.................
عبده داود
..............
عصافير الحب
تعودت بعض العصافير أن تسكن في البساتين في الصيف، يبنون أعشاشهم فوق عالي الأغصان، يأكلون من خيرات الشجر، وخيرات البساتين، لكنهم يهاجرون في فصل الشتاء، بعدما تسقط أوراق المزروعات، ويصبح الطعام عسيرا... فيقصدون المنازل يتلقطون بعض الأطعمة من هنا وهناك...
هذا الشتاء جاء باردا، قارس البرودة... الثلج غطى كل الدنيا، قال أحد العصافير إلى حبيبته...سأذهب الآن لأتمم بناء عشنا، لقد طفح شوقي لك، اليوم أنا لا أخاف من الصيادين ذوو البنادق الهمجية المجنونة... هم لا يخرجون في مثل هذا اليوم الصقيعي...
أتدرين أنا تواق أن يضمنا عشنا، أنا في سباق مع الزمن، الدنيا قادمة على ربيع، ولا بد من أن يعيش صغارنا في عشنا الجميل...
عندما حط العصفور على تلك الشجرة، وجدها ترتجف، مجمدة من البرد، صار العصفور ينفخ عليها، حتى يدفئها لكن هيهات...هيهات...
بكى العصفور حزنا لعجزه مساعدة صديقته...وأخذ يصلي ويطلب من السماء أن تسرع بإحضار الربيع، حتى تلبسها ثوبا جديدا، وتكون بصحة جيدة...
لمعت فكرة في ذهن ذاك الطائر، فطار محلقا عاليا... ولما عاد كان خلفه سرب من العصافير أصدقائه، أخذوا جميعا ينفخون على الشجرة، حتى شعرت بالدفء وعادت الفرحة الى قلبها، ابتسمت وهزت أغصانها فرحا،
وطلبت من جميع العصافير أن يزورها في الصيف، يستظلون بين اوراقها، ويبنون أعشاشهم عليها، ويأكلون من ثمارها، لكن أيضا هي ترجتهم أن يزوروها في فصل الشتاء وينفخون عليها حتى لا تصاب بالصقيع وتسقط موتا...
كتب القصة: عبده داود
22.4.22
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق