:
- هل معكِ شيء كانت ترتديه؟
مدت يدها في حقيبتها وأخرجت قطعة من القماش بيضاء، وأخرجت منها قصاصة من شعر السيدة (نوال) أمسكها (سيد) وتمتم عليها بكلمات غير مفهومه ثم ألقى بها في موقد كان أمامه فإذا بلهيب من النيران لونه أزرق يشتعل في خصلة الشعر، سرى الخوف في قلب الخادمة ثم مد الشيخ (سيد) يده بعد أن انطفأت النيران وأخرج خصلة الشعر من النيران وقال:
- يبدو أن هناك مشكلة كبيرة تواجه سيدتك، أريد أن أراها في أقرب وقت.
حركت الخادمة رأسها دليل على موافقتها ثم تمالكت أعصابها وتركته ورحلت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق