الأربعاء، 16 فبراير 2022

 ..............

طارق منور

................




#للشيطان زميل الحلقة ثلاثة و ستين
قتل عبد القادر انطوان الطبيب و المحقق ليدوفيك و يبدو ان قائمة القتل في ذهنه مازالت مفتوحة وقابلة للتوسع و كأن نهمه يزيد من قتل لٱخر و قد دفن معنى المشاعر والأحاسيس في قبر دخل في طي النسيان
أكمل عبد القادر مع ليدوفيك الذي وجد في اسفل الجبل عند حي لاكارتوش اين هوت تلك العجلة على سور فيلا لحسن الحظ انها لم تخلف ضحايا ٱخرين لكنها الهبت جزءا من البيت ....ومن حسن الحظ ايضا ان مسبح الفيلا افرغ ماؤه لإطفاءها لكن افراد عائلة لوموان ارتعبوا و صدم اولادهم وهم يرون في جوف العجلة جسدا مفحما قد التصق لحمه بمطاطها فلم يستطيعوا التفريق بين الجسد والمطاط فالكل أسود و مفحم ....بينما غادر بلط و الرجال كلهم الى مقر العصابة ...لكن عبد القادر احس انه يلزمه وقفة وحده ربما ليراجع ما كان منه و يفكر بما سيفعل مستقبلا ...وكأن الرجل أراد ان يستجمع قواه و يشحذ عزيمته للقادم ...ركب السيارة وحده وقال لبلط : لا تقلقوا علي ...سأعود ...بلط : لكنك لا تستطيع السياقة بذراعك المجروح ...عبد القادر : لا بأس الجرح بدأ يلتئم و ليس يوجعني كثييرا .....انتقل الرجل بين اضواء خافتة في الشوارع ....قطط هنا وهناك بعض المتشردين يفترشون الكارتون ...محطته الاولى كانت الكافيتيريا ....اين وقف على المحل وقد تفحم كل ما فيه ...كان شريط الشرطة مطوق المدخل ...دخل و بدأ ينظر في ثنايا المكان وقلبه يتعصر على ما ٱل اليه ....المكان الذي عاش فيه احسن أيام عمره....طأطأ على ركبتيه و صار يمعن فقابلته في الجدار المقابل صورة متوسطة الحجم تجمعه هو نعوم و بيدرو ....لكنها احترقت جهة ببدرو ولم يبق في الصورة سوى جزء صغير من وجهه ...وقف الرجل ...واتجه صوبها نزعها من الجدار ....مسحها ونزع حموما كانت تلفها ....نظر اليها وهو يبتسم ...ثم خبأها في جيبه .....هم بالمغادرة وحين وصل الى المخرج ...التفت ليلقي نظرة أخيرة و كأنه يودع ماضيه المزهر بلغة حزينة صامتة..بعدها غادر واتجه صوب مقر اقامته ....دخل المبنى القديم وصعد الى الطابق الثاني ....كان الهرج ساريا دوما في هذه البناية فسكانها اغلبهم مهاجرون منهم افارقة ...منهم برتغاليين ...منهم مغاربة ....صياح الاولاد.....صراخ وشجار الازواج ...صخب الموسيقى طول اليوم ....اعتاد عبد القادر على هذا الجو ...تقدم الى الاستوديو الذي عاش فيه!!!!! يا إلاهي ...لقد وجد الباب مكسورا ...ذهل الرجل و هرع مسرعا يلقي نظرة على الداخل فكانت صدمته كبيرة ....كل الاثاث مقلوب ....الثياب والاواني متناثرة في كل جهة الوسادات و الفراش ممزق و رائحة البول والبراز تزكم الانوف ....فجأة تذكر صورة جدته فالتفت ليراها في الجدار ...لم يجدها !!! اين هي ؟؟ كان الكادر معلقا وسط الحائط !!! مسح بعينيه اطراف المكان و فوق الارضية ...ليراها مقطعة و متناثرة اجزاؤها !!! الله أكبر !!! يا للهول ...تلك الصورة قطعت البحار معه من بوفاريك الى هنا ولم يصبها خدش ...صار كالمجنون المهوس جثي على ركبتيه و بدأ يجمعها جزءا جزءا و قد هاجت دواخله وصار يصرخ : كلاااااااااب ...اوغااااااد ......كان كالبركان الذي فارت حممه و تناثرت غير ٱبهة بما حولها ...خصوصا حين اشتم رائحة البول في تلك القصاصات ....ايها الاوباش والله لن أعتق فيكم نذلا ...كانت ثورة عبدالقادر ثورة المظلوم الذي ينتفض على ضيم جثم عليه ....وبينما هو يعدد الوان السباب والشتم لمن ٱذوه ..وقفت عجوز سبعينية عند الباب فأحس بشخص واقف يرمقه ولما التفت وكف عن عويله ...كانت العجوز ازميرالدا جارته ...تقدمت على استحياء ...مدت له ذراعيها كأنها توقفه فوقف ..عانقته العجوز و طبطبت على كتفه وهو يصيح : لقد ٱذوني يا ازميرالدا ..وهي تقول : لا تحزن يا بني لا تحزن ...الايام ستداوي جراحك...وبعد مشهد اللقى مع جارة برتغالية الاصل لم يقابلها عبد القادر منذ مدة ..سألها عبد القادر : من قام بهذا العمل الشنيع يا ازميرالدا ؟ ازميرالدا : كنت احدث زوجي غوستافو فتشجارنا وخرج مسرعا فلحقت به وعند عودتي ..وجدت امراة انيقة و معها رجل قوقازي ضخم الجثة دخلوا الى بيتك ..نظر الي ذاك الرجل بازدراء وقال : ادخلي الى ييتك يا شمطاء فدخلت وانا مرعوبة من نظراته وخشيت ان يعنفني ....عبد القادر : وكيف كانت تلك المرأة يا ازميرالدا ؟ ...ازميرالدا : كانت فيحاء جميلة كأنها ملاك ..سمراء البشرة و شعرها اسود ...عبد القادر : وهل حذاءها احمر ذو كعب عالي ؟!! ...فصاحت ازميرالدا : نعم هي بالذات ... كيف عرفت ذلك يا شقي ؟!! عبد القادر : هههه انها معرفة قديمة يا ازميرالدا....ازميرالدا : لم اعهدك زير نساء يا عبدالقادر كل المبنى يشهد لاخلاقك و سيرتك الطيبة..ما عرفك بهاته الأشكال يا ولدي!! ....نظر عبد القادر في العجوز مليا ورد : أنت على حق أنا من اقحم نفسه في علاقات نتنة ...ثم جمع قصاصات الصورة و انصرف رغم ان ازميرالدا الحت عليه ان يتناول معها كوبا من الشاي و يأكل بعضا من الكيك التي حضرته لزوجها غوستافو ثم امتنعت عن إعطاءه إياه .
بلغ خبر موت المحقق ليدوفيك الى مسامع شمعون بتلك الطريقة البشعة فقال لمحدثه : هذا لا يعني لي شيئا ...كلب مال وتخلصنا منه ...ما يهمني هو عبد القادر يا غبي ....الووو اين انت لم ارك منذ مدة حتى صرت اتصل بك وكأنك أنت الرئيس وانا المرؤوس ؟!!! المرأة الشريرة : عفوا سيدي لكني اجوب انحاء المدينة وابحث عن عبد القادر ....صاح فيها شمعون : هل ترينني باذنان طويلتان مثل الحمار حتى تقولي لي هذا الكلام ...او ربما ترينني عجوز تسعيني لعابه تسيح وهو لا يدري وانت ممرضته تسكتينه بأي كلام !! اسمعيني جيدا ايتها الغبية ...انا ابحث عن صولجان يلهث وراءه ثلاثة ارباع يهود العالم والربع الأخير سماسرة المزاد فلست مستعدا ان اقف كالغبي انتظر واسمع هرتقاتك ....حركي اعضاءك و ايتيي به فانا لا ادفع لكم المال لاني اتمتع بطلعتكم البهية انت وذاك البغل الذي بجنبك ...لقد أحس شمعون ان نفوذه ماله وعلاقاته لم يجديا نفعا امام هذا الملاكم الذي يبدو انه يراقصه كما يراقص خصمه في الحلبة و قد فاته في هاته الحرب باشواط ..فرجاله يسقطون واحدا تلو الٱخر و لم يعثر هو فيه كأنما صار الزئبق لا يمكن مسكه.
عند وصوله الى الهانغار واجتماعه ببلط و رجاله حكى لهم ما وجد عليه بيته و قال ان المراة الشريرة وذلك الرجل الذي معها هما من قاما بعملية التفتيش وحتما هما من احرقا الكافيتيريا ....عبد القادر : ايها السادة مازالت قائمتي لم تكتمل و القادم سيكون واحدا من هذا الثنائي الخطير ...لم يكمل عبد القادر ...كلماته حتى سمع الجمع صرااااخا عاااليا و متقطعا ....عبدالقادر عبد القادر انقذني يااااصديقي ....هرع الرجال خارج الهانغار...ومعهم عبد القادر وبلط ...يااااااا الاهي انه سااااكو .....!!!! يتبع
طارق منور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق