الخميس، 24 مايو 2018

بقلم

*************
عبدالوهاب الجبوري
***************

الفجرُ الثمِل
ثلاثةُ جروحٍ ، موشاةٌ بحزنِ المدن
والشوارعِ المشردةِ في ضبابِ الذاكرة
جرحانِ من الشمال ، والثالث من الجنوب
ومذاق الطعنات الثلاث واحد
وحصادها المرُّ ما يزال واحداً
ثلاثةُ جروحٍ في الجسدِ العربي
ماتزالُ تنزف
الاول : ترك حنينهُ تحت وطأةِ المطر
ينشجُ مثلَ ملكٍ بكى مجده الذي غاض
من بعد ما زخر
والثاني : مِفصلُ تقطيعٍ هيأه البردُ
وخلخالٌ يترنحُ فوقَ أحزان القمر
والثالث : تنوءُ بحملهِ قبراتُ البنفسج ،
يحلم باللهو كالاطفال ،
والنوم في أحضان التلال الخضراء
سوريا ، والعراق ، واليمن
ومن الطعنات الثلاث
نرودُ المدى بلا عمدٍ ولا سند
ومن نزف المآسي
نُعمِّر ليلنا المبتور بلا دعمٍ أو مدد
الخناجرُ الثلاثةُ ... وحيفا مثل بحرنا
بلا جزرٍ ولا مد
(كم دربٍ لنا أمتدتْ
وكم حربٍٍ بحرُ أوارها أشتدتْ
فلا ضاقت حقائبنا بما حملتْ ولا أرتدَّتْ)
صار همسُ جرحنا غصة
ننسج منه ألفُ قصة
وأضحتْ مدننا ملأى بأسمالها
وهذا الفجر الثَمِلْ
ترى ما الذي ينقصٌ المشهدَ المُكفهرَّ
كي يكتملْ ؟
(مالذي نحتاجهُ اليوم
هل زبدٌ أم أبابيلْ)
تُكْمِلُ هذا النسيجْ ؟
أم قلباً ترمَّلَ كيما يُغنّي
لهذا المكان البهيج !
فكرة القصيدة مستوحاة من نصين للشاعرين سليمان العيسى والفاتح الجزولي
2018/5/20

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏نبات‏ و‏زهرة‏‏‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق