....................
محمد المطاوع تونس
...................
عَطَشُ قَلْب
غَزَا اٌلْمَشِيِبُ خُدُودِي قَبْلَ سِتِّينِي
نَادَيْتُ يَا صِغَرِي لِلْعَجْزِ تُهْدِينِي
كُنَّا، فَلَا تَنْسَنَا، أَحْبَابَ مَرْحَلَةٍ
مَرَّتْ كَأَحْلَامِنَا هَلَّا تُوَاسِينِي
قَالَ اٌلّذِي كَانَ قَدْ رَاحَتْ مَحَاسِنُهُ
وَ اٌلصَّبْرُ يُنْجيكَ، هَلْ بَلْوَاكَ تَعْنِينِي
قُلْتُ اٌلرَّجَاءُ مَتَى خَابَتْ فَضَائلُهُ
أَرْجُوكَ تَذْكُرُنِي لَا غَيْرَ تَمْكِينِي
مَا دَامَ قَلْبِي بِصَدْرِي نَابِضٌ وَ بِهِ
حِسٌّ وَ بِاٌلْعَيْنِ نُورٌ ذَاكَ يَكْفِينِي
قَالَ اٌلْتَزِمْ بِصُرُوفِ اٌلدَّهْرِ وَدَّعَنِي
وَ اٌنْسَابَ فِي مَهْمَهِ اٌلْأَيَّامِ يَرْثِينِي
جِئْتُ اٌلْخَمِيلَةَ أَيْنَ اٌلْأَمْسُ مَصْرَعُهُ
أَبْكِي وَ أُمْلِي عَلَى اٌلْأَشْبَاحِ تَدْوِينِي
يَا وَادِ " بَاجَتِنَا " كَمْ بَاتَ يُؤْنِسُنَا
سِحْرُ اٌللَّيَالِي جِوَارَ اٌلْكَرْمِ وَ اٌلتِّينِ
يَا ضَفَّة اٌلْوَادِ غَارَ اٌلشَّيْبُ مُمْتَشِقًا
سَيْفَ اٌلْغَرِيمِ تُرَى أَيَّانَ يُرْدِينِي
مَادَ اٌلشَّبَابُ زَمَانًا وَ اٌلرُّؤَى حَدَثٌ
فَيَّاضَة هِمَّة بَيْنَ اٌلرَّيَاحِينِ
وَ اٌلْآنَ مَرْكَبَةُ اٌلْأَيَّامِ مُدْبِرَةٌ
لِلْغَيْبِ وِجْهَتُهَا لِلْقَبْرِ تُدْنِينِي
صَدْرِي بِدَاخِلِهِ اٌلْأَنْفَاسُ رَاكِضَةٌ
يَعْلُو مِنَ اٌلدَّاءِ بَيْنَ اٌلْحِينِ وَ اٌلْحِينِ
وَ اٌلرُّكْبَتَانِ عَلَى اٌلتِّجْوَالِ أَحْجَمَتَا
حَتَّى الذَّهَابَ لِقُرْبٍ صَارَ يُضْنِينِي
وَ اٌلْعَيْنُ كَلَّتْ وَ بَعْدَ اٌلْحِدَّةِ اٌكْتَحَلَتْ
حُزْنًا، لَقَدْ عَشِيَتْ مِنْ بَعْدِ تَبْيِينِ
وَ جَمْعُ فَكِّي غَدَا بَالٍ وَ مُنْشَطِرًا
قُوتِي حَلِيبٌ وَ بَعْضٌ مِنْ مَعَاجِينِ
كَانَ اٌلْفِرَاشُ صَدِيقًا وَ اٌلْوِسَادَةُ لِي
نِعْمَ اٌلْحَبِيبَةِ كَمْ أَجْفُو فَتُرْضِينِي
أَمْسَى اٌلْقَرِيبُ إِذَا اٌسْتَرْحَمْتُ أَطْرَدَنِي
وَ اٌغْتَاظَ مُنْتَفِخًا مِثْلَ اٌلُّثَّعَابِينِ
يَا أُمُّ قَلْبِي يَدُقُّ اٌلضِّلْعَ مُرْتَعِشًا
هَلْ مِنْ عِلَاجٍ لِهَذَا اٌلدَّاءِ يُشْفِينِي
أمَّا الصُّداعُ إذّا مَا اٌشتدَّ أُسعِفُهُ
بِاٌلدَّلْكِ ثُمَّ حُبُوبٍ قَصْدَ تَسْكِينِ
هَذَا اٌلرَّجَاءُ جَرِيحٌ فِي مَقَاتِلِهِ
وَ اٌلْحَظُّ مُغْتَرِبٌ فِي جَوْفِ تِنِّينِ
مَاتَ اٌلْحَليمُ وَ وَلَّى فِي مَمَالِكِهِ
فَضًّا غَلِيظًا عَدُوَّ اٌلرِّفْقِ وَ اٌللِّينِ
يَا أُمُّ يَا مَنْ غَدَا تَحْتَ اٌلثَّرَى سَئِمَتْ
رُوحِي اٌلْبَقَاءَ إِلَى اٌلْأَلْحَادِ ضُمِّينِي.
محمد المطاوع تونس

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق