الاثنين، 4 أبريل 2022

 ................

أبوعلي الصُّبَيْح .

..............



مِن دَفَاتِرِ الْعِشْقِ أبوعلي الصُّبَيْح .
أُسَبِّحُ فِيكِ الْبَحْرَ لَوْ نَطَقَ اُلذُّرَى
تَبَدَّى مِنَ اُلْغَوْرِ اُللَّآلِئُ أَصْفَرَا
كَأَنِّي أَجُرُّ اُللَّيْلَ نَحْوَكِ مُقْمِراً
وَجَاءَتْ نُجُومٌ باُلضِّيَاءِ لِتُظْهِرَا
لِقَلبِي أنْ يُحِبَّ سِوَاكِ أَنْتِ
وَيَرْضَى الارْتِبَاطَ بِأيِّ بِنْتِ
أَبِيْعُ رَجَـا هَوَاكِ الآنَ بَخْسًا
وَآذَنُ بالضَّيَاعِ ـ كَمَا أَذِنْتِ
وَمَاضٍ لَمْ يَعُدْ لِي مِنْهُ بُقْيَا
أُحِلُّكِ مِنْ غَرَامِي ـ أًيْنَ كُنْتِ
وَمِنْ ذِكْرَى رٍبَاطٍ ـ دَامَ عُمْرًا
وَمِنْ عَهْدٍ وَثِيْقٍ ـ يَومَ خُنتِ
وَقَلْبٌ كَانَ فِيْمَا كَانَ غَضًّا !
يَقِيْنِي لَنْ يَضِيْعَ كَمَا ظَنَنْتِ
كَأَنْ مَا كَانَ قَبْلَ اليَومِ عِشْقٌ
وَهَانَ عَلى الفُؤَادِ وأَنْتِ هُنْتِ
عَجِيْبٌ أَنَّنِي غُرِّرْتُ .. حِيْنًا
بِمَا أَخْفَيْتِ مَكْرًا .. أَو أَبَنْتِ
...عودي لقلبٍ في هواكِ يحتمي
وعلى غرامكِ كُلُّ كُلي يرتمي
طال الغياب فحرريهِ بلحظةٍ
ينشقُّ منها ضوءُ فجر تَبَسُمِي
فتقولُ: إني يا عذابيَّ خفقةٌ
تعبت تنادي في ليالٍ طلسمِ
فاذهب ودع لي ذكريات علَّها
بعد الغيابِ تستجيرُ بأعظمي
وتحثُّ قلبيَّ للقاءِ وقد سرت
أشواقُ روحي تستغيثُ تقدمي
واجعل لوصليَ إن أتاكَ دلالةً
واجبر بحبٍ كسرَ قلبٍ مُغرمِ
ترتاحُ نفسي إن رأتكَ عاشقاً
يلوي السحابَ لإنتشاءِ الإنجمِ
يطوي الفراقَ ببسمةٍ سحريةٍ
ويُذِيقُني شهداً بديلَ العلقمِ
وامحِ التأسيَ والتعاسةَ فرحةً
فلترتديها حين تأتي أنسُمي
فَهَذَا عَهْدُ ـ آخِرَ مَا أُقَاسِي !
جَزَاؤُكِ .. كُنْتِ ـ ثُمَّ الآنَ بِنْتِ
وَأَْنْتِ اُلَّتِي عَيْنَاكِ تَكْتُبُ بَحْرَهَا
بِكُحْلٍ رَمَاهُ اُلطَّرْفُ طَافَ وَحَوَّرَا
يُلاَمِسُ هُدْبَ اُلْقَافِيَاتِ بِحُسْنِهِ
وَحُسْنُكِ حِبْرُ اُلْعَيْنِ قَالَ وَأَنْكَرَا
تَنَاهَى مَجَازُ اُلْبَيْنِ يَبْعَثُ جَنْبَهُ
جَنَاحَاكِ يَا هَلْ فِي سَمَايَ تَهَجَّرَا
أَنَامُ بَعِيداً فَوْقَ جِدْعِ غَمَامَةٍ
فَلاَ وَاُلَّذِي أَحْيَا يُدَفِّنُ مَا جَرَى
وَتَحْمِلُنِي أَيَّامُ عِشْقِيَ لاَهِثاً
وَلَسْتُ أَسِيرُ اُلنَّهْرَ أَنْ صَارَ مَعْبَراً
أَبُوسُ اُلثَّرَى بَيْنَ اُلْيَقِينِ وَمِرْيَةٍ
كَأَنْ بَيْنَ جَنْبَيَّ اُسْتَوَى اُلْقَرُّ مَجْمَراً
مَدَدْتُ يَدِي مِلْءَ اُلْأَصَابِعِ خَمْسَةً
وَمَا عَشْرَةٌ جَادَتْ تُخَضِّبُ أَبْحُراً
عَلَى طَرْفِ أَشْوَاقٍ حَمَلْتُ صَحَائِفِي
لِأَرْقُصَ مِثْلَ اُلْمَاءِ فِيهَا تَحَيُّراً
مَرَرْتُ بِعَزْفٍ فِي اُلْكَمَانِ أُجِلُّهُ
يُصَاحِبُنِي فِي صَوْتِهَا مَلَكُ اُلْوَرَى
كَلاَمِي تَرَجَّى مُعْجَماً كَيْفَ صَحْبُهُ
بِتَأْوِيلِ مَا بَيْنَ اُلْمَعَانِي تَأَخَّرَا
وَلَسْتُ مِنَ اُلْمَاضِي وَلاَ عَصْرِ عُرْوَةٍ
وَلَكِنْ أَتَيْتُ اُلْعِشْقَ نَزْلاً فَأَمْطَرَا
هاذي عطوري كلها مهدورةً
تخشى اللقاءَ بأن يزيدَ تحطمي
قلتُ: المحبةَ صوتُ دفقٍ هادرٍ
أصغِ إليها دون خشيةِ أنغُمي
يا زهرةً سلمتُ أمريَ طائعاً
لعبيرها الآخاذ يسري في دمي
نسماتُ حبكِ بلسمٌ لمتاعبي
وشذى عطوركِ في الجدائلِ مُلهمي
بسماتُ ثغركِ إن رنت لي أشرقت
شمسُ الصباحِ وسط ليلٍ مُعتمِ
ورخيمُ صوتكِ إن تهادى هلَّلتْ
كل الشغاف فيحتسيهِ تلعثُمي
ثوري بصمتي واصرخي بتعنفٍ
بعضُ المشاعرِ حلوةٌ لو تهجمي
حين أخذنا الحبُّ في عليائهِ
كانت شفاهُ الهمسِ أجمل مرهمِ
ورأيتكِ عند التهاميَ حسرةً
طوقَ النجاة، للمشاعر تفهمي
أنتِ الأمانيَ والأمانَ حبيبتي
من دون حبكِ لا أكونُ، أتعلمي
أنتِ الطفولة والشباب وأنتِ لي
فردوسَ عمري واستعار جهنمي
لو خيروني بين حبكِ تائهاً
أو مُلكَ سبأٍ في الأصابعِ خاتمي
ما اخترتُ غيركِ يالحبيبةُ قلتها
كل الكنوز تحت رجلكِ ترتمي
إِذَا شِئْتُ سَهْلاً سَامَنِي بِدُرُوبِهِ
وَقُلْتُ كَلاَماً فِي اُلْخُدُودِ مُقَطَّراً
وَمَا أَنَا إِلاَّ اُلْحَرْفُ رَتَّلْتُ بَوْحَهُ
بِذَنْبِ اُلْقَوَافِي لاَ أُقَاضِيهِ مُحْظَراً
وَلاَ صِفَةٌ تَدْنُو لِغَيْرِ سَلِيلِهَا
هُوَ اُلْبَحْرُ لِلنَّهْرِ اُلَّذِي جَاءَ مُسْفِراً
لَهُ، وَلَكِ اُلْأَيَّــامُ تُتْعِبُ صَـــدْرَهُ
وَأَنَّكِ مِنْ طِينٍ ، وَرَبُّكِ صَوَّراً
تَمَامَ نَسِيبِ اُلْغُصْنِ، فِيكِ مَضَنَّةٌ
تَظَفَّرَ مِنْهَا اُلشَّكْلُ يَتْلُوكِ دَفْتَراً

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق