..............
عبدالحليم الطيطي
..............
النياشين
.
**رأيته يجلس على مقعد في الشارع ..ينظرُ في المارّة …وكأنّه خارج الزمان ولا يجوز له المشي معهم ….في الطريق ..قلت له : قد كنتَ حسن الهيئة متكلّما بارعا….تمشي في الشارع في حاشية كما يمشي أمير ….أين ذهبتَ !!......
قال: تلك ثياب جميلة خلعتها واحداً بعد الآخر …هناك قاطع يأتيك آخر عمرك دائما يجرّدك من قوّتك وكلّ نياشينك …فتجلس عارياً ..ليتعجّب الناس من نهاية كلّ حيّ ..فكلّنا في نفس الطريق …!!
…وفي آخر عمري انتهيت كهيئتي في القبر..بلا قوّة أو أمل
قلت : فماذا أفعل وأنا سأصير مثلك
قال: لا تصدّ ق نياشيننا ..أنا أمامك مثل مشنوق ذاهب الى الموت…اذهب وانظر الى الشمس التي تغرب كلّ يوم …
وهي تأخذ كلّ يوم أناساً وتُلقيهم في البئر ….
تأمل الحياة التي لا تزول حولك …وانصرف عن نفسك التي تزول …
وسترى الله اينما نظرتَ وتشعر بالقوّة والخلود
.
فقد قالوا لحكيم يسكن الجبل : ما كنت تفعل في هذه الحياة !!
قال: من يوم جئتُ اليها وأنا أفكّر كيف جاءت هي ...
وأنظرُ الى كلّ شيء ثم تصعد عيني إلى السماء ...علّي أرى الله
.
.
.
.
.
.
اكتُبُ في مدونة عبدالحليم الطيطي الأدبية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق