الجمعة، 11 فبراير 2022

 ...........

عادل الطرابلسي/ ديوان "عبير الروح".

...........



- غَارِسُ الشَّوْكِ –
- شعر: عادل الطرابلسي/ ديوان "عبير الروح".
لاَ تَغْرِسِ الشَّوْكَ فِي دَرْبٍ وَإِنْ ظَلَمُوا
فَلَعَلَّ سَاقَكَ، يَوْمًا سَوْفَ تّمْشِيهِ
فَتَرَى خُطَاكَ بِهَذَا الشَّوْكِ عَاثِرَةً
مَنْ يَغْرِسِ الشَّوْكَ حَتْمًا سَوْفَ يُدْمِيهِ
لاَ تَأْمَنِ الدَّهْرِ، كَمْ مِنْ صَاحِبٍ غَدَرَ
أَلْقَاهُ كَالْوَحْشِ فِي أَقْصَى مَهَاوِيهِ
فَاصْنَعْ جَمِيلَكَ يَوْمًا سَوْفَ تَحْصِدُهُ
إِنْ أَنْكَرَ النَّاسُ فَالرَّحْمَانُ رَاعِيهِ
مَهْمَا يَطُولُ صَفَاءُ الْأُفْقِ تَنْظُرُهُ
يَوْمًا سَتَشْهَدُ عَصْفَ الرِّيحِ غَاشِيهِ
وَتَرَى الرُّعُودَ بِهَذَا الْأُفْقِ غَاضِبَةً
وَتَرَى الْبُرُوقَ بِجَمِّ النَّارِ تَرْمِيهِ
فَاجْعَلْ أَكُفَّكَ أَشْذَى الْوَرْدِ غَارِسَةً
وَاحْرُسْ نَبَاتَكَ، مِلْءَ الْحُبِّ تَسْقِيهِ
وَاتْرُكْ إِلَهَكَ يُجْزِي النَّاسَ مَا فَعَلُوا
فَاللهُ وَحْدَهُ هَذَا الْكَوْنَ مُنْشِيهِ
مَا أَغْرَقَ اللهُ مُوسَى، دُونَ مَرْكَبَةٍ
وَالْمَوْجُ، يَزْأَرُ رُعْبًا فِي أَعَالِيهِ
وَاللَّيْلُ يَغْمُرُ بِالظَّلْمَاءِ عَالَمَهُ
وَالْحُوتُ فِي الْيَمِّ حُرًّا سَابِحًا فِيهِ
بَلْ أَغْرَقَ اللهُ فِرْعَوْنًا وَزُمْرَتَهُ
مَا كَانَ جَيْشُهُ بِالْآلاَفِ مُنْجِيهِ
هَلْ يَجْتَنِي الْخَوْخَ مَنْ يُمْنَاهُ قَدْ غَرَسَتْ
نَبْتَ الْحَنَاضِلِ، فِي أَيَّامِ مَاضِيهِ؟
أَمْ يَحْصِدُ الْقَمْحَ مَنْ بِالْأَمْسِ قَدْ نَثَرَتْ
كَفٌّ لَدَيْهِ رَمَادًا في أَرَاضِيهِ؟
مَنْ كانَ يَأْمَلُ مِنْ أَشْوَاكِهِ عِنَبًا
فَمِنَ الْعَقَارِبِ شَهْدًا سَوْفَ يَجْنِيهِ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق