بقلم
*********
وليد.ع.العايش
**************
- يوميات رمضان - ١١ -
-------------
حينما امتزج المطر المتساقط عنوة في هذا المساء مع ذرات ثرى لازالت عذراء ، كانت الأفق تعانق آخر تغريدة بلبل وحيد تاه في درب العودة ، ولربما أفقدته حبيبات المطر المقهور سبيله الذي اعتاده ، بدأ الوحل يتشكل كما لوحة فسيفساء مستحضرة من زمن قديم ، نظر حامد إلى البلبل التائه ، اغرورقت عيناه بشيء ما ، كان يلوح له بمنديله الأبيض الذي بلله المطر ، حتى لم يعد قادرا على الصعود أكثر باتجاه سماء صاخبة ، حين تكاثفت الغيوم السوداء غاب البلبل عن عيني حامد ، أسدل الباب ثم توارى ، دوي انفجارات الرعد تملأ المكان ، بينما كان البرق خجولا ذاك المساء ...
- ما بك يا حامد ، كأن شيئا حدث معك ...
- لا شيء ، لا شيء ... يامرأة ... دعيني وشأني الآن ...
فتح كتابا قديما غطاه غبار فرعوني ، كان يبحث عن طوق نجاة : ( أخبرني جدي بأن في هذا الكتاب تعويذات تهدي من ضل سبيله ، ولكن أين هي ياترى ... ) كان يحدث نفسه دون أن ينتبه لصوته المرتفع ، ابتسمت المرأة بدهاء النسوة ...
- سأصنع لك كوبا من الشاي ...
أومأ موافقا دون أن يدع لشفتيه حرية الحركة، تجاعيده تزايدت في تلك الليلة، ابنه الصغير يرافقه دون أن يدري ، يواري عينيه بأصابعه، كان يخشى ثورته، فهو لازال يذكر صفعة تركت أثرها على خده لوقت طويل .
المطر حينها كان يلملم حقائب السفر ، أما البرق فقد أصبح أكثر جرأة ، ضجة تثور على أطراف النافذة ، هرع حامد، تبعه الصغير ، بينما المرأة كانت تتشبث بكأس الشاي الأحمر ، فتح النافذة، نظر بعينين تشبهان عينا نسر، تمتم بكلمات لم يفهمها إلا هو، ومالبث أن قذف بالكتاب بعيدا، فثار غباره على وجهه !!! ... عانق طفله الصغير، قبل أن يبدأ بإحتساء ( كأس الشاي ) ...
------------
١١/رمضان/ ١٤٣٩
*********
وليد.ع.العايش
**************
- يوميات رمضان - ١١ -
-------------
حينما امتزج المطر المتساقط عنوة في هذا المساء مع ذرات ثرى لازالت عذراء ، كانت الأفق تعانق آخر تغريدة بلبل وحيد تاه في درب العودة ، ولربما أفقدته حبيبات المطر المقهور سبيله الذي اعتاده ، بدأ الوحل يتشكل كما لوحة فسيفساء مستحضرة من زمن قديم ، نظر حامد إلى البلبل التائه ، اغرورقت عيناه بشيء ما ، كان يلوح له بمنديله الأبيض الذي بلله المطر ، حتى لم يعد قادرا على الصعود أكثر باتجاه سماء صاخبة ، حين تكاثفت الغيوم السوداء غاب البلبل عن عيني حامد ، أسدل الباب ثم توارى ، دوي انفجارات الرعد تملأ المكان ، بينما كان البرق خجولا ذاك المساء ...
- ما بك يا حامد ، كأن شيئا حدث معك ...
- لا شيء ، لا شيء ... يامرأة ... دعيني وشأني الآن ...
فتح كتابا قديما غطاه غبار فرعوني ، كان يبحث عن طوق نجاة : ( أخبرني جدي بأن في هذا الكتاب تعويذات تهدي من ضل سبيله ، ولكن أين هي ياترى ... ) كان يحدث نفسه دون أن ينتبه لصوته المرتفع ، ابتسمت المرأة بدهاء النسوة ...
- سأصنع لك كوبا من الشاي ...
أومأ موافقا دون أن يدع لشفتيه حرية الحركة، تجاعيده تزايدت في تلك الليلة، ابنه الصغير يرافقه دون أن يدري ، يواري عينيه بأصابعه، كان يخشى ثورته، فهو لازال يذكر صفعة تركت أثرها على خده لوقت طويل .
المطر حينها كان يلملم حقائب السفر ، أما البرق فقد أصبح أكثر جرأة ، ضجة تثور على أطراف النافذة ، هرع حامد، تبعه الصغير ، بينما المرأة كانت تتشبث بكأس الشاي الأحمر ، فتح النافذة، نظر بعينين تشبهان عينا نسر، تمتم بكلمات لم يفهمها إلا هو، ومالبث أن قذف بالكتاب بعيدا، فثار غباره على وجهه !!! ... عانق طفله الصغير، قبل أن يبدأ بإحتساء ( كأس الشاي ) ...
------------
١١/رمضان/ ١٤٣٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق