................
عبد الرحمن جانم
.....................
(مرسولي إليها ..)
لـ عبد الرحمن جانم
شنقتُ قصيدتي فقتلتُ نفسي
فصرتُ بما فعلتُ إلى عذابي
وما شنقي لها قد كان عمداً
ولكن حرفها أعمى صوابي
فقد اعتدتُها تروي لأجلي
بهمسٍ دائماً في كلّ بابِ
إلى أن خلتُها نبضاً بقلبي
وإحساساً يفوق على الحسابِ
فقد خصّصتُها جهدي ووقتي
وتفكيري بشعري أو خطابي
فخلتُ الهمس إحساساً جميلاً
صدوقاً حينما قد دقّ بابي
تنادمني بأقوالٍ وشعرٍ
فيُشْفَى من منادمةٍ مصابي
إذا لاحظتُ أحرفها تراءتْ
إلى عيني تزيّن بالخظابِ
جواري مثلما قمرٍ منيرٍ
ظهيرٍ ليس محجوب السحابِ
يمرّ بكفّها كفّي فيُلغَى
بنا قلقٌ وخوفٌ للغيابِ
أناملها تبات على اشتباكٍ
بشدّ أناملي شدّ الوثابِ
تمرّ أناملي في كلّ ثغرٍ
على خدٍّ لها مثل الحجابِ
أزيل مسرّحاً شعراتها كي
أرى من وجهها مثل الكتابِ
فتغمض عينها أمناً وودّاً
وشوقاً كافياً للاجتذابِ
بجوٍّ صافيٍ أرأى إليهِ
كمثل البدر مكتمل النصابِ
فلا شيئاً يعرقل لحظ عيني
ليخفيَ وجهها مثل الضبابِ
فيبقى القلب في أنسٍ وسعدٍ
وشوقٍ بي لتقبيل الربابِ
أقبّلها بتقبيلٍ كثيرٍ
على خدٍّ لها فوق الحسابِ
فأشرب ريقها الشهد المصفّى
فيجري في دمي في كلّ بابِ
فأروي من ضما روحي وأطفي
بهِ شوقي لكي يُشْفَى مصابي
فأبقى راشفاً منها شفاةً
ومنها لستُ أرغب بالذهابِ
فإن غادرتُها أرجعْ وكم بي
إليها لهفةً ..أرجو إيابي
.............
////////////////////////////////////////
فيا من تقرأون الآن شعري
وأقوالي وشوقي وانتحابي
وما قد صار في حالي وجسمي
عليها بات كالثلج المذابِ
تعالوا وانظروا حالي وحزني
وسيروا خبّروها كلّ ما بي
فإن رقّتْ على حالي فقولوا
لها منها أنا أأبى انسحابي
أنا من بعدها ما لي بقاءٌ
حياتي أصبحت بين الخرابِ
وإلّم فاحرصوا أهدوا إليها
بإهدائي وأعطوها كتابي
بهِ دوّنتُ أبياتٍ كردٍّ
على من صار معشوق الذبابِ
أنا الغلطان لمّا شئتُ منها
غراماً طاهراً بين الصوابِ
أنا أرجوا لها سعداً وطهراً
وترجو من خباثتها عذابي
فإن راسلتها ردّتْ بردٍّ
كما ردّ الغراب على جوابي
ومن مثل الغراب عديم خيرٍ
فلا يمضى سوى بالاغتصابِ
(إذا نطق الغراب وقال خيراً
فكيف الخير من وجه الغرابِ؟ )(1)
...........إلخ
لـ عبد الرحمن جانم
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1- البيت مقتبس من أشعار أحد الشعراء السابقين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق