................
في كلً بلدٍ ، كان لي ثمـةَ عـنوان
كالسَّراب ، غدا منسيّا وغلفهُ الــنسيــانُ
ولي في كلَّ الدروبِ ذكرياتٌ علىٰ
قـارِعـاتِها ،أَحـاجي رَسَمـهــا الـزمـــــانُ
فَكَما الربيعُ يعودُ في مـواسم لــه
علىٰ أعتاب الـخريف يـغفـو الـبَيْلســانُ
فالـعمرُ يَمضي ، فلا يومٌ يعودُ كما
الشبابُ خَـبباً يغادرُ ، ويـخبو الـعنفــوانُ
وتمعنُ الأقدارُ ، طَعنها في باكورةِ
حُبنا فتَنحسرالبَسَمات وتخبوا الألـــــوانُ
إنما ذِكراها باقيةٌ ،كقناديلَ تضيءُ
وَحدتي وتبعثثُ في ، غُربتي الأمــــــانُ
يانَسمةَ الصُبحِِ ، وألقِ الفَجر فيك
يَبتهجُ روضٌ ، وتشعُ سهول ووديـــــانٌ
وتـشمـخ جبـالٌ ذُراهــا تُــراقـصُ
غيوما تَسْبحُ بأمطارٍ ، غَلَّفها الــدخـــانُ
وتَخْتفي الذرىٰ خَلفَ حُجُبٍ وتـنـ
ـفرجُ أشرعةٌ للذِكْرىٰ يملؤها الــمـكـــانُ
يـاكـلَّ هـذا وكُـلّيِّ أنـتِ بــاقـيــــةٌ
مـابـقيَ الـقـلـب
يَـنبضُ ويـجري في الـجَسَدِ شُـريــــانُ
محي الدين الحريري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق