...........
♠ ♠ ا.د/ محمد موسى
...................
♠ ♠ القصة القصيرة ♠ ♠ ♠ ♠
♠ ♠ ♠ في معرض الكتاب ♠ ♠ ♠
♠ ♠ في إحدى أجنحة معرض الكتاب ، وبينما هو يتصفح الكتب المعروضة في جناح الناشر الذي ينشر له كل كتبه ، قابلها تلك التي تسبقها دائماً رائحة عطرها ، ودائماً تجادل بمنطق راقي ومحترم ، مع استاذها والذي أيضاً تأنس بالحديث معه ، قالت: وهي تبتسم له كنت أجزم أني سوف أقابلك هنا ، ورد لها الإبتسامة وقال: جميل أن تكوني هنا بين العقول يبدو أنكِ في الطريق إلي ترجيح العقل على صوت القلب (وهي دكتور تعمل معه في الجامعة وهي صغيرة السن ، وكثيراً ما كانت كلماتها له تخضع للمشاعر القلبية والتي كانت عادة غير منطقية بالنسبه له) ، نظرت اليه وقالت: في مثل حالتي إتفق العقل والقلب على القرار ، وأضافت وأنت دائماً يا دكتور إختيارك لكلماتك تتسم بِالأناقة كأناقة أختيارك لملابسك ، قال: لها بسرعة أن المعرض هذا العام يزخر بالجميل من إنتاج العقول ، والأجمل هذا الإقبال الكبير رغم أن موقع المعرض قد تغير هذا العام وسار أبعد ، يبدو أننا قد فهمنا أخيراً مراد ربنا سبحانه وتعالى منا ، فمن الغريب أن أول آيه نزلت على رسولنا ﷺ (إقرأ) ولم يكن القرأن قد نزل بعد فماذا يقرأ وجاء الأمر له بالتأكيد "إقرأ" ما أنا بقارىء فيكرر الملاك بعدها مرتين "إقرأ" إذن طلب منه أن يقرأ ليعرف كل شىء في الوجود والخلق إلى آخره ، ولم يكن طلب الملاك له صلي أو صوم أو حج ، ولا يقول أحد أن أركان العبادة لم تكن قد شرعت بعد ، فإن كل هذه العبادات كانت تمارس من الذين كانوا قبلنا وإن إختلفت في التفاصيل ، المهم البداية قراءة وليست عبادات ، مع التاكيد أن الجنه لن يدخلها من لم يؤدي أوامر الله في العبادات ، والغريب ومنذ 1400 عام لم نرى أي خطيب أو داعية يقول للناس إقرأ حتى ترضى الله وأنت بالقراءة سوف تأخذ ثواب من الله ، فقالت: له وهي تبتسم وأنا طالبه في البكالريوس قرأت لك كتاب بعنوان أول مرة تحب يا قلبي ، شدني العنوان في أول الأمر ، ثم وجدت المحتوى به من الصدق ما جعلني أتمتع به إلي أخر ورقة في الكتاب ، قال: ضاحكاً لها لهذا الكتاب قصة فنحن أربعة أصدقاء أثنان مسلمين وإثنان مسيحين كنا معاً من الروضة (Kg) إلي أن حصلنا على الدكتوراه من أوربا وأمريكا ثلاثة منا عملوا في جامعتهم في الخارج ورجعت أنا إلي مصر التي زاد عشقي لها عندما واريت جثمان أبي وأمي في ترابها ، ولم ينقطع التواصل بيننا فكل شهر لنا ساعة على الإسكايب أو أي وسيلة أخرى للتواصل ، نتحاور ونتبادل الأخبار وهذه هي أجمل ساعة لنا بعد أن كنا معاً ثم فرقتنا الأيام ، وفي الشتاء كل عام حيث الأجازة في جامعات أوربا وأمريكا نتقابل في الأوتيل المطل على نيل القاهرة ، سنوات طويلة لا نمل اللقاء ولا النظر لهذا النيل الخالد ، وفي إحدى الأجازات ونحن معاً ، قلت لهم كل منا يعرف عن الأخر كل شئ ، إلا بعض الخصوصيات التى لم يفصح بها ، وأنا قبل أن نتلاقى كنت أفكر في كتابة كتاب عنا ، ولكن من الناحية الرمادية لكل منا وأقترحت له عنوان ، (أول مرة تحب يا قلبي) ، يحكي عن أول حب في حياة كل منا ، يعني أول دقة قلب لحبيبة ، وأول ميعاد لقاء وأول وردة في كشكول كل منا وأول بسمة من حبيبة حياء ، وأول مرة لمست أيدينا يد حبيبة ، وأول كلمات غزل وأول نظرة تخلع القلب وأول مكالمة تليفونية ويتوارى كل منا حتى لا يسمه أحداً من الأهل ، وأول وأول فأولويات العاشقين لا تنتهي ، وضحك الجميع من قولي لهم ولأول مرة رغم كل السنين الماضية أجد الوجوه وكأنها تعلوها حمرة والعيون تلمع وكأنها فرحة لعودة الزمان ، وأتفقنا وجعلت يوماً لكل منا ليحكي قصته وكان الشرط الوحيد هو منتهى الصدق حتى يحترمنا كل من يقرأ الكتاب ، ومكثت ثلاثة أشهر حتى خرج من المطبعة هذا الكتاب الذي كان معكِ ، قالت وأنا أقول أن أول مرة دق قلبي بحب كان لك يا دكتور ، قال: لها لا تتسرعي وقبل أن تكملي كلامك قإن أبطال القصص الأربعة الذين شملهم الكتاب إشتركوا في شئ واحد بينهم ، وهو أن هذه الدقات الأولى لقلوبهم لم تكتمل ، فلم يتزوج أحدٍ منهم من التي دق لها القلب أول مرة ، فيبدو أن أول دقة للقلب لم تكون حباً حقيقياً عند الجميع ، بل كانت تجربة للقلب هل هو حي ويمكن أن يدق للحب ، أو أن القلب ما هو إلا مضخة للدماء فقط ، قالت: له هل تدعوني لتناول شئ ، قال: لها مبتسماً لو سمحتي يا عزيزتي ، قالت: راقي أنت يا دكتور دائماً ، وتجيد المجاملة وهذا ما يجذب الأخرين إليك ضحك وشكرها ، ثم جلسا على طاولة وأستمر بينهم الحديث في نواحي متعددة وحرص هو أن يكون الحديث بعيداً عن منطة الحب ، فكلما مالت لهذا الجانب أسرع للخروج بها منه ، وكانت السعادة تبدو عليها من الحديث مع أستاذها فهي تتمنى ألا ينتهي اللقاء ، وهو ينظر إلي ساعته فالوقت عنده قيمته تختلف عن نظرة الأخرين للوقت لاحظت بذكاء هي هذا القلق فقالت يبدو اني قد عطلتك عن مواعيدك فشكرها وأستئذن وأنصرف .
♠
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق