الاثنين، 27 مايو 2019

..........
رياض المساكنيي/انقزو
مساكن/تونس
.............


ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏زهرة‏ و‏نبات‏‏‏

قصة قصيرة
غريب ولعبة الانتخابات
في احدى الحملات الانتخابية كان أحد رؤساء القوائم يقوم بجولة مع أعضاء قائمته في أرجاء المدينة مرفوقين بغريب وهو من أكثر العارفين بمقتضيات مثل هذه المناسبات. حتّى اذا أشرفت الشّمس على المغيب وأخذ التعب من الأعضاء مأخذا وبدأت بعض الأصوات المناهضة في الارتفاع تسلّلوا الواحد تلوى الآخر مختفين عن الأنظار. ولم يبق مع الرئيس غير غريب.فهو لم يكن بقادر على التخلّي عنه ، فمن غيره أقدر على انجاح القوائم المترشحة وحسن ادارة الحملات. ولمّا شاهد اختفاءهم ساورته سورة تعجّب ممزوجة بشيء من التبرّم والألم << أنظر كيف يتجنّبون الاحتكاك بالرعيّة، ومع ذلك يفوزون. لا أعرف كيف يحصل ذلك؟ ولا كيف وقع عليهم الاختيار ليكونون مرشّحين؟ هل بإمكانهم النّجاح لو لم أروّج للقائمة؟ لم لا أكون من عناصر القائمة؟ ألست مواطنا مثلهم؟ و مناضلا مثلهم؟ وطموحا مثلهم؟ ألم امتلك من التجربة والحنكة ما يجعلني من المرشحين؟ >>.
وصل صدى هلوسة غريب إلى رئيس القائمة الذي لم يردّ وتظاهر بتجاهل ما وصل مسمعه. خفتت الأصوات المناهضة، وأنصرف أصحابها إلا صوتا واحدا رقيقا ظلّ يهتف بشعارات أقلقت الرئيس. فأمر غريب باستطلاع الأمر. لم يجد من الشّجاعة ما يجعله يرفض الأمر.توجّه نحو مصدر الصوت، ثمّ ما لبث أن عاد.
- من صاحب الصوت؟
- إنها امرأة .
- ولكنّي أسمع أكثر من صوت. هل هي بمفردها؟
تلعثم غريب، صمت قليلا، ثمّ ردّ
- لم أنتبه لذلك سيّدي. إن سمحت لي سأعود وأحص العدد.
أذن له الرئيس. فسارع بالتوجّه نحو الصوت ثانيّة، ثمّ عاد.
- اثنان... اثنان سيّدي...امرأة ورجل.
- هل هما من أهل المدينة؟
- لا علم لي سيّدي...سأعود إن كانا من المدينة.
عاد غريب مرّة ثالثة وتوجّه نحو المرأة والرجل وسألهما عمّا رغب في معرفته.
- إنهما غريبان .
- ولم يرفعان تلك الشعارات المناوئة؟
- أعذرني سيّدي، لا أعرف. ولكن لا تغضب سأعرف الآن.
و انصرف مجدّدا نحو مصدر الصوت وقفل حو الرئيس مسرعا
- مظلومان يبحثا عن حق ضاع منهما ولم يجدا من يساعدهما على استرداده.
- هل يقبلان أن أكون صوت حق أرافع عنهما ؟
- لست أعلم.
غضب الرئيس ، ثمّ استدعى أحد أعضاء القائمة، وأرسله يستطلع الأمر. فانصرف عاجلا وعاد عاجلان ثمّ قال << إنها امرأة رفقة رجل، يبدو من خلال ملابسهما أنهما غريبان، اعتدى عليهما حرّاس شيخ المدينة، وافتكوا منهما ما يملكان، ويلتمسان النصرة وصوت حق. وقد أغريتهما إلى أن اقتنعا بأنك الوحيد القادر على ذلك.>>
التفت الرئيس لغريب وخاطبه<< هل عرفت لماذا لا يمكنك أن تكون أحد المرشّحين في قائمتي؟ ما ينقصك يا غريب شيء من النباهة والولاء>>.
ومن تلك اللحظة صرف غريب همّته يدرّب نفسه على النباهة وامتلاك حاسة الشمّ وتقبيل الأيادي. ولمّا أتقن ذلك تغيّرت قواعد تشكيل القائمة.
رياض المساكنيي/انقزو
مساكن/تونس
* القصة مستوحاة من قصة<ملاح الملك> من تايلاند

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق