..................
د. محمد الإدريسي
..................
نَفَذَ الصَّبْرُ
لا أدْري إنْ كانَ الصَّبْرُ أغْنَاني
أمْ مِن تَحْتِ رِداءِ الجَوْرِ أذَلَّني
لَمْ أعُدْ كَما كُنْتُ لِأنَّهُ غَادَرَني
تَعَلَّمْتُ الخُلُقَ الواقِعُ صَدَمَني
الصَّبْرُ حِكْمَةٌ أمْ لَبِيبٌ خذَلَني؟
لَسْتُ مُتَشائِمًا ظُلْمُ الظُّلْمِ أرَّقَني
فكَثْرَةُ آلامِ جُروحٍ رَيْبٌ دَخَلَني
لَسْتُ قَلِيلَ الصَّبْرِ الواقِعُ غَيَّرَني
صَبَرْتُ فَمَا أدْرَكْتُ حُلْمًا راوَدَني
لَبِسْتُ قَمِيصَهُ مُرُّ الواقِعِ أحْزَنَني
صَبَرَ القَلَمُ قِيلَ عَنْهُ مَأجورٌ مَنَعَني
مِنْ قَوْلِ الحَقِّ عِنْدَما هَوْلٌ باغَتَني
إنَّ خَيْلَ الوَغَى لِهَذا الدَّهْرِ باعَتْني
غُصَّةُ الزَّمانِ سِهامُ الحَرْفِ خانَتْني
فَمِياهُ البَحْرِ اِحْمَرَّتْ دِماءٌ خَنَقَتْني
صَبْرٌ إنْ طالَ يَنْفَذُ الواقِعُ أوْجَعَني
معْروفٌ عَنِّي لِلوَقْتِ أبَدًا لا أنْحَني
مَوْتُ الأحْلامِ هاجِسُ اللَّيْلِ يُؤْرِقُني
مَتى يَصْبَحُ ذاكَ الهلالُ بَدْرًا يُنِيرُني
شَهْرُ الصَّبْرِ أزِيزُ البَنادِقِ يُزْعِجُني
إنَّ الثَّباتَ أمامَ قَضاءِ اللهِ يُلْزِمُني
فَأمَّا الصَّبْرُ على المَظالِمِ يَضِيرُني
هَذِه أيّامٌ أخْشَى نَفاذَ صَبْرٍ يَأكُلُني
فيَبْقى الأمَلُ كُلُّ أَلَمٍ يَوْمًا سَيَنْتَهي
و يَعودُ الرُّشْدُ إلى مَدافِعٍ صَمَّتْني
صَبْرٌ في غَيْرِ مَحَلِّه أبَدًا لَنْ يُصْمِتَني
ما كَرَهْتُ أَكْثَرَ مَنْ بِالصَّبْرِ يَسْتَغْفِلُني
مَرْتَعُ ظُلْمٍ وَخِيمُ الصَّمْتِ عَنْهُ يُحَيِّرُني
جَوْرُ عُشْبٍ مَسْمومٍ طالَ أَثَرُهُ يَشْغَلُني
سُوءُ عَاقِبَةِ صاحِبِه يُنْصِفُكُم يُنْصِفُني
طنجة 23/04/2022
د. محمد الإدريسي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق