................
أحمد المقراني
............
رمضان حكم ومواعظ. ( الشيخ الأريب بمظهره المهيب يخاطب الإنسان اللبيب)
أقبل رمضان ذلك الشيخ الأريب بمظهره المهيب بوقاره المشع العجيب وثوبه السابغ القشيب،هي ساحة فسيحة وتبدو لأول وهلة مريحة، بيع وشراء، فقر وثراء،ضائقة وجاه ، وكل يغني على ليلاه،وما إن رآه القوم حتى ضنوا أن وراءه الغنم،تسابقوا لاستقباله ، بانخرام،وتداعوا له بدون انتظام.،البعض تجرأ على البعض بالسباب ،وتفننوا في التنابز بالألقاب،وربطوا كل ذلك بمقدم المهيب رمضان،الذي منع بمقدمه القهوة والدخان، وكذا الهذر وسفاسف الدردشة والدندنة،وسمُّوا تهورهم وسوء تصرفاتهم بالرمضنة.
كنت أراقب الجمع عن بعد يشاركني البعض في هدوء الترحيب بذلك الشيخ الجليل المهيب،أعجبنا المقام لما توقعنا منه اتحافنا بروائع الكلام.وكان للشيخ الوقور في ذلك من الأمر الزمام. مقالا رائعا ومقام. تقدم وأشار :الهدوء أريد،استمعوا إلى حكم ومواعظ هذا القصيد وأنشأ مرتجلا الكلام المفيد:
بِـــدُرِّ المــــــــواعظ وليّن الكلام°°°°°أخـاطب الشعبَ حول الصيام
أيا شــــــعبا آمن بـــــــــالله ربا°°°°° رســـــالة أحمد مسك الختــام
أكل المقاصـــد عضة جـــــوع °°°°° بترك الملـــذات ترك الطـعام
تُحاول مُظهرًا في الديـــن بــاع°°°°° لــــــزوم التعبد جهــــد القيــام
بلى فصيامي صيـــام التمـــام °°°°° صيــام الجـــوارح نبذ الآثــــام
وثـُـــم الإحسان أسـاس البـنى °°°°° ويـــولَى الفقيــر بـأولى المقـــام
إذ لا حاجــة لله في مسغبات °°°°° فقيــدات مـــعنى القِــرى والوئـام
بذا ك أرانــــــي أسـدى لكــم°°°°° نصائــح تحـوي النـدى والســلام
وتهذيب نفس تهــاب الدنايا °°°°°لتبلــــغ مــن البـــر أعـــلى مقـــام
بأقــــوم القـول نصـح كــريم°°°°°وآي التـــذكـُّــر نــــور المــــــرام
وأقوال أحمــد شفا للنفــوس °°°°°و قول سديد للصحـــب الكــــرام
وما إن أتم القصيد حتى تدافعت الجموع نحوه البعض صدح بهتاف المباركة والتأييد، والبعض استساغ الموضوع ويريد المزيد، والبعض يشرح للبعض خبايا ومعاني القصيد.نسي القوم تعليمات السلطــــات بحضر التجمــهر والتجمعات. نسوا بطشات الوباء ومسببات الكورونا وما تحمل من أدواء، اشتد الأوار بشدة الحصار، صحت بأعلى صوتي أطلب تحرير شيخنا المحصور، هدهدتني زوجتي وأنا أرتجــــف كالمقرور :انهض فقد حان وقت السحور.استغرقت في الضحك،وهي تسأل عن سبب الصياح، فقصصت عليها كل الأحداث،من أحكام الدين وكنوز التراث، وما ورد من تعاليم القرآن والحديث وآراء الحكماء، في نص قصيدة معلمنا العصماء. أحمد المقراني
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°° الحلم في علم النفس ((تساؤلات و إجابات على هامش الموضوع))
الحلم في علم النفس حالة ملتصقة بردود الفعل المعبرة عن حالات ومعاناة اليقظة، بها يمكن المرء أن يحقق رغبة مكبوتة لم يستطع تحقيقها عمليا في اليقظة،أو أنه يسترجع حالة مرت به عانى فيها من العنت والحرمان، الشيء الذي ترك في نفسه ذكرى لا تنسى، ويأتي الحلم ليجبر كسر نفسه ،ويشير بمواقف وحركات إلى إمكانية تدارك ما فات، بل يمثل مواقف تجعل المبتغى حصل والأمر الذي كان صعبا يسر واستسهل. أو الحالة التي كان فيها عاجزا عن تحقيق هدفا سعى إليه قد لانت واستيسرت.
سيجموند فرويد من علماء النفس الذين اشتغلوا بظاهرة الأحلام ،وألف فيها معتمدا على من سبقه إلى هذا الميدان من أمثال ي. هـ. فيختة و ل. سترومبل ، اللذان يؤيدان فكرة إن ما يحدث في الأحلام ما هو إلا شريط مسجل لما حصل أو وقع التفكير فيه بإلحاح في زمن اليقظة.أما البعض فيرى إن الحلم ورغم أنه يتناول موضوعا معينا مر في حياة الحالم، أو شد انتباهه بالتفكير والاهتمام، إلا أن أحداث الحلم لا تسير حسب ما تم في اليقظة، بل تدخل عليها أشياء ومواقف منحوتة من أحداث أخرى، تمزج وتكيف ويتصرف فيها أحيانا تصرفا بسيطا، وأحيانا أخر يصل التصرف إلى قلب الأحداث، وجعلها نقيضا للحوادث محل الحلم .ومن بين هؤلاء :هافنر وفيجانت وبورداخ وبسّن،وابن سيرين في تفاسيره للأحلام، كل أدلى بدلوه مستندا لتجاربه، وقد حاول فرويد الا ستفادة من دراسات هؤلاء وغيرهم، محاولا وضع تفاسير تكون أقرب للحقائق ومتماشية مع علم النفس.
تجاربي الشخصية تؤيد إلى حد كبير النظريات المذكورة في ما يلي باختصار شديد :
ـ الأحلام التي تستحضر أحداثا بعيدة في الزمان والمكان، هذه الأحلام تتميز بالترقيع والنحت وإضافة الغريب ،وقد تخرج في تمثيلها عن موضوع الأحداث محل الحلم، وكمثال على ذلك اليتيمة التي عانت من معاملة زوجة أبيها الأمرين الشتم والضرب والجوع،وهو ما وقع لها منذ سنوات ولم يبق في ذاكرتها إلا الأحداث الأكثر تأثيرا.قد تحلم اليوم وبعد أن نسيت كل الأحداث إلا النزر اليسيركما أسلفت، تحلم بانها كانت في مستوى رد الفعل وإنها في موقف معين ردت على من ظلمتها بالقول والفعل وأنها عمدت لتلبية رغبتها في الأكل والشرب ورد الظلم رغما عن مانعتها.وهوأيضا ما يمكن تصوره في ثوب الزفاف الذي احتفضت به المرأة كتذكار في خزانتها، وبعد سنوات عديدة وبعد أن نسيت حتى مواصفاته أخرجته لتشتم منه رائحة يومها، إلا أنها تفاجأت بانه لم يعد في مقاسها وإن حشرة الأرضة عملت فيه فأكثرت فيه الفساد ،كذا الرطوبة أبادت جزأ منه ، وكان عليها حينئذ أن تتصرف فيه بالإبرة والمقص لتصنع منه شيئا يختلف عن الأصل مع الاحتفاظ بالمادة الأصلية كذكرى.تماما هو ما تصوره الأحلام التي تستخرج أرشيفها من أحداث بعيدة في الزمان.
ـ الأحلام التي تصور أحداثا قريبة تكون غالبا أمينة في نقل الوقائع مع شيء من التنطع والخوارق والخروج عن المألوف في بعض المواقف إرضاء لرغبة الحالم، وهو ما صوره موضوع اليوم.
أحمد المقراني

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق