الأربعاء، 20 أبريل 2022

....................

زهير الرافعي

..........




 حماتي .. تجلس في المقعد الأمامي (2)

******************************************
من يدري .. كيف سنكون في كبرنا ؟
بهذه التساؤل بدأ الخال كلامه .. ثم واصل قائلاً :
هناك من الناس من تربطنا بهم علاقات أكبر من أي مواقف خلافية .. سواء أكانت خلافات عن حق أو خلافات تحمل في طياتها سفاسف الأمور ورقة حاله كلنا راحلون يا أبنتي .. ولا ندري من يرحل أولاً
والدة زوجك ضيفة عليكِ وعلي الدنيا .. ستمضي السنوات وكأنها أيام .. وسترحل وتتذكرين تلك الأيام و ترفعين يديك متضرعة إلي الله سبحانه وتعالى تسألينه المغفرة والرحمة لها ..
يا أبنتي الحياة بطولها وعرضها لكم فلا تحسبين هماً للأيام وتنسين أن هناك سنين طوال آتية ..
حماتكِ .. هي أم زوجكِ وبقدر تقوى الله فيها بقدر مرضاة الله عنكِ . ادفعي بالتي هي أحسن دائماً تربحين وإن طال الزمان ..
فلتجلس حماتكِ في المقعد الأمامي عن رضا منك .. فإن شئتِ الحق هي من تكون أولي بالرعاية ..
ارفعيها لمصاف الأمهات حتي وإن لم تجنِ لذلك ثماراً وأحتسبي الأمر كله عند الله ..
كلنا ذاهبون إلي كِبر .. فاعلمي انه كما تدين تدان .. وأعملي ليوم تكونِ أنتِ فيه الحماه ..
يومها ستجدين من ترحب بكِ في المقعد الأمامي ..
مرت السنين وكأنها أيام .. وتحقق ما جاء به الخال .. رحلت السيدة الكريمة .. وبقيت هند تسأل ربها الرحمة لها في كل صلاة .. وعاش زوجها يحفظ لها صنيعها مع والدته .. رحم الله حماة ناهد .. ورحم الله خالها أيضاً .. فقد كان ذا فضل وحكمة لم يعلم بها الناس إلا بعد رحيله .....
زهير الرافعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق